لا متنفس عائلي في حلب و”الحدائق العامة” بين الإهمال والإغلاق
تشهد الحدائق العامة في حلب هدوء غير مسبوق بعد إغلاقها حسب تعليمات الفريق الحكومي المعني بمواجهة فيروس كورونا في سوريا.
وتضم حلب عدداً من الحدائق في عدة مناطق إلا أن الأكثر شهرة هي الحديقة العامة وحديقة السبيل والمشتل الزراعي في منطقة العزيزية.
ولحديقة السبيل ذكريات يجمع عليها كثيرين، حيث كانت من أكثر الحدائق التي تعد مقصداً عائلياً يمكن للعائلة ارتياده دون تعريض أطفالهم لمخالطة أشخاص غير مرغوبين.
في حين تضررت حدائق حلب خلال الحرب، إذ تعرضت لعمليات قص الأشجار للحصول على الحطب واستخدامه في التدفئة.
وفي أشد الأحوال سوءاً خلال الحرب، تحولت بعض المسطحات الخضراء إلى قبور كما هو الحال في منطقة ميسلون، وذلك بسبب عدم قدرة الناس على الوصول إلى المقابر المتعارف عليها.
أما عن الصورة النمطية المأخوذة عن الحدائق العامة في حلب، فتبدو مشوّبة وذلك ليس من فراغ.
تقول داليا لتلفزيون الخبر: “لا يمكنني أن أذهب وابنتي إلى الحديقة العامة، وهي بجانب منزلنا، ذلك بسبب تعرضنا لتحرشات لفظية من بعض الشبان هناك”.
فيما يقول حسام لتلفزيون الخبر: “أنا واحد من بين كثيرين لا يرتادون الحدائق، لا يمكنني أخذ عائلتي إلى هناك لسبب أساسي أنني لا أريد لأطفالي أن يشاهدوا أطفالاً بأعمارهم يدخنون إلى جانبهم”.
وتضيف رند لتلفزيون الخبر، “أن أغلب ألعاب الأطفال مكسرة أو غير نظيفة والمقاعد الخشبية أيضاً ليست بأحسن حال”.
وتبدو ألعاب الأطفال في الحديقة العامة لا تعطى اهتماماً كافياً لا من حيث النوعية والعدد ولا من حيث الصيانة، فلا ألعاب تكفي على سبيل المثال في الحديقة العامة الكبيرة في حلب والتي تعد من أشهر الحدائق وأكثرها ازدحاماً، إذ تحتوي أرجوحتين فقط ولعبة أخرى.
كذلك في حي الأشرفية حديقة واحدة لا ملاهي فيها ولا ألعاب ولا حتى دورات مياه.
ويشير المهندس جمال عرب عضو المكتب التنفيذي لقطاع الحدائق والنظافة في مجلس مدينة حلب، متحدثاً إلى تلفزيون الخبر إلى “أن الغطاء الأخضر والحدائق العامة في حلب بدأت تتعافى تدريجياً، إذ تم تأهيل عدد من الحدائق كحديقة الصنوبري وحديقة الهلك، وهناك أعمال تأهيل يومية في أغلب الحدائق إضافة إلى أعمال السقاية والكساحة وغيرها من المتابعة الزراعية”.
أما عن الأحداث أو التحرشات التي يمكن أن تحدث مع البعض عند ارتياده الحديقة العامة، يقول عرب لتلفزيون الخبر: ” في كل منطقة توجد فيها حديقة هناك قسم شرطة، ويمكن الاستعانة بقسم الشرطة في المنطقة عند حدوث أي طارئ أو شكوى”.
وفيما يخص النظافة يشير عرب إلى أنهم يعتمدون على الأساليب التوعوية أكثر من تسجيل المخالفات للجباية.
فيما أوضح عرب لتلفزيون الخبر أنه تمت زراعة أشجار مثمرة في حلب وهذا ما لم يكن موجوداً في السابق، كشجر الزيتون في طريق المحلق والذي تمت زراعته بحوالي ألف شجرة زيتون التي ستعود بالفائدة على مدينة حلب لاحقاً، وأيضاً بعض أشجار الحمضيات في منطقة السبيل مثالاً.
وللحدائق دور اجتماعي وصحي ومتنفس للجميع لكنها قد لا تعود متنفساً عائلياً إذا لم تُعدّل الصورة النمطية واقعياً، مما يستدعي وعياً ورقياً يتحمل فيه المواطن مسؤولية كبيرة.
نغم قدسية – تلفزيون الخبر – حلب