العناوين الرئيسيةحوادث

حكايات من موسم قطاف الزيتون.. ذكريات “أبو المقداد” في السبعينيات 

“كول خبز وزيت ونطاح الحيط” من الأقوال المأثورة المستخدمة في السبعينيات والتي لا تزال متداولة حتى يومنا هذا، والتي تصف زيت الزيتون بوجبة غنية لبنية جسدية قوية.

لذلك كانت أجسادنا قوية والمناعة (حديد)، هكذا قال “أبو المقداد” (65 عاماً) من إحدى قرى ريف جبلة لتلفزيون الخبر ويكمل حديثه “عندما كان الموسم (قبيل) أي وفير، كان الإنتاج يصل إلى 15 تنكة زيت، وتحديداً في عام 1975، ولم يكن هناك بيدونات حينها”.

وقال “أبو المقداد”: “كنا نستهلك كل شهر تنكة من الزيت، لأن طعامنا كان وجبة من البرغل والزيت في غالب الأحيان”.

وتابع “أبو المقداد”: “ويكون في السنة المقبلة للموسم الوفير (القبيل)، سنة (المحن) تكون حبات الزيتون (دليلات) أي قليلة ومتفرقة، ويكون الإنتاج فقط 5 إلى 6 تنكات فقط، مع ما ندخره من الموسم السابق”.

 

وأكمل: “كانت تباع تنكة الزيت ب 100 ليرة، والنساء من الجبال البعيدة تأتي سيراً على الأقدام لتحصّل مونتها من الزيت، لعدم توفر أشجار الزيتون هناك، وكانت بيوتنا مفتوحة لهن، يطلبن أن يبقوا لكي يلموا العفارة (بقايا الزيتون على الأرض أو على الأغصان البعيدة)”.

 

الخير كان موجود والناس لبعضها، ويسترسل”أبو المقداد” في حديثه لتلفزيون الخبر “أتذكر أن إحدى النساء أتت لتلم العفارة وحصلت مقابلها على تنكة زيت زيتون، ولم تقبل إلّا برد الجميل في موسم الزعرور (نهاية تشرين الأول)، وأتت ومعها 4 كيلو زعرور، وكيلو من زيت الغار”.

 

وذكر “أبو المقداد”: “لم يكن ينتهي موسم الزيتون، إلّا ويصيب أحد أفراد العائلة بلسعة العقرب، وكنا نعالجه بوضع أوراق البطم الممزوجة بالتوم والملح، ونعالج الجروح الناتجة عن خدش أغصان الزيتون، أو نتيجة سقوط أحدهم عن الشجرة، بنبتة الطيون، بعد دقها ووضعا على الجرح”.

 

وشرح “أبو المقداد” كيف كان يستخرج الزيت آنذاك، قائلاً: “كنا نستخدم الباطوس لعصر الزيتون، وهو حجرة كبيرة جداً، وبمنتصفها ثقب كبير، يوضع خشبة طويلة في الثقب، ونحرك الخشبة حتى تتحرك الحجرة ويتكسر الزيتون، ثم نملؤه بالعليقة لكبس الزيتون (كيس من الخيوط المغزولة من شعر الماعز)”.

 

وتابع “أبو المقداد”: “وكان رص الزيتون من عمل النساء، فور (نبره)، لكي لا يبيت ويكون طري، حيث يجتمعن مساءً، ويقومون برص الزيتون بواسطة حجرة كبيرة مستقيمة، ويوضع عليها الزيتون وتدق حباته بواسطة حجرة أخرى، حتى تتفتح الحبة”.

 

وأضاف: “وتتلون أيدي النساء بالأسود من الرص، وفي نهاية الموسم والانتهاء من رصه، يقمن بتدليك أصابع اليدين بالليمون الحامض لإزالة تصبغات الزيتون عنها”.

 

يذكر أنّ موسم الزيتون في سوريا يبدأ من منتصف أيلول حتى أواخر شهر تشرين الأول، ويختلف بداية قطاف الزيتون بين منطقة وأخرى، ووفق وفرة الموسم من قلته.

 

فاطمة حسون – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى