ما هي طقوس الحج عند غير المسلمين؟
تميّز الحج لدى المسلمين بأنه أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فريضة واجبة على من “استطاع إليه سبيلا” ويؤدى كل عام ما بين 8 و13 ذي الحجة، وقدومه يعني ميعاد عيد الأضحى لدى عموم المسلمين.
وانقسم الحج إلى 4 أركان رئيسية بدايةً من الإحرام إلى الوقوف في عرفة (أهم الشعائر)، ثم طواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة، إضافة ل7 شروط أشهرها رمي الجمرات والطواف حول الكعبة.
لكن هل تقتصر فكرة الحج على المسلمين حصراً دون غيرهم من أهل الديانات والعقائد، أم ان لكل ديانة أسلوبها في التعامل مع فريضة الحج ومكانه وشعائره.
البوذية
الحج في البوذية ليس فريضة أو طقساً دينياً يُكسب البوذي حسنة في العمل، وليس هناك وقت محدد من العام ليقوموا بحجهم لكنهم يستندون إلى مناسبات خاصة يزورون خلالها أماكن الحج الرئيسية المرتبطة ب”بوذا” وهي “لومبيني” مسقط رأسه في النيبال “وبود غايا”، حيث جاءه الوحي و”سارناث” في الهند حيث علم للمرة الأولى و”كوسينارا” في الهند حيث مرقده وأرض الميعاد.
واشتهر البوذيون بطقوسهم مميزة، حيث يقطعون مسافات طويلة متعبدين مشياً على الأقدام وبشكل جماعي ويقومون بالتأملات الطويلة خلال رحلتهم، إضافة إلى الأناشيد الروحية من دون موسيقى وبدأوا بهذه الطقوس بعد موت بوذا بأكثر من من 200 عام.
الهندوسية
سجل مهرجان “كومبه ميلا” في مدينة “الله آباد” الهندي رقماً قياسياً بصفته صاحب أكبر تجمع بشري ديني في العالم، حيث تجاوز عدد الحجاج في عام 2001 ال40 مليوناً.
وشكّل هذا المهرجان، الحج الرئيسي لدى الهندوس ويقام 4 مرات خلال 12 سنة وتعتبر السنة الثانية عشر هي الأعظم، حيث يغطس الحجاج في نهري “غانج” و”ياومونا” ويغتسلون تطهيراً للذنوب.
المسيحية
لم تنص الشريعة المسيحية في الكتاب المقدس على وجوب زيارة أي مكان مقدس تحت ما يسمى “الحج”، لكن معتنقي الديانة المسيحية يحجون إلى عدة أماكن ذات أهمية دينية وتاريخية، ككنيسة المهد في فلسطين المحتلة مسقط رأس السيد المسيح، ونهر الأردن مكان تعميده، وإلى الفاتيكان أيضاً، ولورديس الفرنسية مكان تجلي السيدة العذراء.
ديانات أُخرى
وظهر الحج بأشكال مختلفة عند أتباع عدة ديانات كالديانة “الشنتوية” في اليابان، حيث يؤمن معتنقيها بألهة الشمس والحصاد، ويجتمعون في بلدة “آيسى” حيث يوجد 100 ضريح شنتوي، بينما يحج السيخ إلى “المعبد الذهبي” في الهند الذي يعتبر أقدس معابدهم، أما البهائيون فحجهم في مدينتي عكا وحيفا بفلسطين المحتلة، حيث تضمان ضريحي مؤسس الديانة بهاء الله وأهم أفرادها محمد رضا الشيرازي الملق بالباب.
يذكر أن فكرة الحج في جميع الأديان تأتي من المساواة بين جميع البشر من أبناء الديانة الواحدة، حيث يجتمع الغني والفقير المثقف والأقل تعلماً معاً في مكانٍ واحد لتأدية شعائر دينية بحثاً عن التقرب إلى الله والخلاص من الذنوب.
تلفزيون الخبر