عودة ترامب.. من هو “أبو حنان” الذي يتصدر التريند من جديد؟
عاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مجددًا إلى ساحة الأحداث في الإعلام العربي، لكن هذه المرة ليس بسبب تصريحاته المثيرة للجدل أو سياسته العالمية، بل بسبب لقب “أبو حنان” الذي تصدر التريند المصري، ليضيف بُعدًا ساخرًا إلى صورته. فما هو أصل هذا اللقب وكيف ارتبط بالجدل الذي أثاره ترامب؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا التقرير.
من هو “أبو حنان”؟
يُرجّح أن لقب أبو حنان أصبح شائعا في الإعلام المصري على لسان الإعلامي عمرو أديب، في برنامج “الحكاية”، بدأ كجزء من السخرية الشعبية من سلوكيات ترامب الغريبة وغير التقليدية. أثناء عرض حلقات برنامجه، أشار أديب إلى ترامب على أنه “أبو حنان” في محاولة لتصويره كشخص غير جاد في بعض تصرفاته، مثل ظهوره في حملات غير مألوفة، مثل بيع الهامبرغر في مطاعم، وذلك بهدف جذب الأنظار.
فيما يستخدمه البعض للدلالة والربط بينه وبين ابنته أيفانكا صاحبة الدور البارز في حملات رئاسة والدها السابقة، ويعود الاسم في الأصل إلى مسرحية “حكيم عيون” التي اشترك فيها الفنان أحمد حلمي، والفنان كريم عبدالعزيز، والفنان حجاج عبدالعظيم، والفنان الراحل علاء ولي الدين.
وفي مشهد من المسرحية، جاءت عبارة “أبو حنان” ضمن جملة للفنان حجاج أثناء قيامه بخطبة فتاة لكريم عبد العزيز، من والدها الذي سماه “الحج أبو حنان”.
السخرية المصرية من ترامب
يُعرف عن المصريين حسهم الفكاهي والقدرة على السخرية من الشخصيات العامة، وترامب لم يكن استثناءً. منذ أن بدأ ترامب حملاته الانتخابية، انتشرت العديد من النكات حول أسلوبه الاستعراضي، وتصريحاته المثيرة للجدل.
كان من السهل على الإعلام المصري أن يجد مادة خصبة للسخرية منه، سواء بسبب تصريحاته السياسية الغريبة أو سلوكه العام الذي بدا غير تقليدي.
اللقب “أبو حنان” أصبح بمثابة شعار ساخر يعبر عن شخصية ترامب في أعين المصريين، التي تجمع بين الجدية غير المتوقعة والكوميديا.
بعض قصص ترامب التي جعلته يتصدر التريند
ظهوره في حملات غير تقليدية، حيث ظهر في إحدى المرات وهو يبيع الهامبرغر في مطعم خلال حملته الانتخابية، ما عزز صورته كـ “شخص عادي” رغم كونه رئيسا للولايات المتحدة.
من أشهر التصريحات التي أثارت ردود فعل واسعة كان تعليق ترامب على قضية التغير المناخي. حيث شكك في علميته وأصر على ضرورة التراجع عن الاتفاقات البيئية، ما زاد من تفاعل الإعلام العربي مع قضايا ترامب المثيرة.
وعُرف بالعديد من المواقف المثيرة للجدل التي جعلته يتصدر العناوين طوال فترة حملاته الرئاسية وحتى بعد انتخابه. من بين أبرز تلك المواقف:
التعليقات العنصرية:
في عام 2015، عندما أعلن عن حملته الانتخابية، صرح ترامب بأن المكسيك ترسل “مجرمين و rapists” (مغتصبين) إلى الولايات المتحدة، مما أثار انتقادات واسعة حول عنصريته تجاه المهاجرين المكسيكيين. كما أضاف قائلاً: “بعضهم ربما يكونون أشخاصا جيدين”، مما جعل تصريحاته تُعتبر مهينة بشكل كبير.
الهجوم على جون ماكين:
في 2015 أيضًا، ترامب وصف جون ماكين، الذي كان أسير حرب في فيتنام، بـ “الخاسر” قائلاً: “أنا أحب الناس الذين لم يُحتجزوا”. هذه التصريحات استفزت العديد من الأمريكيين، بما في ذلك أعضاء حزبه الجمهوري.
التحريض على العنف ضد المشتبه بهم:
في عام 2017، أثناء خطاب أمام ضباط شرطة في نيويورك، بدا أن ترامب يشجع الشرطة على استخدام القوة المفرطة ضد المشتبه بهم، قائلاً: “لا تكونوا لطيفين جداً”. هذه التصريحات أثارت غضب العديد من الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان.
الجدل حول الانتخابات 2020:
بعد خسارته في انتخابات 2020، رفض ترامب قبول النتيجة وادعى زورا أن الانتخابات قد تم تزويرها، قائلا إن هناك “ثلاثة ملايين صوت غير قانوني” لصالح منافسته هيلاري كلينتون في انتخابات 2016. لم يقدم أبدا أي دليل يثبت ذلك.
التحرش بالنساء:
أحد أكثر المواقف إثارة للجدل كان عندما تم تسريب تسجيل في 2005 يُسمع فيه ترامب وهو يتفاخر بتصريحاته حول التحرش بالنساء. تلك التصريحات، التي وصفها بالـ”بسيطة”، جعلت الكثيرين يشككون في موقفه من قضايا المرأة.
القدس:
في 2017، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسمياً عن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة ل”إسرائيل”، وهو ما كان قد تعهد به خلال حملته الانتخابية في عام 2016. جاء هذا الإعلان بعد سنوات من تأجيل تنفيذ “قانون سفارة القدس” الذي تم إقراره في 1995، والذي كان يوصي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
تلك المواقف وبعض التصريحات الأخرى شكلت جزءا من سمعة ترامب المثيرة للجدل والتي جعلته موضوعا دائما للنقد والجدل خلال فترة رئاسته.
التفاعل العربي مع ترامب
رغم مرور وقت طويل على فترة رئاسته، لا يزال اسم ترامب يتصدر وسائل الإعلام العربية، التي تتابع تحركاته وتغطياته بشكل مستمر. كما أن تصرفاته المثيرة للجدل لم تتوقف حتى بعد مغادرته البيت الأبيض.
تتبنى وسائل الإعلام العربية، مواقف ساخرة تجاهه، حيث يرتبط اسمه بالكثير من المواقف التي تثير الشكوك حول جدية قراراته.
اللقب “أبو حنان” يعكس صورة غير تقليدية لترامب في الإعلام العربي، حيث يرى الكثيرون أنه لا يزال شخصية غير مستقرة في تصرفاتها رغم كونها رئيسا سابقا.
لقب “أبو حنان” أصبح رمزا مرتبطا بكل تصرف غريب لترامب في العالم العربي. ويعكس اللقب التفاعل الشعبي في مصر خاصة، مع شخصية ترامب، وتواصله مع الأحداث التي أثارها في الإعلام. ومع حسم نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، من المتوقع أن يستمر اسم ترامب في الظهور على منصات التريند، ليس فقط بسبب مواقفه السياسية بل أيضا نتيجة الطريقة التي يتعامل بها الإعلام العربي معه، والتي قد تواصل استثمار هذا اللقب الساخر.
ومن المقرر أن يجري حفل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب يوم 20 يناير 2025 على أرض مجمع الكابيتول الأمريكي، حيث سيشهد الحدث أداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية متعهدا بالالتزام بالدستور ثم إلقاء خطاب تنصيبه.
تلفزيون الخبر