العناوين الرئيسيةكاسة شاي

“ذات ميول ميكافيلية”.. من أين أتى مصطلح “ذكاء الدجاجة” والذي بات مستخدماً بكثرة في محيطنا؟

وجد باحثون أن للدجاج شخصيات متميّزة، وأن لها من بين سمات أخرى، قدرات حسابيّة، فضلاً عن أنها تُظهر وعياً ذاتياً، ومن هنا يأتي مصطلح “ذكاء الدجاجة”، والذي بات يُطلق على بعض الأشخاص ونسمعه بكثرة في محيطنا، وفق ما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

 

وقال مؤلف هذا البحث، الدكتور لوري مارينو،والمحاضر في علم الأعصاب بجامعة “إيموري”، للصحيفة، إننا “ننظر إلى الدجاجة باعتبارها تفتقر لمعظم الخصائص النفسية التي نتعرف عليها في حيوانات أُخرى ذكية، كما يسود الظن عادةً أن مستوى ذكائها منخفض مقارنةً بغيرها من الحيوانات”.

 

متطوّر سلوكياً

 

ووفقاً للدكتور “مارينو”، فإن “الدجاج متطوّر سلوكياً، ويمكنه التمييز بين الأفراد، ولديه القدرة على إظهار تفاعلات اجتماعية شبه ميكيافيلية، فضلاً عن قدرته على التعلّم اجتماعياً بطرق معقدة تشبه تلك التي يمارسها البشر”.

 

وخلص باحثون في دراسة أُجريت عام 2005، إلى أن “الدجاج المنزلي قادر على ضبط النفس، فقد أُعطي للدجاج الاختيار بين إما الانتظار لمدة ثانيتين يتبعهما تقديم الطعام لمدة 3 ثوان، أو الانتظار لمدة 6 ثوان يتبعها تقديم الطعام لمدة 22 ثانية، وانتظر الدجاج المكافأة الأكبر، مفضّلاً الطعام لمدة 22 ثانية، مظهراً قدرته الذكية على التفريق بين مختلف النتائج، فضلاً عن ضبط النفس للاستفادة منها”.

 

وأظهرت التجارب على الصيصان (الكتاكيت) حديثة الفقس، أنها يمكنها التمييز بين الكميات، كما أن لديها فكرة ترتيب الأشياء، فقد قُدّمت لها من عمر 5 أيام، مجموعتان من الأشياء بكميات مختلفة تختفي وراء شاشتين، فأمكن لـ”الكتاكيت” بنجاح تتبع الشاشة التي أخفت العدد الأكبر، عن طريق القيام بما يبدو أنها عملية حسابية بسيطة تقوم على الجمع والطرح.

 

التمييز بين الأصوات

 

وجرى تعليم الدجاجات التي ترقد على البيض التمييز بين ثلاثة أصوات، والتي أشارت إمّا إلى حدث إيجابي (مكافأة غذائية)، أو حدث سلبي (مثل بخة من مدفع مائي) أو حدث محايد (لا شيء)، وذلك بعد تأخير 15 ثانية، وأظهرت استجابات مختلفة لمختلف الأصوات، مما يوحي بأنها كانت قادرة على توقّع حدث مستقبلي.

 

ترتيب هرمي وهيمنة

 

تعرف الدجاجات مكانها في ترتيب معيّن من خلال مراقبة أقرانها، إذ إنها عندما وُضعت مع بعضها لأول مرة قامت بإنشاء ترتيب هرمي، من خلال ترتيب هجومي، فالدجاجات المهيمنة سوف تنقر الدجاجات الأضعف منها، وتقوم بالقفز عليها أو مهاجمتها، وتستسلم الدجاجات الأضعف بمحاولة الابتعاد أو أنها ترقد على الأرض، وفق البحث.

 

وفي دراسة أُجريت عام 1996، تبيّن أنه عندما شاهدت مجموعة من الدجاجات دجاجاً غريباً يهزم دجاجاً مهيمناً ضمن مجموعتها، فإنها كانت تعزف عن تحدي الدجاج الغريب، وهذا يعني أن الدجاج يفهم أنه في وجود الغرباء، يمكن انتهاز الفرصة لإلحاق الهزيمة بالدجاج المهيمن.

 

24 صوتاً مميّزاً

 

يمكن للدجاج التواصل عبر ما لا يقل عن 24 من الأصوات المتميّزة، فضلاً عن مختلف العروض المرئية، ويستخدم الدجاج الاتصالات التي تعتمد على الإشارات لنقل المعلومات، مثل العروض والصافرات وغيرها.

 

وفي تجربة أُجريت بالكومبيوتر، عرضت رسوم متحرّكة للحيوانات المفترسة، استخدمت الديوك نداءات تنبيه مختلفة للتحذير بناءً على نوع الحيوانات المهاجمة.

 

التعاطف وحماية الصغار

 

وجدت دراسة تناولت سمة التعاطف في الدجاج، أن الدجاجة الأم تستجيب لاستغاثة صغارها بزيادة في معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم، فضلاً عن الوقوف في حالة تأهّب، إلى جانب ما يصدر عنها من أصوات.

 

شخصية متميّزة

 

وللدجاج شخصيات متميّزة، إذ تُظهر الدجاجة الأم مجموعة من السمات الشخصية التي تميّزها ضمن الأمهات، كما أن في الذكور 3 سمات شخصية ترتبط بالهيمنة، وتتمثل في الجرأة والنشاط والقدرة على الاستكشاف واليقظة.

 

يُذكر أن الشخصية “الميكافيلية” في علم النفس صفة شخصيّة تُشير إلى القدرة على التلاعب والتعامل مع المواقف بمكر، كما أن الأشخاص الذين يمتازون بهذا النوع من الشخصيّة يميلون لاكتساب القوّة.

 

وعادةً ما يتصف أصحاب الشخصية “الميكافيلية” بالعديد من الصفات التي تميّزهم عن غيرهم، كالتركيز فقط على طموحاتهم واهتماماتهم وعدم الاهتمام بطموحات واهتمامات الآخرين، كما يمتلكون مظهراً ساحراً وتبدو عليهم الثقة العالية في النفس.

 

ويقوم أصحاب هذه الشخصية بالتلاعب بالآخرين واستغلالهم لنيل مبتغاهم، فالغاية لديهم تبرر أنّ “الغاية تبرر الوسيلة”، بالإضافة إلى استخدام الخداع والكذب عندما يحتاجون إلى ذلك، دون الاهتمام بالمبادئ والقيم وأهمية الصدق والعمل النبيل.

 

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى