“التباس” سلمان شريبا.. كوميديا تعري الزيف الاجتماعي
يدور عرض “التباس”، عن نص للمسرحي الإيطالي “داريو فو”، حول لص (تورناتي.. حسين عباس) وزوجته (ماريا..سوسن عطاف) اللذين يكشفان أسرار رجل يعمل كنائب لمحافظ المدينة (فوفي.. مجد يونس أحمد) وزوجته (آنا.. دينا العش) ذات العقد والأحكام البرجوازية، وآخر ذو أصول أرستقراطية (أنطونيو.. وسام مهنا) وزوجته اللعوب (جوليا.. غربا مريشة)، عندما قام باقتحام منزل الأول.
وتكشف الأحداث من بداية العرض أن اللص يقع تحت تأثير زوجته التي يخبرها بكل شيء حتى الأماكن التي يرغب بسرقتها فهو لا يعرف كيف يكذب، وتبدأ عند دخوله من نافذة البيت إلى الصالة المترفة، لتلعب المفارقة دوراً مهماً، حيث ينتهي البرجوازيون الأربعة إلى كذبة أن كل ما حدث هو مجرد التباس وسوء تفاهم، “فالالتباسات لا تُشرح وإلا كيف سيكون التباساً؟”.
وقُدم العرض “داريو فو” الذي يتناول قضايا حساسة ونقداً لاذعاً للطبقات الأرستقراطية بأسلوب كوميدي، من دون فواصل، قالالتباس لا يتوقف من أجل تغيير الديكور في الخلفية بينما يحدث حوار في مقدمة الخشبة.
وزاد في تأثير العرض أداء الممثلين المتقن الذين برعوا على مدى 50 دقيقة في شد الجمهور إلى تفاصيل المسرحية والرسائل المبطنة التي تقدمها في صالة فارهة تحوي عائلتين أرستقراطيتين ولص وزوجته حتى يصل للمتلقي إحساس بالالتباس بين الشخصيات ويضعه أمام سؤال: من يسرق يكذب أم من يكذب يسرق؟، ليتحول اللص من سارق، إلى مشتبه به، وفي النهاية إلى منقذ.
وعن عرض “التباس” قال مخرج المسرحية “سلمان شريبا” لتلفزيون الخبر: “التباس هو عمل يعري ويفضح العلاقات الاجتماعية والسلوكيات المرفوضة في مجتمعنا لكنها في النهاية موجودة مثل الكذب، والسرقة، والخيانات الزوجية، هذه التصرفات تفتت الأسرة وتفكك المجتمع” .
ويضيف “شريبا”: “سلطنا الضوء على هذه العلاقات بشكل كوميدي يعتمد على “أسلوب الڤارس” هذا أسلوب الكاتب “داريو فو” المأخوذ من كوميديا “دي لارتي” التي تُقدم في الشارع الإيطالي وتعتمد على الارتجال، أردنا الإضاءة على مجموعة السلوكيات المرفوضة لأنها ظهرت بشكل واضح في الآونة الأخيرة في مجتمعنا بغية إصلاحها”.
ويشرح “حسين عباس” نقيب الفنانين في اللاذقية اسم المسرحية: العنوان الأساسي “لا يأتي كل اللصوص للمضرة” ولكن العنوان كان غريب بالنسبة للمتلقي ولاحظنا ورود كلمة “التباس” أكثر من مرة وعلى هذا الأساس تمت التسمية، يتحدث العمل عن العلاقات الاجتماعية الخاطئة والخيانة الزوجية في المجتمع، وتتوالى الأحداث ليظهر اللص كالمنقذ والشخصية الأنقى والأشرف في المسرحية على الرغم من إدانته من قبل الجميع.
يذكر أن العرض مستمر على خشبة المسرح القومي في اللاذقية حتى ٣ تشرين الأول، يومياً عدى الجمعة، وصمم له الديكور “حسن حلبي”، إضاءة “غزوان ابراهيم”، مؤثرات صوتية “طارق حافظ”، بالإضافة إلى مخرج مساعد “نضال عديرة” ومساعد مخرج “إشراق صقر”.
بتول حجيرة_تلفزيون الخبر