هل سمعت بمادة “الريزين” التي تصنع منها المنحوتات والاكسسوارات وأحجار الشطرنج؟
لا يبدو الاسم مألوفاً بالنسبة لغالبية الناس، “الريزين” أو “الايبوكسي” مادة مجهولة وخلطة “سرية” تشكل صميم كثير من المنحوتات التي نراها، ويُخيّل لنا أنها من “الجبس”، أو مواد أخرى مشابهة.
يستخدمها النحّاتون في صناعة المنحوتات والتماثيل، وهي مادة لزجة تستخرج من نبتة الخروع، وتدخل في صناعة سائل الكوابح والصابون والحبر، ولكنها عندما تخلط مع مواد أخرى كالرمل والبودرة تصير كالرخام، ويتم تلوينها بعد تشكيلها.
وتقول “ريام الحاج” خريجة كلية الفنون الجميلة، وتعمل في صنع منحوتات “الريزين” لتلفزيون الخبر إن ” الريزين مادة شفافة قريبة إلى اللون الزهر، يضاف إليها مادة المنشف يصبح مادة صلبة تشبه الحجر، وتوضع في قوالب خاصة من السيلكون حصراً لتأخذ الشكل المطلوب”.
وتتابع ريام ” يتطلب وضع مادة الريزين في القوالب حرفية ومهارة خاصة، كما يتطلب معرفة بالنحت خاصة في حال تعرض القوالب للكسر وحاجتها للإصلاح”.
وبيّنت الفنانة أن ” المادة تتصلب بسرعة خاصة في فترة الصيف، أما في الشتاء فنحتاج إلى زيادة كمية المنشف لتساعد في تصلبها، ونقوم بعد ذلك بعملية البخ والتلوين والتعتيق وذلك حسب الرغبة أو الشكل المراد صنعه”.
وأوضحت ريام أن “هذه المادة غير صالحة للاستخدام البشري ، مثل وضع الطعام والشراب، ومن الممكن أن تدخل في صناعة المسابح اليدوية وأحجار الشطرنج، ويستعمل الريزين الشفاف لصناعة الاكسسوارات”.
وعن أسعار المنتجات التي يدخل في صناعتها الريزين، أشارت ريام إلى أن “أسعارها مرتفعة أكثر من المنحوتات المصنوعة من الجبس (الجفصين)، وأقل من النحاسية، لكنها أخف في الوزن من الجبس وأكثر صلابة منه”.
وعن متاعب الحرفة شرحت ريام ” لايوجد حماية للعاملين في هذا المجال، رغم ازدياد استخدامه، ونعاني من البضاعة المستوردة من الخارج خاصة من الصين، والتي تشكل منافساً في السعر يوقعنا في خسارة، إضافة إلى توقف حركة تصدير المنتجات التي شهدت انتعاشاً قبل الحرب”.
وأردفت ريام “يعمل البعض بمادة الريزين بطريقة محدودة وخاصة النحاتين، ويوجد ورشات تصنيع كاملة لكنها تتطلب حرفة عالية وفن، وجهد عضلي وتركيز عال”.
وعن مضارها قالت الحاج ” لهذه المادة رائحة واخزة قوية، ومن الممكن أن تسبب الإدمان في حال الاستمرار في العمل فيها لفترة طويلة، إضافة إلى أنها من الممكن أن تسبب الحروق بعد خلطها بالمنشف وقبل أن تتصلب تماماً”.
وتابعت ريام ” كما أنها تتطلب جهداً عضلياً كبيراً، خاصة في ظل عدم توافر آلات مساعدة لأن المهنة لازالت حديثة في سوريا بعض الشيء وغير منتشرة كثيراً، ويعاني أصحاب العمل من انخفاض أسعار المنتجات التي يدخل فيها الريزين نسبة لما تتطلبه من جهد وتكلفة”.
تتمنى ريام أن “يتم الاهتمام أكثر بأصحاب الحرف اليدوية والصناعات المشابهة، فهي من الممكن أن ترفد الاقتصاد الوطني بشكل كبير فيما لو نالت العناية الكافية”.
رنا سليمان – تلفزيون الخبر