العناوين الرئيسيةمن كل شارع

“السيّالة” الحمصية.. ارتبطت سابقاً بموسم الحصاد وباتت من أشهر الحلويات الرمضانية المنزلية

لا يخفى على أحد أن مدينة حمص تشتهر بأصناف محددة من الأكلات والحلويات التي لا ينافسها بصنعها أي من المدن الأخرى، وبشكل خاص الأكلات التراثية القديمة، ومنها أكلة “السيّالة” التي تحظى بشعبية كبيرة لسهولة تحضيرها وبساطة مكوناتها.

من مكوني الطحين والماء فقط، تعجِن أم خلدون (70 عاماً) بيديها خلطة السيّالة المحببة للمعمرين بشكل خاص، والتي ارتبطت خلال سنوات شبابها بانتهاء موسم الحصاد، ويتم إعدادها صيفاً وشتاء، كما قالت لتلفزيون الخبر.

وتحدثت أم خلدون ( من سكان حي الزهراء بمدينة حمص) عن طقوس إعداد وتحضير السيّالة التي اعتادت والدتها صنعها كطبق مميز خلال الجلسات والسهرات وأيام شهر رمضان، باعتبارها إحدى الحلويات القديمة والحديثة أيضا ً.

وما تزال هذه الأكلة تصنع حتى يومنا هذا، تقول أم خلدون، ولاسيما من كبيرات السن وبشكل خاص في شهر رمضان نظرا ً للطاقة التي تمنحها للصائم بعد الإفطار، والمذاق الحلو الشهي الذي لا يمكن مقاومته أبداً.

 

ولأنها مزيج سائل ينضج على الصاج كان اسم هذه الأكلة، تبين أم خلدون لتلفزيون الخبر أصل تسميتها، حيث يتم خلط الطحين والماء وتحريكهما ليتكون خليط يسيلُ ويشكل قطعة دائرية على الصاج حتى تشكّل خبزة رقيقة ويتم دهنها بالسمن والسكر وتركه يبرد كي يتشرّبه العجين جيداً.

 

وإن تغيرت طقوس ومواعيد صنعها لكنها من أكثر الأكلات شعبية، تردف السيدة السبعينية، فارتبط تحضير السيّالة سابقاً بانتهاء موسم الحصاد عندما كانت العائلات توزعها على سكان القرى مع انتهاء عمليات جمع القمح.

 

وأشارت أم خلدون إلى تراجع أعداد من يصنعون السيالة منزلياً في الوقت الحالي نتيجة التطور التقني الكبير، فلم يعد من حاجة للعجن اليدوي واستعمال الصاج مع وجود الآلات الحديثة، كما أصبحت المحال التجارية تضيف مكونات إضافية مع السكر كجوز الهند والمكسرات.

 

“لزاقيات في سهل حوران والسويداء”، بينت أم خلدون لتلفزيون الخبر أن محافظات الجنوب السوري تطلق على السيّالة اسماً آخر هو اللزاقيات، وأغلب الظن لأن العجين يلزق على الصاج حتى ينضج، بينما أطلق عليها سكان حمص وحماة اسم السيالة للسبب الذي ذكرته سابقاً.

 

ولأن أسعار مكوناتها ارتفعت إلى مستويات قياسية فقد أصبحت على وشك الاندثار، تختم أم خلدون حديثها لتلفزيون الخبر، بينما كانت متوفرة بكثرة في معظم البيوت في فترة شبابي، وللأسف فقد اندثرت معها الطقوس الجميلة والفرحة وراحة البال أيضا ً.

 

عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى