75عاماً على إعلان انتهاء الحرب العالمية الثانية.. تعرّف على أسبابها وأحداثها
في 15 آب وقبل خمس وسبعين عاماً، كان العالم على موعد مع إعلان انتهاء الحرب التي حصدت أرواح الملايين، وأعادت رسم الخرائط السياسية في العالم، فما هي أبرز أسبابها وأحداثها؟
انطلقت شرارة الحرب الأولى في آذار 1938 بغزو هتلر للنمسا، ودخلتها الولايات المتحدة الأميركية بعد الهجوم الياباني على أسطولها في المحيط الهادي.
استمرت الحرب ست سنوات واستعمل فيها السلاح الذري لأول مرة في التاريخ، وحصدت أرواح 17 مليوناً من العسكريين وأضعاف ذلك من المدنيين.
وتعتبر الحرب العالمية الثانية ابنة شرعية للحرب العالمية الأولى، وأنها نتيجة طبيعية لتسويات ما بعد الأولى التي غيرت رسم خريطة العالم وخاصة أوروبا، وليست تصرفات ألمانيا النازية وحدها من يقف خلف اندلاعها.
ويعددون جملة من الأسباب أهمها تضمين معاهدة فرساي سنة 1919 بنوداً عقابية لألمانيا، خسرت بموجبها 12.5% من مساحتها و12% من سكانها، وحوالي 15% من إنتاجها الزراعي و10% من صناعتها و74% من إنتاجها من خام الحديد.
كما ألزمتها بدفع تعويضات كبيرة للحلفاء، وحدت من قدراتها وإمكاناتها العسكرية بنصها على أن لا يزيد الجيش الألماني على مائة ألف جندي.
ويضيف هؤلاء سببا آخر يتمثل في ظهور النازية بألمانيا في كانون الثاني 1933، والفاشية بإيطاليا في تشرين الأول 1922، وقيام حلف بينهما عرف بدول المحور، انضمت إليه اليابان بعد ذلك.
كان احتلال هتلر للنمسا في مارس/آذار 1938 وتشيكوسلوفاكيا في العام الموالي وبولندا في سبتمبر/أيلول 1939 ثم تهديد إيطاليا بغزو ألبانيا، سببا مباشرا في إعلان بريطانيا وفرنسا الحرب على دول المحور.
واشتعلت الحرب في أوروبا وكان الجيش الألماني متقدما على جميع الجبهات الأوروبية، حيث احتل أغلب الدول ودخل باريس، إلا أن مهاجمته للاتحاد السوفياتي في حزيران 1941 جعلته يترك ظهره مكشوفا للبريطانيين.
ولم تدخل الولايات المتحدة الأميركية الحرب في البداية، إلا أنها فرضت حظرا بتروليا على اليابان ومنعت تصدير الحديد إليها.
فقامت اليابان في كانون الأول 1941 بمهاجمة الأسطول الأميركي في المحيط الهادي بميناء بيرل هاربر بجزر هاواي، فدخلت الولايات المتحدة الحرب ضد دول المحور.
شهدت الحرب العديد من المعارك التي شكلت محطات أساسية فيها، وكان لها تأثيرها في مسارها ونتائجها، كما هو الحال في معارك ستالينغراد، وميداو، والعلمين، وإنزال النورماندي، وإلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي.
معركة ستالينغراد
تعتبر إحدى أهم المعارك الكبرى الفاصلة في الحرب العالمية الثانية، وجرت في مدينة ستالينغراد -المدينة التي عرفت فيما بعد بـ”فولغوغراد”- خلال الحملة العسكرية الألمانية على الاتحاد السوفياتي، واستمرت حوالي ستة أشهر بين آب 1942 وشباط 1943.
انتخت المعركة بخسارة ألمانيا، وبلغت الخسائر البشرية في المعركة حوالي مليون شخص، مما جعلها إحدى أكثر المعارك دموية في تاريخ الحروب.
معركة ميدواي
جرت في حزيران 1942 بعد ستة أشهر من الهجوم الياباني على الأسطول الأميركي في “بيرل هاربور”، وقد تمكنت القوات البحرية الأميركية خلالها من صد هجوم قوات البحرية الإمبراطورية اليابانية على جزيرة “ميداوي”، وإلحاق الضرر بالأسطول الياباني.
معركة العلمين
جرت في تشرين الثاني 1942 على الأراضي المصرية بين القوات الألمانية والإيطالية بقيادة إرفين رومل، والقوات البريطانية بقيادة برنارد مونتغمري.
وكانت من أهم معارك الدبابات، فبعد انتصار القوات الألمانية في معارك الصحراء استطاعت القوات البريطانية هزيمة قوات المحور في هذه المعركة وطردها، وهُزم القائد الألماني الأكثر شهرة رومل فبدأت هزيمة دول المحور تلوح في الأفق.
الإنزال بالنورماندي
في السادس من حزيران 1944 قامت قوات الحلفاء بقيادة الجنرال الأميركي دوايت آيزنهاور بإنزال عسكري في شمال فرنسا على شاطئ النورماندي، وأُنزِلَ أكثر من مائتي ألف جندي، أغلبهم من الأميركيين والبقية من بريطانيا وكندا وفرنسا.
وتُعَدُّ العملية أكبر إنزال عسكري في القرن العشرين، ومكنت من تحرير المنطقة من الجيش الألماني، وبلغت الخسائر في الطرفين ثلاثة آلاف قتيل، وستة آلاف من الجرحى والأسرى والمفقودين.
وبعد الهزائم التي تعرض لها الألمان في هذه المعركة دخل الحلفاء ألمانيا في كانون الأول 1944، وأعدم الثوار الإيطاليون “موسوليني” وعلقوه من قدميه في أحد أعمدة الإنارة بميلانو، وانتحر هتلر يوم 30 نيسان 1945 فاستسلمت ألمانيا.
رغم استسلام ألمانيا بقي اليابانيون يقاومون، ولم تتوقف الحرب بشكل نهائي إلا بعد قصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي بقنبلتين ذريتين شكلتا أول استخدام للقنابل الذرية في التاريخ.
وألقيت الأولى “الولد الصغير” على مدينة هيروشيما في 6 آب 1945، وكانت قنبلة يورانيوم تزن أكثر من 4.5 أطنان، وأخطأت الهدف قليلا وسقطت على بعد 800 قدم منه.
وبعد دقيقة واحدة من إسقاطها فقد 66 ألف شخص أرواحهم، وجرح 69 ألفا بسببها.
وألقيت الثانية “الرجل البدين” على مدينة ناغازاكي في 9 آب 1945، وكانت قنبلة بلوتونيوم، أسقطت وسط ناغازاكي، وفي لحظة واحدة قُتل 39 ألفا، وجُرح 25 ألفا من سكان المدينة.
وإثر ذلك وقّعت اليابان وثيقة الاستسلام بدون قيد أو شرط يوم 2 أيلول 1945، وبعدها بثلاثة أيام رفع العلم الأميركي فوق طوكيو.
انتهت الحرب العالمية الثانية بعد ست سنوات من القتال الشرس، خسرت فيها البشرية حوالي 17 مليونا من العسكريين وأضعاف ذلك من المدنيين.
وكانت إحدى نتائجها انتصار دول الحلفاء على دول المحور، لكن استخدام الولايات المتحدة القنبلة الذرية في الحرب لإرغام اليابان على الاستسلام فتح باب التسابق المحموم لامتلاك أسلحة الدمار الشامل.
وعلى المستوى السياسي كان من أبرز نتائجها تشكيل خريطة القوى الدولية الجديدة بعد الحرب وبروز الولايات المتحدة الأميركية فاعلا رئيسيا في النظام الدولي الجديد، وإنشاء هيئة الأمم المتحدة لتكريس الخريطة الجديدة.
وحاولت أميركا من خلال الأمم المتحدة، مواجهة القوى الأوروبية الصاعدة التي يمتد نفوذها وراء البحار (بريطانيا وفرنسا تحديدا) والاتحاد السوفيتي الذي أخذ نفوذه يتسع.
ولتقليص الدور الأوروبي، شجعت الولايات المتحدة حق تقرير المصير للمستعمرات.
كما ساهم مشروع مارشال -الذي وضعته لإعادة بناء أوروبا المدمرة- في إبقاء هذه الدول مدينة للولايات المتحدة، إضافة إلى إسهامه في إشراك النفوذ الأميركي في صياغة النظم السياسية والتأثيرات الحربية المباشرة في أوروبا.
تلفزيون الخبر