العناوين الرئيسيةكاسة شاي

محمّرة” في كل سوريا و “طقت ماتت” في حمص وحدها.. ما حكاية هذه الأكلة؟

تشتهر حمص بعدد من الأكلات الخاصة بها من حيث التسمية والمكونات، وتتفرد في صنعها عن بقية المحافظات السورية.
ومن بين تلك الأكلات الشهيرة في حمص “الطقاقة” أو “طقت ماتت”، والتي لا يعرفها حتى بعض سكان المحافظة من الأجيال الحديثة.
وتحدثت أم سامر (75 عاماً) لتلفزيون الخبر عن هذه الأكلة، فهي وصفة من التراث الحمصي القديم، تشبه المحمرة والكبة النية من ناحية القوام لكنها لا تحتوي الطماطم ولا اللحم.
“دبس الفليفلة مكونها الأساسي”، تقول أم سامر، بالإضافة إلى الكعك المطحون الطحينة ودبس الرمان والجوز والبصل وزيت الزيتون والملح والكمون، ويتم مزج هذه المكونات وتقديمها كنوع من المقبلات.
“في من وراها حكاية”، تروي أم سامر لتلفزيون الخبر حكاية وسبب تسمية هذه الأكلة، وهي تعود لرجل تزوّج امرأتين لأنّ الأولى لم تكن تحبّه، وكان يعمل لساعات طويلة وعندما يعود إلى المنزل ويتناول الطعام وينام.
وتابعت أم سامر في حكايتها: “وكان هذا الرجل يقضي كلّ يوم عند امرأة وكانت هاتين الضرّتين تكرهان بعضهما، في وقت كانت الزوجة الجديدة تحبّه وتحضّر له الأكلات الشهية كما أنها لم تتناول الطعام إلّا لدى وصوله إلى المنزل”.
وفي يوم من الأيام، قررت الزوجة الأولى تحضير مكيدة لضرّتها، تتابع أم سامر، فوقفت تراقبها لترى ماذا تفعل الزوجة الثانية التي كانت تحضّر السمك، وعندما انتهت من تحضيره ذهبت إلى غرفتها لتغيير ملابسها، فما كان من الزوجة الأولى إلا أن تسللت وأكلت كلّ السمك، تاركة ورائها فقط العظام ثمّ عادت إلى غرفتها ووقفت تراقب”.
“ويوم من الأيام رجع الزلمة تعبان وجوعان” تابعت أم سامر لتلفزيون الخبر، وعندما ذهبت الزوجة الثانية لجلب العشاء تفاجأت باختفاء السمك وأدركت أنّ هذا نتيجة مقلب من ضرّتها، وقررت أن تحضّر له طبق من حواضر المنزل دون أن يعلم بما فعلته زوجته الأولى.
“وهون أصل الحكاية” ،تصل أم سامر في حكايتها إلى جوهر القصة قائلة: ” خلطت الزوجة الثانية في وعاء مزيج من الخبز اليابس وزيت الزيتون، والقليل من الماء مع الإضافات مثل الطحينة، دبس الرمان، الجوز ودبس الفليفلة وحصلت بالتالي على طبق لذيذ خلال دقائق معدودة”.
وأكملت السيدة السبعينية: “وفي اليوم التالي، سألت الزوجة الأولى ضرّتها عن زوجهما فقالت لها أنّه أحب السمك لدرجة أنّه نام كثيراً، وتفاجأت الزوجة الأولى من ذلك وظلت تحاول اختلاق المشاكل بين زوجها وضرتها دون نتيجة حتى وصلت إلى مرحلة الجنون وماتت من حقدها وقهرها”.
ولفتت أم سامر لتلفزيون الخبر إلى أنه: “ولهذا السبب أصبحت الأكلة مشهورة باسم طقت ماتت أو طقاقة وتعدّلت باضافة الكعك المطحون بدلاً من الخبز في بعض الأحيان”.
وختمت أم سامر لتلفزيون الخبر بأن: “انتشار هذه الأكلة تراجع في العقد الماضي بشكل كبير مقارنة في السابق لعدة أسباب، منها طغيان أصناف أخرى من المقبلات مثل المتبل والمسبّحة وغيرها، وغلاء أسعار مكوناتها في الدرجة الأولى”.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى