بينهم شاعر سوري.. مثقفون عرب يقودون حملة مقاطعة ويعلنون انسحابهم من مسابقات ومعارض إماراتية
أعلنت مجموعة من الكتاب والمثقفين العرب إطلاق حملة مقاطعة لكامل الفعاليات الثقافية والمسابقات المقامة في الإمارات بعد إبرامها “معاهدة سلام” مع العدو الصهيوني لتطبيع العلاقات بشكل رسمي وبمباركة أمريكية.
وانضم إلى الحملة الشاعر السوري، أحمد كركوتلي، الذي حاز مؤخراً على المركز الثالث في مسابقة “شعراء ضد التطبيع” التي نظمتها وزارة الثقافة الفلسطينية في غزة، عن قصيدته “يا بني صهيون”.
وعبر كركوتلي (29 عاماً) ابن مدينة حلب، عن موقفه من الحملة، وقال في حديثه لتلفزيون الخبر، “من الطبيعي أن أشارك في حملة المقاطعة لأنني من الأعداء الشرسين للتطبيع، وهذا الموقف طبيعيّ لا يخالف الفطرة السويّة، فمن الفطرة أن ترفض بيع أرضك، وترفض مهادنة العدوّ الذي يستبيح أرضك وشعبك”.
وشرح الشاعر لتلفزيون الخبر، أن “الحملة انطلقت من مصر، على يد الشاعر أسامة الخولي، وهي حملة تدعو المثقّفين العرب لمقاطعة المسابقات والفعاليّات الثقافيّة الإماراتيّة ردّاً على تطبيعهم مع كيان الاحتلال الصهيونيّ، كما تدعو الحملة لمقاطعة أيّ فعاليّة ثقافيّة يشارك فيها إماراتيّ ما لم يُعلنْ صراحةً أنّه ضدّ التطبيع الذي قام به حكّام بلاده”.
وعن دور حملات المقاطعة في التأثير على الموقف الإماراتي، قال كركوتلي إن “المقاطعة تؤدّي دوراً كبيراً جدّاً، وسوف ترسل رسائل واضحة لحكّام الإمارات الذين كانوا رعاة للثقافة العربيّة في السنوات الماضية، وهي التي أقامت مهرجانات أدبيّة وثقافيّة وفكريّة على مستوى كبير، وبتكاليف باهظة.
وكانت وجهةً للعديد من الأدباء والشعراء في السنوات الأخيرة، فعلى كلّ هؤلاء أن يغيّروا وجهتهم بعد اليوم، أو فلتولّي الإمارات وجهها شطر أمّتها وحضنها العربيّ، لتبقى وجهة هؤلاء”.
وأردف “وسوف يعلم حكّام الإمارات عاجلاً أو آجلاً أنّهم ارتكبوا خطأ كبيراً بتطبيعهم مع الكيان الصهيونيّ، لأنّ المقاطعات ستكون كبيرة جدّاً وعلى كلّ المستويات”.
ودعا كركوتلي عبر تلفزيون الخبر، “جميع الكتّاب والشعراء والمثقفين على اختلاف توجّهاتهم أن يعلنوا صراحةً مقاطعتهم لكلّ المسابقات والمهرجانات الثقافيّة التي تُقيمها دولة الإمارات”، وخص منهم “الشعراء” كون أن “برنامج “أمير الشعراء” التي سوف يبدأ بعد أشهر قليلة، فمن كان عنده غيرة على فلسطين فليقاطع هذا البرنامج وغيره، حتّى لا نرى مستقبلاً أجيالاً من الشعراء تبارك خطوة الإمارات التطبيعيّة وتدافع عنها على أنّها وجهة نظر، فهذه خيانة وليست وجهة نظر”.
وأكد كركوتلي أن “خطاب المقاطعة غير موجهة للشعب الإماراتي ممن يحمل في قلبه القضية الفلسطينية ويدافع عنها”، لافتاً إلى أن “ما فعله النظام الإماراتي لا يمثّل إلّا نفسه، فنحن ضدّ التطبيع الذي قام به، وضدّ من يؤيّده كائناً من كان، ولسنا ضدّ الشعب العربيّ الإماراتيّ”.
وتضم الحملة التي تحمل اسم “ثقافة في وجه التطبيع” العديد من المثقفين والفنانين والمصورين والكتاب والشعراء العرب الرافضين للتطبيع ومهادنة المحتل، وباشر عدد منهم بسحب مشاركاتهم في معارض مقرر إجراءها قريباً في الإمارات.
ودعت الحملة “كل الكتاب الفلسطينيين الذين قدموا أعمالهم للمنافسة في الجوائز الإماراتية خاصة جائزة الرواية العربية العالمية المعروفة بـ”البوكر” وجائزة الشيخ زايد للكتاب إلى الإعلان الفوري عن سحب ترشح أعمالهم، إضافة إلى دعوة كل الفنانين التشكيليين والمسرحيين الذين تشارك أعمالهم في معارض ومسابقات تنظم من قبل جهات إماراتية إلى سحب كل مشاركاتهم”.
وقرر القائمون على الحملة “إعداد قائمة سوداء باسم كل من لا ينسحب لأنه يضع نفسه في صف من انتهك الحقوق الوطنية الفلسطينية”.
ومن أبرز من أعلنوا انضمامهم للحملة، الروائية المغربية “الزهرة رميج” التي أعلنت انسحابها من جائزة “الشيخ زايد للكتاب” “تضامناً مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استرجاع أرضه المغتصبة وإقامة دولته الحرة المستقلة، ووفاء للقضية الفلسطينية”، وفق ما غردت به عبر حسابها الرسمي في “تويتر”.
وأعلن الشاعر والأديب “أحمد أبو سليم” في تغريدة له سحب ترشيح روايته “بروميثانا” لجائزة “بوكر” العربية ، وكذلك أُعلن عن مقاطعته لكافة النشاطات الثقافية لدولة الإمارات.
ومن جهته أعلن المصور الفلسطيني “محمد بدارنة” سحب مشاركته من معرض “وجهة نظر ٨” المقام في ٢٩ آب المقبل في الإمارات، موجهاً رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي قال فيها “إنه مع إعلان الإمارات العربية المتحدة عن تطبيع علاقاتها مع دولة الاحتلال “الاسرائيلي” التي ما زالت تمارس قمعها وسلبها لحقوق شعبي في فلسطين والشعوب العربية”.
وتابع ” وانطلاقاً من إيماني بأن الفن ما لم يكن مشتبكاً بالقضايا الإنسانية والعدالة فلا قيمة له، أعلن سحب مشاركتي من معرضكم “وجهة نظر ٨”.
الجدير بالذكر أن الإمارات أعلنت في 13 آب الجاري، عن تطبيع علاقاتها رسمياً مع العدو الصهيوني، حيث تم توقيع البيان المشترك بوجود ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب المبارك للاتفاق، وسط مواقف عربية ودولية متباينة ما بين مؤيدة ورافضة.
لين السعدي – تلفزيون الخبر