كاسة شاي

هل بات “الكاسيت” وال “CD” مجرّد “نوستالجي” ؟

بالعودة إلى الحقب السابقة، بما حَوَتها وعاشتها أجيالها، لايمكن إغفال طرق السَّماع وتذوق الموسيقى والطرب، حينها، ولايمكن أن لا يمر حديث تذكاري لأجيال الخمسينيات وبعدها بحقبة أخرى دونما تعريج على الراديو والكاسيت والإسطوانة النقية بآلتها التي ربما تحولت اليوم إلى “أنتيك” يركن في زواية المنزل.

وإذا ما تقدمت تلك الحقب إلى نهايات التسعينيات ومطالع القرن الحادي والعشرين يأتي ذكر ال “Cd” ليتربع على عرش السمع والسُّمّاع في الوقت الذي غزت فيه ثورة الأقراص العالم لتصدر من خلالها ألبومات المغنيين العرب والعالميين وروائع الموسيقيين.

اليوم، وبينما اجتاحت “السوشال ميديا” العصر وأصبح اقتناء “المُسّجلة” أمراً ليس في غاية الأهمية كثيراً ما يتبادر إلى الأذهان سؤال هل غادرتنا فكرة اقتناء إسطوانة موسيقية أو غنائية .. هل غادرنا شغف المسارعة لشراء الكاسيت وال Cd ؟

“رضا”، مالك أحد محال التسجيلات في دمشق، يروي لتلفزيون الخبر حكايته مع مهنته التي يعشقها منذ زمن بينما كان جالساً في دكانه خلف حاسوبه منهمكاً في نسخ الأغاني على ال “Cd” ليبيعها لزبائنه الذين يترددون عليه منذ سنوات، بحسب تعبيره.

يقول: “ربما رحلت تجارة “السيديات” أو تقلصت فهي اليوم ليس كالسابق شأنها شأن الكثير من الأشياء التي ألغت وسائل التواصل الحديثة دورها، فاليوم بات الطلب أقل لكن الصنعة أقوى وأدق وأفضل من ناحية الجودة في الصوت والنقاء”.

ويتابع “هناك من يريد أن يقيم حفلاً مثلاً فليجأ إلي كي أنظّم له الأغنيات والموسيقى، كما يرى أن ليس جميع من يقودون السيارة يعتمدون على الفلاشات فكثر منهم يشترون ال “cd ال audio” ليستمعوا إلى أغانيهم المفضلة أثناء القيادة”.

ويعتبر البائع أن “أكثر ما يتم الطلب عليه اليوم هو سيديات السيمفونيات العالمية، وأغاني فيروز وأم كلثوم الأصلية حيث نقاء الصوت، والأغاني المخصصة لغايات معينة، بينما تتولى تطبيقات الإنترنت مهمة نشر الأغاني العصرية، علماً أنه يوجد طلب عليها أحياناً”، بحسب رؤيته.

من جهة أخرى، ترى فئة من جيل الشباب أن “محركات البحث وتطبيقات الأغاني من “يوتيوب” وما يشابهها تولت بالمهمة.. بضع نقرات تأخذك إلى ماقبل قبل التسعينات وأكثر، تروي جنين (18 عاماً) لتلفزيون الخبر.

وتتابع الشابة “أتذكر في طفولتي شغف إخوتي الأكبر سناً في المسارعة لاقتناء أحدث الألبومات عبر الأقراص المضغوطة، بينما يروي إخوتها أن من هم أكبر سناً يجيدون ببراعة إصلاح تعرجات الكاسيت من خلال “القلم”، لتذهب الروايات هنا إلى حقبة التسعينات”.

بينما يتحدث “أبو العبد” (60) عاماً، ليعود في ذاكرته إلى عشرينياته حين كان يجمع الإسطوانات ليتبادلها مع رفاقه”، مضيفاً “كثيرا ما كان صوتها سيد الموقف في جلساتنا .. تدور الإسطوانة لتصمت الألسن”.

يتوق كثرٌ اليوم إلى تلك الأيام وإلى دفء تفاصيلها التي لا تقتصر فقط على عبورٍ بجانب محل “كاسيت” و”CD” تحول إلى ما يشبه “الأنتيك”، بينما تحمل “جنين” جهازها اللوحي تفتح تطبيقاً سهل المنال كانت حددته على الشاشة الرئيسية لتبدأ جولة موسيقية وغنائية سريعة .. وترفع الصوت.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى