العناوين الرئيسيةمنوعات

أوسكار 2025: “أنورا” يتألق بخمس جوائز و”إيميليا بيريز” يخرج بخيبة أمل رغم التوقعات

أسدل الستار على الدورة الـ97 لجوائز الأوسكار في ليلة سينمائية استثنائية شهدت مفاجآت وتألقا لافتا لبعض الأفلام، بينما خيّبت النتائج آمال آخرين.

 

وتصدّر فيلم “أنورا” المشهد بحصوله على خمس جوائز، بينها الجوائز الأهم لأفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثلة، في حين خرج فيلم “إيميليا بيريز” بأقل من المتوقع رغم تصدره الترشيحات.

 

هيمنة “أنورا” وتألق شون بيكر

 

حصد “أنورا” جائزة أفضل فيلم، إلى جانب جوائز أفضل مخرج لـشون بيكر، وأفضل ممثلة لـميكي ماديسون، وأفضل سيناريو أصلي وأفضل مونتاج.

 

النجاح الكبير للفيلم يعيد إلى الأذهان إنجازات أفلام خالدة مثل “تيتانيك” (1997) و”سيد الخواتم: عودة الملك” (2003)، التي اجتاحت الأوسكار في سنواتها.

 

أداء مميز لـ”ذا بروتالست” و”كثيب 2″

 

في المقابل، نال فيلم “ذا بروتالست” ثلاث جوائز، أبرزها أفضل ممثل لأدريان برودي وأفضل تصوير سينمائي. كما حصد “كثيب: الجزء الثاني” جائزتي المؤثرات البصرية والصوت، في استمرار لتفوقه التقني الذي يذكرنا بسابقة الجزء الأول عام 2022.

 

إيميليا بيريز.. أكبر الخاسرين؟

 

رغم حصوله على 13 ترشيحا، خرج “إيميليا بيريز” بجائزتين فقط: أفضل ممثلة مساعدة لزوي سالدانا، وأفضل أغنية أصلية. هذه النتيجة تعيد للأذهان أفلاما مثل “اللون الأرجواني” (1985)، الذي رُشح لـ11 جائزة دون أن يحصد أيا منها، مما يسلط الضوء على الفجوة بين التوقعات والنتائج في الأوسكار.

 

التنوع يفرض نفسه

 

شهد الحفل تتويج الفيلم البرازيلي “أنا ما زلت هنا” بجائزة أفضل فيلم أجنبي، مما يرسّخ الحضور القوي للسينما العالمية. كما واصل الأوسكار تقديره للأعمال الوثائقية المؤثرة بفوز “لا أرض أخرى”، الذي أثار تفاعلا عالميا بقصته الإنسانية.

 

تكريم التاريخ مع عيون على المستقبل

 

شهد الحفل تكريما للموسيقار الأسطوري كوينسي جونز، إلى جانب عروض موسيقية من “ويكيد” وأغنيات مستوحاة من جيمس بوند، في لمسة تجمع بين الأصالة والتجديد. في هذا السياق، يبدو أن الأوسكار يواصل السير على خطى سنواته الذهبية، حيث تُذكّرنا أفلام مثل “أنورا” بقدرة السينما على المزج بين الفن والجماهيرية، تمامًا كما فعلت روائع مثل “فورست غامب” و”شكسبير في الحب”.

 

و كدت جوائز الأوسكار لعام 2025 أن السينما لا تزال ساحة مفتوحة للتجريب والمنافسة الشرسة، حيث تتقاطع الإبداعات الفنية مع التوقعات الجماهيرية في سباق لا يُحسم حتى اللحظة الأخيرة.

 

هيمنة الإبداع المستقل وصعود السينما العالمية

 

تُبرز نتائج الأوسكار 2025 عدة دلالات مهمة عن مسار السينما العالمية وتوجهات الأكاديمية في اختيار الأعمال الفائزة، حيث يمكن قراءة الجوائز على مستويات عدة: الفني، الثقافي، والسياسي.

 

عودة قوة السينما المستقلة

 

فوز فيلم “أنورا” بخمس جوائز رئيسية يعكس تصاعد هيمنة الأفلام المستقلة التي توازن بين العمق الفني والجاذبية الجماهيرية. يُذكّر هذا الإنجاز بما حققه فيلم “نومادلاند” عام 2021، عندما نجحت الأعمال الصغيرة ذات الميزانيات المحدودة في التفوق على الإنتاجات الضخمة. ويبدو أن الأكاديمية تواصل مكافأة الأفلام التي تعالج قضايا إنسانية بجرأة، بعيدًا عن استعراضات المؤثرات البصرية المبهرة فقط.

 

السينما كمرآة للتغيرات الاجتماعية

 

اختيار ميكي ماديسون كأفضل ممثلة وزوي سالدانا كأفضل ممثلة مساعدة يبرز استمرار الأوسكار في الاحتفاء بالتنوع، سواء على مستوى الأعراق أو الأدوار النسائية القوية. هذه الخطوة تأتي استكمالًا لحراك #OscarsSoWhite، وتعزز التوجه نحو إعطاء مساحة أكبر للأصوات التي كانت مهمشة تاريخيا في صناعة السينما.

 

خيبة “إيميليا بيريز” ورسالة للأعمال التجارية

 

رغم تصدره الترشيحات، خرج “إيميليا بيريز” بجائزتين فقط، ما يعكس رسالة ضمنية من الأكاديمية بأن كثرة الترشيحات لا تعني بالضرورة حصد الجوائز الكبرى. يُشابه هذا ما حدث مع “لا لا لاند” عام 2017، عندما اكتسح الترشيحات لكنه خسر جائزة أفضل فيلم لصالح “مونلايت”. يبدو أن الأكاديمية أصبحت أكثر ميلا لمكافأة الأصالة الفنية بدلا من الانبهار بحملات الترويج الضخمة.

 

السينما العالمية تفرض نفسها

 

فوز الفيلم البرازيلي “أنا ما زلت هنا” بجائزة أفضل فيلم دولي، إلى جانب الحضور القوي لأعمال من فرنسا وألمانيا والدنمارك، يُؤكد أن الأوسكار يواصل الانفتاح على السينما العالمية بعد نجاح أفلام مثل “طفيلي” (2019) و”أرض الرُّحل”. هذا يعكس إدراك الأكاديمية بأن السينما باتت لغة عالمية تتجاوز حدود هوليوود.

 

الحنين للأعمال الموسيقية والكلاسيكية

 

الاهتمام الكبير بأفلام مثل “ويكيد” وعروض الأوسكار الموسيقية المستوحاة من جيمس بوند، إلى جانب تكريم كوينسي جونز، يشير إلى محاولة الأكاديمية إرضاء جمهورها العريض عبر إحياء إرث السينما الكلاسيكية، في موازنة بين الاحتفاء بالجديد والتمسك بالجذور.

 

انتصار الفن على التقنية

 

رغم فوز “كثيب 2” بجوائز المؤثرات والصوت، إلا أن الجوائز الكبرى ذهبت لأعمال ركّزت على الحكاية الإنسانية والكتابة المتقنة، ما يبرز استمرار الأوسكار في تكريس الفن كسيد المشهد، حتى في عصر تسيطر فيه التكنولوجيا على الإنتاج السينمائي.

 

وتظهر نتائج الأوسكار 2025 أن الأكاديمية باتت أكثر نضجا في خياراتها، حيث توازن بين تكريم الابتكار الفني، والاحتفاء بالتنوع الثقافي والاجتماعي، مع إبقاء باب المفاجآت مفتوحا دائما وهو ما يجعل الأوسكار الحدث السينمائي الأبرز عالميا عاما بعد عام.

 

يذكر أن فيلم “تايتانيك” بعد عرضه عام 1997 حقق نجاحاً باهراً على الصعيدين الفني والجماهيري، وترشح العمل الذي استلهمت أحداثه من تحطم سفينة تيتانيك إلى 14 جائزة أوسكار، وفاز بالفعل بـ11 منها في جميع الأفرع بفضل ميزانيته التي تجاوزت 200 مليون دولار، وهي: أفضل فيلم ومخرج وتصوير سينمائي وتصميم إنتاج وأزياء وصوت ومونتاج فيلم، وكذلك أفضل مؤثرات صوتية ومؤثرات بصرية وموسيقى وأغنية، ولم يفز بالترشيحات في جوائز أفضل ممثلة عن دور رئيسي أو ثانوي أو أفضل مكياج.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى