سياسة

“التكويعة” التركية تكبر وتكبر وتكبر

تصريحات تركية متتالية من كل الجهات ولكل الجهات تصدر عن مسؤولين أتراك، كلها تساهم في ايضاح كبر “التكويعة” التركية، وخصوصا بعد الانقلاب الفاشل منتصف تموز الماضي.

رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم له النصيب الأكبر من هذه التصريحات، فالرجل الذي على ما يبدو يلقى رضا أكثر من سابقيه ويتميز بدبلوماسية أكبر من رئيسه، يقود ما يشبه الحملة الاعلامية لـ”تبييض” صورة تركيا خارجيا، بالإضافة لوزير الخارجية مولود جاويش أوغلو.

سورياً، تصريحات تركيا التي “تشد وترخي” فيما يخص الرئيس بشار الأسد والتي كانت أكثر وضوحا في أخر تصريح لرئيس الحكومة يلدريم حيث أوضح أن تركيا ترى دورا “مؤقتا” للرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية، وهي التي كانت تضع رحيل الرئيس الأسد شرطا أساسيا للحل في سوريا.

بينما في سوريا قال مصدر في وزارة الخارجية السورية أن كل ما يقال هو مجرد كلام وننتظر أفعالا على الأرض بإغلاق الحدود، وهو ما يتم تداوله اعلاميا منذ لقاء بوتين-اردوغان، ولكن الجديد هو التصريح التركي بـ”أهمية المحافظة على وحدة الأراضي السورية”، يعد المواجهات الجيش السوري مع قوات “انفصالية” كردية.

أما الانعطافة الكبيرة نحو روسيا فلها أسبابها الكثيرة والتي تناقلت وسائل اعلامية عن دور روسي في إفشال الانقلاب ضد حكم اردوغان بعد تزويد القيادة الروسية نظيرتها التركية معلومات عن الانقلاب قبل وقوعه.

بالإضافة للاعتذار الصريح الذي قدمه اردوغان لبوتين عن اسقاط الطائرة الروسية في سوريا، والذي “أثلج” صدر القيصر فبجانب ابتسامته في اللقاء الذي جمعهما في روسيا، والذي تم على إثره رفع العقوبات الروسية عن تركيا.

والاهم من ذلك كله هو العلاقات التركية – “الاسرائيلية” التي عادت كما يبدو لمجراها بعد موافقة البرلمان التركي على إعادة تطبيع العلاقات بعد طرح الحكومة التركية على البرلمان نص الاتفاق المتعلق بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع “إسرائيل”.

وبموجب هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه أواخر حزيران لوضع حد لخلاف مستمر منذ ست سنوات، ستدفع “إسرائيل” 20 مليون دولار كتعويضات لتركيا، في المقابل تركيا ستسقط الملاحقات القضائية ضد العسكريين “الإسرائيليين” المتورطين في الهجوم على أسطول مرمرة الذي أوقع عشرة أتراك قتلى عام 2010 قبالة قطاع غزة.

كما سيتم رفع العقوبات والقيود التي وضعتها كل دولة على الأخرى فيما يتعلق بالاتفاقيات الدولية، بما في ذلك التدريبات العسكرية المشتركة، والتعاون الثنائي في مجالات الطاقة، والاستيراد والتصدير للصناعات العسكرية.

في المقابل تشهد العلاقات التركية – الاوروبية خلافات كبيرة، أخرها مع السويد التي وضعت إحدى شركات الطيران التركية في مطار أتاتورك على لوحة اعلانية معلومة تقول “هل تعلم أن السويد فيها أكثر نسبة اغتصاب في العالم”.

ناهيك عن العلاقات المتوترة والتصريحات المتبادلة بين المسؤولين الأتراك والألمان بخصوص اتفاقية الحد من وصول اللاجئين من البحر المتوسط، والخلاف مع النمسا الذي أدى بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة لرفض نحو أكثر من 70% من النمساويين ضم تركيا للاتحاد الأوروبي.

الانعطافة التركية التي تكبر يوما بعد الأخر أدت للقبول بتعويضات مالية مقابل تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، والاعتذار العلني الرسمي لروسيا مقابل إعادة العلاقات وعلى رأسها الاقتصادية منها، فهل تكمل “التكويعة” ونرى اغلاقا للحدود التركية-السورية ووقفا للتمويل للتنظيمات المتشددة التي تدعمها تركيا ضد الجيش السوري؟.

علاء خطيب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى