كاسة شاي

أدباء رفضوا جائزة نوبل للآداب

حصل العديد من الأدباء على جائزة نوبل للآداب، والأغلب يسعى إلى حصدها باعتبارها إحدى أرفع الجوائز العالمية الممنوحة في مجال الآداب، ولكن في المقابل هناك عدد من الآدباء رفضوا هذه الجائزة لا بل وهاجموها.

الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر قال بعد رفضه للجائزة “على الكاتب أن يرفض تحويل نفسه إلى مؤسسة، حتى لو كانت مُدرجة في قائمة الشرف، وهؤلاء الذين يقدمون التشريفات، وسواء كانت وسام شرفٍ أو جائزة نوبل، لا يملكون في الحقيقة تقديمها”.

ودفع رفض سارتر الدائم للتقدير القادم من جهاتٍ رسمية، الصحفيين لسؤاله يوماً،عما إذا كان نادماً على رفضه لجائزة نوبل، فأجاب “على العكسِ تماماً فقد أنقذ ذلك حياتي، أنا أرفض صكوكَ الغفران الجديدة التي تمنحها جائزة نوبل، أكتب لمن يقرأ لا لأنال جائزة‏‏”.

“هذه الجائزة أشبه بطوقِ نجاة يُلقى به إلى شخصٍ وصل برَّ الأمان ولم يعد عليه من خطر”، بهذه الكلمات عبر الكاتب الايرلندي الشهير جورج برنارد شو عن رفضه لجائزة نوبل.

وعاش جورج برنارد شو، الذي يعد من أشهر كتاب السخرية في العالم، طفولة فقيرة وشب فقيرا فقرر جعل فقره هدفا لكل ما يكتبه، واستمرَّ يكتب لمدة أربعين عاماً، مسرحيات لاقت من الشهرة والمكانة ما استحقَّ عليه نيل جائزة نوبل.‏‏

و بعد أن أصبح برنارد شو غنياً لم يعد بحاجة لتلك الجائزة، التي كان رأيه أنها غالباً ما تُمنح لمن لا يستحقها ولم يكتف برفضها بل سخر من مؤسسها الذي جمع ثروته الكبيرة بسبب اختراعه للديناميت، قائلا “إني أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت ولكنني لا أغفر له أنه انشأ جائزة نوبل”.

كما رفض الأديب والشاعر الروسي بوريس باسترناك جائزة نوبل، بعد روايته المؤثِّرة “دكتور زيفاغو” التي كانت سبباً في نيله نوبل للآداب.

ولكن نيله الجائزة عن رواية تحكي عن أعوام الضياع والاضطرابات الدموية في روسيا، أغضب النظام السوفييتي، الذي اعتبرها استفزازاً من الغرب، ما أجبر “باسترناك” على رفضها، وأرسل برقية إلى الأكاديمية السويدية، وفيها “عليَّ أن أرفض هذه الجائزة التي قدمتموها إليَّ والتي لا أستحقها، أرجو ألا تقابلوا رفضي الطوعي باستياء”.

وأما الأديب الروسي الآخر ليو تولستوي الذي رشحته الأكاديمية الروسية لنيل الجائزة عن كتاب “الخطيئة الكبرى”، كتب رسالة عاجلة إلى صديقٍ له علاقة بالأكاديمية السويدية، قائلاً “أرجو منك رجاءً حاراً، إذا كانت لديك علاقة في السويد، حسب ما أظن، أن تبذل كل جهدٍ ممكن وتسعى إلى عدم منح الجائزة لي”.

وقال تولستوي “أتمنى عدم منحها لي‏‏، أيها الأعزاء سررتُ كثيراً لأن جائزة نوبل لم تُمنح لي، ومبعثُ سروري يرجع لسببين أولهما، أنَّ ذلك خلَّصني من صعوبةٍ كبيرة، وهي كيفية التصرف بمبلغ الجائزة، وهو برأيي مثل أي مال لا يجلب إلا الشر، وثانيهما تشرَّفت وسررتُ بتلقي عبارات التعاطف من كثيرٍ من الناس”.

يذكر أن جوائز نوبل تمنح في سبعة مجالات الآداب إحداها، والبقية هي الفيزياء، الكيمياء، السلام، الطب أو الفسيولوجيا، جائزة في العلوم الاقتصادية، وهي عبارة عن شهادة وميدالية ذهبية ومبلغ مالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى