العناوين الرئيسيةثقافة وفن
مخرجة مسرحية “مدينة الأحلام”: رسالة العمل موجهة للطفل والأهالي معاً
انتهت عروض مسرحية “مدينة الأحلام” لكاتبته ومخرجته لميس محمد على مسرح الدراما في دار الأوبرا، والتي استمرت لخمسة أيام، وقدمها مجموعة أطفال من روضة الكون.
وقالت مخرجة العمل لميس محمد لتلفزيون الخبر إن:
“ثلاثين طفلاً وطفلة من أبناء الروضة تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 10 سنوات، رسموا مشاهد تمثيلية، وقدموا لوحات راقصة تصوّر كل منها حلماً من أحلامهم”.
وتابعت “محمد” حول حكاية العمل قائلة: “تبدأ الرحلة مع فتاة حالمة دفعها نقاش دار مع الدتها للسفر إلى عالم الأحلام، حيث ترغب الاخيرة بأن تراها صيدلانية في المستقبل، فما كان من الفتاة إلا أن تهرب بأفكارها إلى مدينة الأحلام كما تتخيلها”.
وأكملت صاحبة مشروع “المسرح من الطفل للطفل”
لتلفزيون الخبر: “لتستقبلها هناك لجنة الأحلام وتتحاور معها في محاولة لمساعدتها بالعثور على حلمها، بالطريقة التي يتخلونها وبطريقة تفكيرهم للأطفال”.
وتابعت “محمد”: “يعبر عن الأحلام ضمن العرض بفقرات راقصة حركية يؤديها أطفال، ويمثلون الأحلام الموجودة في مدنية الأحلام، وتم استعراض أكثر من حلم عن طريق تلك الفقرات”.
وبينت “محمد”، أن: “رسالة العمل تسير في اتجاهين الأول للطفل، والاتجاه الثاني للأهالي بعدم فرض رغبتهم على أولادهم الذين يحتاجون إلى خوض التجربة وليس إلى القرار، فهم قد يمتلكون آفاقاً أوسع مما نظن ونعتقد”.
وأوضحت المخرجة لميس محمد لتلفزيون الخبر أن:
“هدف المسرحية إطلاق خيال الطفل، وواجهت صعوبة في الوصول لأفكار الأطفال ونزع الافكار المترسخة فيهم من أهاليهم، كون معظم أحلامهم بأن يصبحوا أطباء ومهندسين”.
وحول تأثير العرض على الأطفال، أشارت “محمد” إلى أنه:” كان هناك الكثير من الصعوبات عندما بدأت بسؤال الأطفال عن أحلامهم، فهنالك معيار مجتمعي سائد بأن الطبيب والصيدلانية من أهم تلك الأحلام”.
وأردفت “محمد” لتلفزيون الخبر:
“بعد التفاعل بيني وبين الأطفال والسؤال عن أحلامهم خطرت في ذهني فكرة مدينة الأحلام، لأن معظمهم كانوا ينسخون أحلام أهاليهم وليست أحلامهم الخاصة”.
وأوضحت المخرجة لميس محمد أنه:
“بعد العمل على العرض ومشاركة الأطفال في الحكاية، بدأت أحلامهم ورغباتهم الحقيقية في الظهور، فمنهم من أراد أن يكون رسام وآخر ممثل وراقص وغيرها”.
َوتمنت “محمد” أن:
” تصل رسالة العمل للأهالي بشكل خاص ممن يظلون متأثرين بضوابط وقواعد مجتمعية، بمعنى أنهم يودون أن يمثل ابنهم ويرسم ويرقص لكنهم يبقون متمسكين برغبتهم بأن يصبح طبيب أو مهندس”.
وأكدت “محمد” أنه: “مازال هنالك صعوبة في تعاون الأهالي لتغيير التفكير وكسر القواعد الموجودة لديهم، وهو ما يحزنني قليلاً بعد الجهد المبذول لتغيير طريقة التفكير”.
و تحدثت المخرجة لميس محمد عن حلمها في الصغر وقالت لتلفزيون الخبر: “كانت أحلامي متنوعة، وتمنيت أن أكون طبيبة ومهندسة وراقصة، لكنني اكتشفت لاحقاً أن حلمي الحقيقة أن أكون ممثلة كون هذا الحلم يمكنني من تأدية كل الأحلام السابقة”.
وأردفت “محمد” لتلفزيون الخبر: “حققت من أحلامي أكثر مما كنت أتمنى، فكان حلمي بأن تكون ممثلة فقط، لكن الإنجاز مع الاطفال والتغيير الذي يحدث فيهم يحقق نتيجة أكثر مما كنت احلم به”.
وأضافت محمد: “عندما درست التمثيل أكاديمياً، جمعت بين التمثيل والخبرة مع الأطفال الموجودة منذ عام 2006، ومع الجهد والتعب وبمساعدة أختي لبني الاخصائية النفسية، تمكنت من تطوير التعامل مع الأطفال، وبأن يكون مدروساً ومبنياً على منهج نفسي”.
يذكر أن “محمد” تحاول تقديم الدعم النفسي للأطفال من خلال المسرح الذي يشكّل مساحة للتعبير عن رغباتهم، وإطلاق العنان لرؤاهم، وتحفيز خيالهم الذي يستكملون به ما ينقصهم من مخزون وخبرات ومعلومات.
بشار الصارم – تلفزيون الخبر