ما هي صفقة المعادن الثمينة بين واشنطن وكييف وما هو دور إيلون ماسك فيه؟

شكلت صفقة المعادن الثمينة أحد أبرز أسباب زيارة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنيسكي إلى الولايات المتحدة الأمريكية للقاء الرئيس دونالد ترامب.
وأشار مصطلح “صفقة المعادن الثمينة” إلى الاتفاقية المزمع توقيعها بين واشنطن وكييف التي تهدف إلى استغلال الموارد الطبيعية الغنية في أوكرانيا.
مخزون أوكرانيا من المعادن
تمتلك كييف وفق الدراسات العالمية ثروة معدنية هائلة تشمل “الليثيوم” والذي تُقدر المعلومات حجم الاحتياطي منه بحوالي 10% من الاحتياطي العالمي و”التيتانيوم” الذي تعتبر أوكرانيا من أول عشرة دول من باحتياطياته ولم يستخدم سوى 10% منه إضافة إلى مجموعة من المعادن النادرة مثل “الجاليوم” و”السكانديوم” و”التنتالوم” و”النيوبيوم” و”البريليوم”.
وتُستخدم هذه المعادن في مجموعة واسعة من الصناعات بما في ذلك الدفاع والتكنولوجيا المتقدمة والسيارات والطائرات وتُقدر قيمة هذه الثروة الأوكرانية بحوالي 15 تريليون دولار مما يجعلها هدفاً استراتيجياً للولايات المتحدة.
تفاصيل الصفقة وأهميتها
تتضمن “الصفقة” بحسب وسائل إعلام تطوير وإنتاج المعادن النادرة والنفط والغاز الأوكراني بشكل مشترك بين البلدين حيث سيتم إنشاء صندوق استثماري لإعادة الإعمار تمتلك فيه واشنطن حصة مالية بنسبة 100% مع وجوب أن تساهم السلطات الأوكرانية بنسبة 50% من الإيرادات مطروحاً منها نفقات التشغيل وتستمر المساهمة حتى تصل إلى مبلغ 500 مليار دولار.
وتهدف الصفقة إلى تقليل اعتماد الولايات المتحدة على واردات المعادن من الصين مما يعزز أمنها القومي ويقلل من تأثير الصين على الاقتصاد الأمريكي إضافة إلى مساهمتها في تعزيز الاقتصاد الأوكراني من خلال استغلال الموارد الطبيعية وتطوير البنية التحتية للتعدين مما يساهم في إعادة إعمار البلاد بعد الصراع مع روسيا.
كما تعزز الصفقة العلاقات الثنائية بين أمريكا وأوكرانيا من خلال تقديم الدعم الاقتصادي والتكنولوجي ومواجهة النفوذ الروسي التي تسعى واشنطن لتقليصه في المنطقة.
والأهم من كل ذلك تساهم الصفقة في دعم الصناعات الأمريكية التي تعتمد على المعادن النادرة مثل صناعة السيارات الكهربائية والإلكترونيات والطيران مما يعزز القدرة التنافسية للولايات المتحدة على الساحة العالمية.
موقف أوكرانيا وأمريكا وروسيا
أظهرت كييف وفق وسائل إعلام موقفاً إيجابياً من الصفقة لكنها تسعى وفق وسائل إعلام للحصول على ضمانات أمنية كجزء من الاتفاق لحمايتها من روسيا حيث تتأمل باستمرار الدعم العسكري الأمريكي الذي تحتاجه علاوة على أن أوكرانيا ترى في الصفقة فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي مع أمريكا.
بدوره وضع “ترامب” عدة شروط للوصول للصفقة أهمها تنازل أوكرانيا عن عائداتها من الموارد الطبيعية لصالح أمريكا وسيتم توجيه العائدات إلى صندوق إعادة الإعمار.
وتتضمن الشروط إمكانية واشنطن إعادة استثمار جزء من العائدات في إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب بما في ذلك الاستثمار في تطوير أصول باطن الأرض والبنية الأساسية للبلاد.
أما عن موقف روسيا فأبدى الرئيس فلاديمير بوتين تأييده للاستثمارات الأمريكية في المعادن الأوكرانية مشيراً إلى أن موقف “ترامب” ليس في مصلحة روسيا بل في مصلحة أوكرانيا مؤكداً أن “زيلنسكي” دفع نفسه إلى طريق مسدود برفضه التفاوض مع موسكو ورغم ذلك يرى محللون أن هناك مخاوف روسية من الصفقة لكون موسكو تعتبر كييف جزء من نفوذها التقليدي التاريخي.
دور إيلون ماسك
لا يوجد معلومات موثقة حول دور رجل الأعمال الأمريكي وأحد الداعميين الرئيسيين لـ”ترامب” إيلون ماسك في صفقة المعادن الثمينة لكن جميع التقارير تشير للعبه دوراً محورياً فيها.
وامتلك الرئيس التنفيذي لشركتي “تسلا” و”سبيس x” تأثيراً كبيراً على عالم الصناعات نتيجة مشاريعه العالمية الكُبرى والتي تستفيد بشكل أساسي من المعادن المتضمنة بالصفقة مع أوكرانيا ما جعله يستخدم نفوذه وعلاقاته مع الإدارة الأمريكية للسعي والتوسط لإتمام الصفقة للحصول على عقود اقتصادية ضخمة لشركاته لاحقاً .
كما أن واشنطن استغلت امتلاك “ماسك” لشركة “ستارلينك” التي توفر خدمات الإنترنت الفضائي لأوكرانيا للضغط عليها وتهديدها بقطع الخدمة إذا لم يتم التوصل للاتفاق.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أظهر منذ بداية ولايته الثانية رغبة كبيرة في حل النزاع الروسي الأوكراني لو على حساب كييف الأمر الذي ظهر بشكل جلي خلال استقباله لـ”زيلنسكي” وتعامله غير المحترم معه وتأنيبه له بضرورة حل النزاع سريعاً أو تخلي واشنطن عنه.
تلفزيون الخبر