بعد 50 عاماً على انتاجه وتصديره .. سوريا تستورد القمح
بدأت سوريا باستيراد القمح من روسيا وأوكرانيابعد خمسين عاماً تصدرت فيها انتاج القمح وتصديره ، وخلال سنوات الحرب كان محصول القمح من أكثر المحاصيل تضرراً في البلاد.
وتم وضع احتياطي البلاد الاستراتيجي الذي كان يكفي لسنوات في صوامع الشمال (الحسكة وحلب والرقة)، و باعه المسلحون بسعر التراب إلى تركيا وقطر، قبل أن تأتي “داعش” وتحصد البقية الباقية منه.
ونشطت تجارة بيع الحبوب في السوق السوداء مع بدء موعد حصاد القمح ، حيث قام تجار متنفذون بشراء محصول القمح من الفلاحين بسعر أعلى من السعر الذي حددته الحكومة وبيعه للمسلحين.
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك حددت سعر كيلو القمح بـ بـ100 ليرة ، وكيلو الشعير بـ75 ليرة فقط، حيث يبلغ سعر تكلفته أعلى من ذلك، فيما يباع في السوق السوداء بـ200 ليرة للكيلو الواحد بأقل تقدير.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أنَّ النقص الذي تعانيه سوريا في محصول القمح يزداد سوءاً، إذ تقلصت من جديد مساحة الأراضي المزروعة بالقمح لعام 2016.
و بلغت المساحة المزروعة بالقمح والشعير لموسم 2015-2016 نحو 2.16 مليوني هكتار، انخفاضاً من 2.38 مليوني هكتار في الموسم السابق.ما يمثل 68% من الحجم الذي تستهدفه الحكومة.
وكانت الحكومة نجحت بتأمين حاجة الناس من القمح والخبز والغذاء والبذار حتى العام 2012 بقدرات محلية، بالتعاون مع مركز أبحاث المناطق الجافة (إيكاردا) قرب حلب، بإنشاء بنك بذور فريد من نوعه ضمّ أكثر من 161 ألف عينة نموذجية.
و قالت مصادر في المحافظات الجنوبية إن وضع البذور إلى اليوم ليس حرجاً، إلا أن معلومات قادمة من مناطق الشمال والجزيرة تشير إلى توزيع بذور معدلة وراثياً (والقمح أولها) دون مقابل عبر المساعدات الزراعية التي تقدّمها جهات عديدة من بينها الأمم المتحدة ومنظمات تعمل تحت غطاء إنساني تتعامل مع شركات محددة.
وكان وزير النقل علي حمود صرح أن أول باخرة سورية تتبع ملكيتها للوزارة وصلت إلى مرفأ طرطوس محملة بأكثر من 17500 طن من القمح، لأول مرة منذ أكثر من خمس سنوات .
وبين حمود أن الباخرة هي الأولى التي ترفع العلم السوري وتحمل هذه الكمية من القمح خلال الأزمة التي تتعرض لها سوريا من حرب وحصار جائرين ضد الشعب السوري حيث تمكنت من الإبحار بفضل تعاون مؤسسات النقل البحري وهي محملة بمادة القمح من إحدى الدول الصديقة لسوريا