من هي العالمة السورية “فيزيائية الشمس”؟
هي واحدة من أشهر العلماء المتخصصين في “فيزياء الشمس” وصفت مجلة “ساينس” الأمريكية أبحاثها بأنها بمثابة “القنابل المتفجرة”.
أحدثت أبحاثها ردود أفعال متباينة لدى العلماء، حتى أن البعض اعتبرها نوعا من “الهرطقة العلمية”، في حين وصفها آخرون بأنها خطوة هائلة إلى الأمام.
إنها البروفسور “شادية رفاعي حبال” أستاذة كرسي فيزياء الفضاء في جامعة “ويلز” البريطانية والتي ذاع صيتها في الغرب وأحدثت جدلا واسعا بأفكارها وآرائها العلمية.
خاصة عندما قالت بأن الرياح الشمسية التي تشد الكرة الأرضية هي “ملاءة جبارة” تحمى الحياة من الأشعة الكونية المهلكة.
تركزت أبحاث” حبال” على استكشاف مصدر الرياح الشمسية، والتوفيق بين الدراسات النظرية ومجموعة واسعة من عمليات المراقبة التي أجرتها المركبات الفضائية وأجهزة الرصد الأرضية.
كما أماطت د. شادية اللثام عن حقائق تفيد أن الرياح الشمسية تأتي من كل مكان على سطح الشمس، وأن سرعتها تعتمد على الطبيعة المغناطيسية للمناطق القادمة منها.
ولدت شادية نعيم رفاعي في حمص وتلقت التعليم في مدارسها، وبدأ حبها للعلم منذ الطفولة، عندما جذبها أسلوب شرح معلمة الفيزياء وقت أن كانت في الصف التاسع.
بدأت رحلتها العلمية في جامعة دمشق حيث دفعها حبها للفيزياء إلى اختيارها كتخصص أساسي، فحصلت على درجة البكالوريوس في الفيزياء والرياضيات، ثم انتقلت إلى بيروت وهناك حصلت على الماجستير في الفيزياء النووية من الجامعة الأمريكية.
قامت بخطوتها الأولى لدراسة فيزياء الفضاء، عندما سافرت إلى ولاية أوهايو الأمريكية عام 1973م لاستكمال دراسة الدكتوراه في “جامعة سنسناتى” بعدها التحقت للعمل كباحثة لمدة عام واحد في المركز الوطني للأبحاث الجوية في بولدر.
وفي عام 1978، التحقت بمركز “هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية”، حيث قامت بتأسيس مجموعة أبحاث عالمية في الفيزياء الشمسية الأرضية، وذلك قبل تعيينها أستاذ كرسي في قسم الفيزياء بجامعة ويلز في أبريستويث.
اعتُبرت أبحاث العالمة العربية حول الرياح الشمسية بمثابة “تفجير قنابل”، كما ذكرت “مجلة العلوم الأمريكية”، فقد أكدت بأن الرياح تأتي من كل مكان في الشمس، وتتوقف سرعتها على الطبيعة المغناطيسية للمواقع المختلفة.
كما لعبت د.شادية دوراً رئيساً في الإعداد لرحلة المسبار الشمسي لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، وهو أول مركبة فضائية تدور فعلياً داخل الهالة الشمسية كما ترأست العديد من الفرق العلمية لرصد كسوف الشمس حول العالم، ومنها منطقة الجزيرة في سوريا.
تقدمت بحوالي 60 ورقة بحث لمجلات التحكيم العلمية، كما شاركت بثلاثين بحثاً آخر في المؤتمرات العلمية.
وتعد من أبرز الخبراء الدوليين في الشمس والرياح الشمسية، كما أنها عالشمسي: الجمعية الفلكية الأمريكية، والجمعية الأمريكية للفيزياء الأرضية، وجمعية الفيزيائيين الأمريكيين، وجمعية النساء العالمات، والجمعية الأوروبية للفيزياء الأرضية، والاتحاد الدولي للفلكيين.
وتتمتع الدكتورة شادية بدرجة “الزمالة” في الجمعية الملكية للفلكيين، وتشغل منصب أستاذة كرسي في قسم الفيزياء بجامعة “ويلز” في أبريستويث، إضافة إلى رئاستها للجنة “جائزة هالي” التابعة لقسم الفيزياء الشمسية في الجمعية الفلكية الأمريكية.
وتترأس د. شادية تحرير المجلة الدولية الخاصة بأبحاث فيزياء الفضاء، ويشاركها في ذلك عالمان، أحدهما صيني الجنسية والآخر يحمل الجنسية الأمريكية وقد تم تكريمها مؤخراً بمنحها درجة “أستاذ زائر” في جامعة العلوم والتقنية في الصين.
تلفزيون الخبر