حزب العمال الكردستاني يتجاوب مع دعوة أوجلان ويعلن إلقاء السلاح وحل الحزب .. ماذا بالنسبة لسوريا؟

استجاب حزب العمال الكردستاني لدعوة زعيمه المؤسس عبدالله أوجلان لإلقاء السلاح وحل الحزب، بعد نحو ٤٠ عاماً من الصراع.
وأعلن الحزب اليوم السبت، الأول من اذار، وقف إطلاق النار مع تركيا، بعد دعوة زعيم الحزب من سجنه عبد الله أوجلان لإلقاء السلاح وحلّ الحزب.
وقالت اللجنة التنفيذية لحزب العمّال في بيان نقلته وكالة فرات للأنباء (إيه إن إف) المؤيدة للحزب: “من أجل تحقيق والمضي قدماً في دعوة القائد آبو (لقب أوجلان) المتمثلة في السلام والمجتمع الديمقراطي، إننا نعلن وقفاً لإطلاق النار اعتبارا من اليوم”.
وأضافت اللجنة “نتفق مع مضمون الدعوة المذكورة بشكل مباشر ونعلن أننا سنلتزم بمتطلّبات الدعوة وننفّذها من جانبنا”
وأكدت اللجنة أنّه “لا بدَّ من ضمان تحقيق الظروف السياسية الديمقراطية والأرضية القانونية أيضاً لضمان النجاح”.
وتهدف دعوة أوجلان إلى وضع حدّ لنزاع استمرّ أكثر من أربعة عقود مع الدولة التركية.
وبعد عدّة اجتماعات مع أوجلان في سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول، نقل حزب “المساواة وديمقراطية الشعوب” الخميس (27 شباط) دعوة الزعيم الكردي لإلقاء السلاح وعقد مؤتمر لإعلان حلّ الحزب.
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، أن بلاده “دخلت مرحلة جديدة في الجهود المبذولة من أجل تركيا خالية من الإرهاب”.
وقد تؤدي دعوة أوجلان إلى إنهاء صراع مستمر منذ 40 عاماً بين الحزب وتركيا وقد تكون لها آثار سياسية وأمنية بعيدة المدى على المنطقة.
وتأتي هذه الخطوة لتعزز تطلعات تركيا لإعادة تشكيل سياستها في الشرق الأوسط، وقد تكسب الرئيس أردوغان ما يكفي من الدعم البرلماني لتغيير الدستور وتمديد فترة حكمه المستمرة منذ أكثر من عقدين من الزمان، حسبما وصفت “بلومبرغ”.
صراع تاريخي
تأسس حزب العمال الكردستاني في العام 1978، وأطلق تمردا مسلحا ضد أنقرة عام 1984 لإقامة دولة كردية.
ومنذ سجن أوجلان في العام 1999، جرت محاولات عديدة لإنهاء النزاع الذي خلّف أكثر من 40 ألف قتيل.
وبعد انهيار آخر جولة محادثات في العام 2015، لم يتمّ إجراء أي اتصال آخر لاستئنافها وصولاً إلى تشرين الأول عندما بادرت الحكومة التركية إلى هذه العملية عبر حليفها زعيم “حزب الحركة القومية التركية” دولت بهجلي، بحسب وسائل إعلام.
ماذا بالنسبة لسوريا؟
رغم دعوة أوجلان، أعلن تنظيم “وحدات حماية الشعب” (YPG) في سوريا أنه لن يلتزم بها، قائلا إن “هذه الدعوة تخصّ بي كي كي، ولا تشملنا”.
وقال قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مظلوم عبدي إن دعوة عبد الله أوجلان مؤسس حزب العمال الكردستاني لحل الحزب وإلقاء السلاح تتعلق بحزب العمال فقط ولا علاقة لها بسوريا.
ورحب عبدي بـ”الإعلان التاريخي” من أوجلان الذي “يدعو إلى إنهاء الحرب في تركيا وفتح الطريق أمام عملية سياسية سلمية”، و”فرصة لبناء السلام ومفتاح لفتح علاقات صحيحة وبناءة في المنطقة”.
وأشار عبدي إلى أنه “إذا تحقق السلام في تركيا فهذا يعني أنه لا مبرر لمواصلة الهجمات علينا هنا في سوريا”.
وتتهم تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيسي لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة كـ”منظمة إرهابية”.
ومع ذلك، ستؤدي هذه الخطوة إلى إثارة الانقسامات داخل “وحدات حماية الشعب”، حيث سيجد البعض أنفسهم في موقف معارض لأوجلان، مما قد يؤدي إلى انشقاقات داخل التنظيم.
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر أمنية إشارتها إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة هما السبب الرئيسي وراء رفض “وحدات حماية الشعب” دعوة أوجلان، مما سيجعل التنظيم في نظر تركيا “جيش مرتزقة أجنبي” يخدم أجندات خارجية.
ومن المرجح أن تستفيد الحكومة السورية من الوضع الجديد، إذ ستتمكن من الضغط بشكل أكبر على وحدات حماية الشعب لنزع سلاحها وإدماجها في جسم الدولة.
تلفزيون الخبر