“ترامب” يوقف المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا

أوقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، جميع المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، بعد أيام من المشادة التي وقعت مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول في البيت الأبيض، الثلاثاء، قوله “لقد أوضح الرئيس ترامب أنه يركّز على السلام، نحن بحاجة إلى التزام شركائنا بهذا الهدف أيضاً.. أوقفنا مساعداتنا، وسنراجعها للتأكّد من أنها تساهم في الحل”.
قال أحد مسؤولي البيت الأبيض لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن “قرار التعليق يشمل جميع المساعدات العسكرية التي لم تصل بعد إلى أوكرانيا”.
ولفت المسؤول إلى أن “الأمر سيظل قائماً حتى يقرر ترامب أن زيلينسكي قد تعهد بالسعي إلى محادثات السلام، ما يجبر أوكرانيا بشكلٍ أساسي على الجلوس على طاولة المفاوضات من خلال التهديد بمزيد من الخسائر في ساحة المعركة”.
ولم يصدر عن البيت الأبيض أي تعليق فوري بشأن نطاق وحجم المساعدات المتأثرة أو المدة التي سيستغرقها التوقف، ولم يقدم “البنتاغون” مزيداً من التفاصيل.
ولم يستجب مكتب “زيلينسكي” على الفور لطلب من “رويترز” للتعليق، ولا السفارة الأوكرانية في واشنطن.
وندد الديمقراطيون في “الكونغرس” الأمريكي بهذه الخطوة، إذ قالت السيناتور جين شاهين، الديمقراطية البارزة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ “من خلال تجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا، فتح الرئيس ترامب الباب على مصراعيه أمام بوتين لتصعيد عدوانه العنيف ضد الأوكرانيين الأبرياء، ولا شك أن العواقب ستكون مدمّرة”.
تأتي هذه الخطوة بعد مشادة كلامية بين الرئيس الأوكراني ونظيره الأمريكي، الذي وصف الأول بأنه يقلل احترامه، بعد دخوله في جدال بشأن المفاوضات مع روسيا لإنهاء الحرب المتواصلة للعام الثالث على التوالي.
واحتد النقاش بين ترامب وزيلينسكي بعد تأكيد الأخير الحصول على ضمانات أمنية، مقابل الموافقة على مسألة وقف إطلاق النار، وقال ترامب: “عليك التوصل إلى اتفاق وإلّا سننسحب”.
ودخل نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، على خط اللقاء، وقال “من قلّة الاحترام أن يأتي زيلينسكي إلى البيت الأبيض ويجادل أمام وسائل الإعلام الأمريكية”.
تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، يندرج كذلك ضمن السياسة الأمريكية الجديدة بشأن أوكرانيا وروسيا، إذ اعتمد “ترامب” عند توليه منصبه في كانون الثاني الماضي، موقفاً أكثر تصالحية تجاه موسكو.
وبحسب “رويترز”، ألمح ترامب، الاثنين، إلى أنه لا يزال من الممكن الاتفاق على صفقة لفتح قطاع المعادن الأوكراني أمام الاستثمار الأمريكي، على الرغم من إحباطه من كييف، فيما طرح الزعماء الأوروبيون مقترحات لهدنة في حرب روسيا مع جارتها.
وتنظر إدارة “ترامب” إلى صفقة المعادن باعتبارها سبيلاً لاستعادة واشنطن عشرات المليارات من الدولارات التي قدمتها لأوكرانيا في صورة مساعدات مالية وعسكرية منذ الحرب مع روسيا قبل ثلاث سنوات.
وعندما سُئل أمس عمّا إذا كانت الصفقة قد انتهت، قال “ترامب” في البيت الأبيض: “لا، لا أعتقد ذلك”.
ومنذ الغزو الروسي قبل ثلاث سنوات، وافق “الكونغرس” الأمريكي على تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 175 مليار دولار، وفقاً للجنة غير الحزبية للميزانية الفيدرالية المسؤولة.
وعقب تسلّم “ترامب” الرئاسة، كان هناك مبلغ قدره 3.85 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي وافق عليها “الكونغرس” في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن والتي لم تُسلّم إلى أوكرانيا بعد.
وقالت “رويترز”، إنه “بالنظر إلى الخلاف المتزايد بين واشنطن وكييف، فمن غير المرجّح بالفعل تقديم تلك المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا”.
وبالإضافة إلى الجزء العسكري، تشمل المساعدات الأمريكية لأوكرانيا مساعدات مالية، تم تسليمها إلى حد كبير من خلال صندوق ائتماني للبنك الدولي، وأموال أُخرى تم تسليمها من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والتي تم خنقها من قبل البيت الأبيض تحت إدارة “ترامب”.
تلفزيون الخبر