“المنطقة الآمنة” بشمال سوريا.. هل يغادر اللاجئون تركيا طوعاً؟
تعتزم تركيا تأسيس “منطقة آمنة” يعود إليها لاجئون سوريون مقيمون في تركيا وفي دول أخرى، والعودة تكون حصريا على أساس طوعي. ولكن ما هي واقعية هذا المشروع الطموح؟
“طواعية وآمن وفي كرامة”: هذه هي الشروط المطلوبة لعودة اللاجئين السوريين إلى الجزء الشمالي من سوريا. وعلى هذا النحو وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتريش الجمعة في حديث مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان توقعات الأمم المتحدة.
وعقب اللقاء أعلن غوتريش أن المفوضية السامية لللاجئين ستكلف فريق خبراء ببحث المخططات وإجراء مفاوضات إضافية مع السلطات التركية.
وأكد اردوغان مجددا أنه ينوي توطين مليونين من اللاجئين السوريين المقيمين حاليا في تركيا والذين تقول تركيا أن عددهم يصل إلى نحو 3.6 مليون شخص في المناطق التي احتلها في شمال سوريا.
ويرتبط الأمر بمنطقة طولها 120 كيلومترا ونحو 30 كيلومترا عرضا.
وتساءل موقع “DW” هل سيعود اللاجئون فعلا طواعية؟ منظمة العفو الدولية تشك في هذا. ويفيد تقرير للمنظمة أن لاجئين سوريين أعلنوا أنهم أجبروا تحت تهديد رجال شرطة أتراك باستخدام العنف الجسدي على توقيع طلبات التمسوا فيها العودة إلى سوريا. لكنهم لم يرغبوا في العودة طواعية. وتركيا تنفي هذه الاتهامات.
الاتحاد الأوروبي يشدد على الطواعية
مبدئيا من الممكن عرض أفق العودة على السوريين، كما يقول أندرياس نيك، عضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني. لكن لا يحق إجبارهم على القيام بهذه الخطوة. وعملية العودة يجب أن تحصل على أساس القانون الدولي. فأوروبا وألمانيا لن تساندان الإجراءات التي تعتمد على الإجبار.
لكن يبدو أنه يصعب على كثير من السوريين بناء حياة جديدة في الوطن القديم. والفرضية قائمة بأن يعود الكثير من السوريين من سوريا بصفة غير قانونية إلى تركيا، كما يقول خبير سوريا أويتون أورهان في أنقرة في حديث مع DW.
وهذا ما حصل أيضا في حالة التوطين في عفرين. “بعد العودة خابت آمال السوريين الذين عادوا ويعيشون الآن كلاجئين غير مسجلين في تركيا”.
وفي حال حصول العودة على أساس طوعي، فإن عدد العائدين لن يصل إلى حدود مليون، كما يتوقع أورهان.
“كما أن من بين نحو 3.6 مليون سوري ينحدر فقط 10 إلى 15 في المائة من شرق الفرات. وبالتالي يمكن الانطلاق من فرضية أن يعود فقط 400.000 حتى 500.000 “. ويفيد السياسي المعارض التركي عميد أوزداغ أنه يسود “غموض” حول القوانين المعمول بها في تركيا من أجل العودة الطوعي
بعد كل هذا، يضيع السؤال في زحمة الموت، والبارود، والاتفاقيات، والخطابات، كما ضاعت أشياء كثيرة على السوريين في حرب السنوات التسع( حتى اليوم) ، هل يريد اللاجئون السوريون بتركيا العيش في “المنطقة الآمنة”؟