العناوين الرئيسيةثقافة وفن

المسلسلات التركية المعربة.. وجهات نظر مختلفة بين متابع ومقاطع

انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة المسلسلات الطويلة المعربة من لهجات أخرى كالتركية والهندية وغيرها، ويشارك في هذه الأعمال أهم نجوم الوطن العربي، وتحظى بنسبة مشاهدة عالية وفقاً للمنصات والمحطات التي تعرضها.

 

وتلقى هذه الأعمال ردود فعل متباينة بين من يجدها جميلة ومسلية، وآخر يراها نوع من الغزو الثقافي الذي يؤثر على المجتمع العربي بما يحمله من افكار وثقافات آخرى.

 

وقالت بشرى سعيد (27 عاماً) لتلفزيون الخبر: “لا أحب متابعة الأعمال تركية معربة، لأكتر من سبب الأول طغيان الطابع التجاري عليها، حيث مضمونه يحمل ثقافة غريبة عن ثقافتنا العربية”.

وتابعت بشرى خريجة الأدب الانكليزي والأم لطفلة أن “السبب الثاني هو المضمون الذي يسمح لشريحة واسعة من متابعيه بالتأثر فيه وبثقافته البعيدة كل البعد عن الثقافة والهوية العربية”.

 

وأكملت بشرى أن “هذه الأعمال تركز على العناصر المجذبة للمشاهد متل الأزياء وقصص الحب الخيالية والمبالغة بتصوير الحياة الاجتماعية”.

 

وتفضل مرح ديب الأعمال التركية الأصيلة، حيث “يعرف المشاهد أنها تمثل الثقافة التركية، بينما وجود الممثلين السوريين في الأعمال المعربة يجعلهم كأنهم غير الممثلين الذين نعرفهم”، كما عبرت مرح لتلفزيون الخبر.

وتابعت مرح (27 عاماً) خريجة الهندسة الزراعية أنه “تميزت الدراما السورية بنقل الواقع، وتعودنا على وجود الممثلين السوريين في هذه البيئة، أما تواجدهم في المعرب لم نتقبله بعد”.

 

وتشاهد سهير يزبك (38 عاماً) الأعمال المعربة والتركية، بسبب “وجود قصة تجذب المشاهد لمتابعة الحلقات حتى النهاية، والممثلين الذين يظهرون بأبهى صورة، بالإضافة للأزياء الجملية”، كما قالت لتلفزيون الخبر.

 

وأردفت سهير ربة المنزل والأم لخمسة أطفال أنها “تفضل الأعمال التركية على المعربة، رغم جمال الاثنين لكن التركي المدبلج باللهجة السورية يشد للمتابعة أكثر بسبب قصته المثيرة”.

 

ولا يتابع سليمان الصارم (45 عاماً) أي من الأعمال التركية الأصيلة أو المعربة حيث “يجدها تافهة وبعيدة عن بيئتنا ولاتظهر سوى الرفاهية الغير موجودة حاليا”، كما وصف لتلفزيون الخبر.

 

وبدوره قال يزن (25 عاماً) طالب الاقتصاد لتلفزيون الخبر أنه “يتابع الأعمال المعربة لمشاهدة الممثلات بالأزياء المختلفة، وبسبب جمال المنازل والمناظر التي تعرض في العمل”.

 

وأضاف يزن أنه “لا يتأثر كثيراً بهذه الأعمال، حيث من الممكن أن يغيب حلقات عديدة عن المشاهدة، ثم يعود لمتابعته دون مشاهدة أي تغيير حاصل، سوى المكياج والأزياء الجديدة”.

 

ومن جهته، أرجع الصحفي الفني جوان الملا لتلفزيون الخبر متابعة المشاهدين الأعمال المعربة لعدة أسباب، الأول يعود لملل الناس من مواضيع السياسة والأخبار والمصائب التي تحدث في هذا العالم”.

وتابع جوان: “مشاهدة الناس لهذه الأعمال للتسلية، حيث يوجد الكثير من الناس، تشاهد المسلسلات للتسلية ومشاهدة الأزياء والمكياج والممثلين الجميلين”.

 

وأكمل جوان أن “السبب الثاني يعود لعدم وجود أعمال آخرى مهمة ومنافسة خارج الموسم الرمضاني، باستثناء بعض الأعمال القصيرة التي تعرض على المنصات، بينما الأعمال المعربة تعرض على التلفاز والناس تحب مشاهدة التلفاز”.

 

وأضاف جوان: “بالإضافة للأسباب السابقة، هنالك الضخ الإعلامي والتسويقي الكبير لهذه الأعمال، التي تجعل الناس يتابعونها”.

 

وحول استمرار هذا النوع من الأعمال أجاب جوان: “للأسف هذه الأعمال أصبحت أمر واقع، وهي تسطح تفكير المشاهد، ورغم أنها أمر واقع لكنها لن تؤثر في المجتمع بشكل فعال، فتأثيرها يقتصر على السوشال ميديا والتريند أثناء العرض فقط”.

 

وبين جوان أن “هذه الأعمال لن تؤثر في المجتمع كثيراً، لأن المشاهد يتعلق بالشخصيات الواقعية والحركية، بينما شخصيات هذه الأعمال بعيدة عن الواقع العربي وتؤثر خلال فترة عرضها فقط”.

 

وأوضح جوان: “أن هنالك شيء ايجابي بهذه الأعمال وهو الأجر المادي للممثلين واكتسابهم الانتشار العربي والشهرة مثل ظهور الشباب لأول مرة في هكذا أعمال، مما يحعل المشاهد يترقب أعمالهم القادمة، على أمل أن تكون ذات قيمة”.

 

وتمنى جوان أن “يحقق الممثل الذي اكتسب شهرة من هذه الأعمال التوازن بينها وبين الأعمال القادمة المرتقبة من الجمهور” .

 

ولفت عدد من الفنانين السوريين من المشاركين في هذه النوعية من المسلسلات، ضمن لقاءات إعلامية، إلى الأجور المغرية التي يتقاضونها مقابل هذه الأعمال.

 

وتتصدر هذه الأعمال التريند عند العرض، وما ان ينتهي عمل حتى يعلن عن عمل آخر وعمل قيد الانجاز، وتنفرد منصة شاهد ومحطة mbc، بانتاج وعرض هذه الأعمال.

 

ويعرض حالياً مسلسل “كريستال” بطولة محمود نصر وباميلا الكيك وستيفاني عطا الله المأخوذ من النسخة التركية “حرب الورود”.

 

وأعلنت محطة mbc، عن التحضير لأكثر من عمل معرب منها مسلسل مأخوذ عن العمل التركي “في الداخل” بطولة أيمن زيدان وسامر اسماعيل، وعمل مأخوذ عن المسلسل التركي “الخائن” بطولة سلافة معمار.

 

يذكر أن الأعمال السورية في زمنها الجميل كانت تحظى بأعلى نسب المشاهدة لتمثيلها الواقع السوري وقربها من المواطن العرب، فهل تسحب المسلسلات المعربة البساط من الدراما السورية.

 

بشار الصارم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى