الرأس بالرأس والعين بالعين.. الذكرى 18 لاغتيال وزير السياحة “الإسرائيلي” ثأراً لأبو علي مصطفى
استفاقت فلسطين، ومناضلو العالم في 27 آب من عام 2001، على خبر خسارة الحركة الفدائية الفلسطينية بطلاً ورمزاً قدم حنكة سياسية، ونال محبة جماهيرية غير محدودتين.
في ذلك اليوم المشؤوم أطلق العدو الصهيوني صاروخين غادرين، على مكتب أبو علي مصطفى في رام الله ، الأمين العام “للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، في عملية سماها العدو “الأرفع على مستوى الاغتيالات” إبان انتفاضة الأقصى.
لم تهدأ صدور الفدائيين في الجبهة الشعبية إلا في ذكرى أربعين اغتيال قائدهم ، حين نفذت مجموعة شبان عملية “فندق الحياة ريجينسي” البطولية في 17 تشرين الأول 2001، وقتلوا فيها وزير السياحة “الإسرائيلي” آنذاك رحبعام زئيفي بسلاح مكتوم الصوت وأخذوا بثأر أبو علي.
وفي تفاصيل العملية، دخل الفدائيين حمدي قرعان ومجدي الريماوي الفندق الذي كان فيه زئيفي في مثل هذا اليوم قبل 18 سنة، وحجزوا غرفة في ذات الفندق ليلاً وبحوزتهما مسدسات كاتمة للصوت.
وفي صباح اليوم التالي، تأكد أحد المنفذين من وجود “زئيفي” في مطعم الفندق لتناول الإفطار، فكمنوا له بعد صعودهم إلى الطابق الثامن باتجاه غرف رقم 816 وهي الغرفة الذي يقيم بها.
وبعد ذلك وصل وزير الاحتلال إلى غرفته، فنادى المنفذان زئيفي بـ (غاندي) فالتفت إليهما ووجهوا له خمس طلقات نارية في صدره ورأسه، ليلقى حتفه على الفور، فيما غادر المنفذان فورًا.
ولم يكن اختيار زئيفي عبثياً، بل كان جنرالا سابقا في جيش الاحتلال، وهو الوزير الذي دعا إلى سياسة “الترانسفير” ضد الفلسطينيين وأحد أهم مؤسسي “إسرائيل”، وشكلت العملية ضربة قاسمة في الوسط “الإسرائيلي” السياسي من ناحية سرعة الرد ونوعية الهدف.
وكانت الصدمة الأكبر، لرئيس وزراء الاحتلال الأسبق، آرييل شارون، الذي قال حينها “كل شيء تغيّر”، مع إطلاقه وابلاً من التهديدات ضد الفلسطينيين ورئيسهم في ذلك الوقت “ياسر عرفات.”
ومن الجهة الأخرى، أثارت العملية حماس الشارع الفلسطيني في الوطن والشتات، ورفعت من الروح الوطنية لديهم، بغض النظر عن انتماءاتهم .
وما أرعب وزعزع المحتل، أن الاغتيال كان ترجمة لكلمات أحمد سعدات في حفل تأبين أبو علي مصطفى في سرية رام الله، حين قال “قسماً يا رمز عزتنا، الرأس بالرأس، والعين بالعين”، لتتم بعد اغتيال زئيفي ملاحقة السلطة الفلسطينية لسعدات والخلية المنفذة.
واعتقلت قوات الاحتلال لاحقاً منفذي العملية، بالاضافة إلى أحمد سعادات في 14 آذار 2006 بعد اقتحام سجن أريحا شرقي الضفة الغربية، ولا يزال رموز عملية الاغتيال البطولية يقبعون حتى اليوم وراء قضبان سجون الاحتلال.
ولا يزال على رأسهم الأمين العام للجبهة أحمد سعدات، الذي تعرض لاعتداءات متكررة من قوات القمع، وسبق أن تم عزله عدة مرات قبل اعتقاله.
الجدير بالذكر أن كتائب الشهيد “عز الدين القسام” وضعت اسم أحمد سعدات، على رأس صفقات تبادل الأسرى، والتي لم يكن أخرها صفقة الجندي “جلعاد شاليط” عام 2011، لكن “اسرائيل” رفضت الإفراج عنه فيها.
يشار إلى أن أبو علي مصطفى كان النائب العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد استقاله رفيق دربه النضالي الحكيم جورج حبش، عام 2000، الذين أسساها سوياً عام 1967، وتمتد مسيرته النضالية لقرابة 45عاما، آمن خلالها بكافة أشكال المقاومة والكفاح المسلح، والرفض القاطع لما أسماه بـ”التسوية والسلام”، مع العدو.
لين السعدي – تلفزيون الخبر