العناوين الرئيسيةعلوم وتكنولوجيا

عندما يفقد “روبوت” السيطرة… هل نحن على أعتاب مستقبل خطير؟

تعرّض عدد من الحاضرين في مهرجان صيني لهجوم غير متوقع من روبوت يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي AI، بعد أن كان يستعرض أمامهم حركاته الراقصة، وبدا وكأن الروبوت فقد السيطرة على نفسه، ما أثار ذهول الحاضرين قبل أن يتدخل الأمن بسرعة.

 

ووصف منظمو المهرجان الحدث بـ” الفشل الآلي”، وأكدوا للجمهور أن الروبوت اجتاز جميع اختبارات السلامة، مع التشديد عليهم أنهم سيتخذون تدابير أن إضافية لمنع وقوع حوادث مستقبلية، كما ذكرت صحيفة مترو البريطانية.

 

وتشير التقارير إلى أن خللاً في برنامج الروبوت الذي طوّرته شركة Unitree Robotic أدى إلى اندفاعها المفاجئ نحو الحشد، في سلوك غير منتظم، وعلى الرغم من أنّه لم يتم الإبلاغ عن أيّ إصابات، إلا أنه الحادث زاد المخاوف من خطورة الذكاء الاصطناعي على حياة البشر وبيئتهم الحقيقية وعدم القدرة على التنبؤ به.

 

ردود فعل الجمهور: بين السخرية والقلق

 

انتشر مقطع فيديو للحادثة سريعاً وتداوله روّاد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وتباينت ردود أفعالهم بمزيج بين السخرية السوداء والقلق مما قد يحمله مستقبل الذكاء الاصطناعي.

 

وكتب أحد الأشخاص: ” هكذا تبدأ القصة.. هاجم روبوت يتحكم فيه الذكاء الاصطناعي الانسان”، فيما حوّل آخرون الحدث إلى فرصة للتعبير عن آرائهم المعارضة للصين، فكتب أحد المستخدمين على موقع “X” : “روبوت صيني هاجم الجمهور؛ لقد تآمر لأنه يريد ذلك، وليس لديه الشجاعة!”

 

وشكّل هذا الحدث فرصة للتعبير عن القلق المتزايد للذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، ففي حين كانت الروبوتات مقتصرة في السابق على المصانع، فإن أدوارها اليوم أصبحت أكبر وتمتد إلى خدمة العملاء والأمن وحتى الإجراءات الطبية، بالإضافة إلى برامج المحادثة التي أصبحت موضع اهتمام العالم، كما أصبح هذا المجال موضع تنافس الدول الكبرى لمحاولة السيطرة في هذا المجال.

 

مخاوف وتحذيرات

 

ظهرت في الأوساط الأكاديمية فرضية تقول بأن التقدم الكبير في الذكاء الاصطناعي العام (AGI) يمكن أن يؤدي إلى انقراض الإنسان أو كارثة عالمية أخرى لا رجعة فيها.

 

وأصبح نقاش احتمال وقوع كارثة وجودية بسبب الذكاء الاصطناعي منتشراً على نطاق واسع، ويتوقف جزئيا على السيناريوهات المختلفة للتقدم المستقبلي، ونتيجة لهذا أعرب كبار علماء الكمبيوتر والرؤساء التنفيذيين التقنيين عن مخاوفهم بشأن الذكاء الخارق مثل إيلون ماسك، و وسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI.

 

وفي عام 2023، وقع المئات من خبراء الذكاء الاصطناعي وشخصيات بارزة أخرى بيانًا مفاده أن: التخفيف من خطر الانقراض من الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أولوية عالمية إلى جانب المخاطر المجتمعية الأخرى مثل الأوبئة والحرب النووية.

 

كما وجدت دراسة استقصائية، منشورة عام 2022، لباحثي الذكاء الاصطناعي الذين نشروا مؤخرًا في المؤتمرات الميدانية NeurIPS وICML أن غالبية المستجيبين يعتقدون أن هناك فرصة بنسبة 10% أو أكبر لأن عدم قدرتنا على التحكم في الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى كارثة وجودية (نسبة المشاركة في الاستطلاع كانت 17%).

 

ماهو الذكاء الاصطناعي؟

 

يُعرّف الذكاء الاصطناعي بأنه الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تُبرمج في الآلة، كما أنه اسم لحقل أكاديمي يُعنى بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي.

 

و يُعرفه جون مكارثي -الذي وضع هذا المصطلح سنة 1955- “علم وهندسة صنع آلات ذكية”.

 

ويجدر بالذكر أنّ تقنية الذكاء الاصطناعي تطوّرت بقفزات كبيرة خلال السنوات الماضية، إذ تعد تقنية “التعلم العميق” أبرز مظاهره، وهي ترتكز على تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي في طريقة عملها أسلوب الدماغ البشري، أي أنها قادرة على التجريب والتعلم وتطوير نفسها ذاتيا دون تدخل الإنسان.

 

وتنوعت قدرات “التعلم العميق” بين التعرف على الصور والترجمة من لغة إلى أخرى، ما جذب الشركات الكبرى كشركة “غوغل” و ” ميتا” على زيادة الاستثمار في هذا المجال، دون الالتفات إلى التحذيرات الكبيرة التي يطلقها الخبراء والسياسيون حول خطورة تطور هذا النوع من الذكاء بشكل يهدد مستقبل البشرية.

 

كيف تنبأت السينما بمستقبل الذكاء الاصطناعي؟ 

 

عُرضت في العقدين الأخيرين العديد من الأفلام السينمائية التي كانت بمثابة إنذار وتحذير من مخاطر الذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياة البشر، من أبرز هذه الأفلام “The Matrix” عام 2001، بالإضافة إلى “Ex Machina” عام 2014.

 

وصدرت الكثير من الأفلام في القرن العشرين، تتنبأ بثورة الذكاء الاصطناعي وآليات تطويره وتحكمه في البشر، في سابقة تعتبر تاريخية في ذلك الزمن، كفلم “Blade Runner” الصادر عام 1982 وله جزء آخر صادر عام 2017، بالإضافة إلى فلم “2001: A Space Odysse” الصادر عام 1968.

 

يُذكر أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق أن تصدّرت آلات تعمل بالذكاء الاصطناعي عناوين الصحف بسبب أخطاء فيها، ففي تقرير منفصل من كوريا الجنوبية ذُكر أنّ روبوتًا يتم التحكم فيه بالذكاء الاصطناعي “انتحر” بسبب الإفراط في العمل، بالإضافة إلى مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع من شنغهاي حيث ظهر روبوت صغير يقنع آلات أكبر بالتخلي عن مواقعها.

 

تظهر هذه الحوادث رسائل واضحة يجب الأخذ بها بأنّ أي خلل وأخطاء في البرمجة يمكن أن تؤدي إلى نتائج غير مقصودة وخطيرة في بعض الأحيان.

 

وترى صحيفة “The Economist Times” أن السياسات العالمية تتخلف عن التقدم التكنولوجي، وترى أنه ما لم يتم وضع تدابير أكثر صرامة، فقد نجد أنفسنا نشهد لحظات أكثر إزعاجاً، حيث تتحول الروبوتات التي كانت تُعدّ ذات يوم أدوات مفيدة، إلى تهديدات غير متوقعة.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى