تعرف على موقع “كفرطاب” الأثري الذي حرره الجيش العربي السوري في إدلب
حرر الجيش العربي السوري منذ عدة أيام موقعاً أثرياً قديماً وهاماً هو “كفر طاب”على بعد 4 كيلومترات شمال غرب خان شيخون قرب ” تل عاس” الأثري.
وشهدت “كفرطاب” التي كانت تتبع لأفاميا خلال العصر البيزنطي، معارك عنيفة مع الفرنجة واحتلها الإمبراطور (نقفور) عام 968 والفرنجة عام 1098 فكانت كفرطاب نقطة عبور للحملة المتجهة من أنطاكية إلى بيت المقدس.
وأطلقوا عليها اسم “كفردا”، و قاموا بنهبها وألحقوا الدمار بها، واحتلها السلاجقة ، ثم تبعت مملكة شيزر واحتلها عماد الدين زنكي ثم غازي بن صلاح الدين، بحسب مصادر تاريخية متقاطعة.
عُدت كفر طاب مركزاً مارونياً هاماً ومؤثراً، وبقي لهم فيها مقر مطرانية حتى أوائل القرن الثاني عشر، ووضع أسقفها توما الحراني الكفرطابي كتاب “المقالات العشر” حول المشيئة الواحدة.
تعرضت المدينة التي كانت تعاني من شح في المياه لعدد من الزلازل، والحملات الأخرى التي دمرتها، وكان الزلزال الأخير عام 1157م المسمار الأخير الذي دُقّ في نعش هذه المدينة فقلبها رأساً على عقب، وقضى على الحياة فيها.
اكتشفت مديرية آثار “معرة النعمان” عام 2000 أرضية فسيفسائية جميلة، في كفر طاب ،تعود إلى القرن الخامس الميلادي، هي جزء من رواق يرصف كنيسة كبرى، في الطرف الشرقي من الموقع ، نقلت إلى متحف معرة النعمان الذي عاث فيه المسلحون فسادا.
تظهر اللوحة مشهد صيد لسبعٍ يطارد وعلاً على أرضيةٍ فيها زهرة متكرِّرة، وتظهر الدقّة في الرصف والتدرجات اللونية ودرامية النظرات.
كما يؤطِّر المشهد إطار زخرفي نباتي لورقة الأكانتس (الخرشوف) بهيئة جامات دائرية تحصر أشكالاً لحيوانات بحرّية وطيور وثمار وفاكهة.
ويظهر من خلال اللوحة تأثر الفنَّان الكفر طابي بالمدرسة الفسيفسائية الآفاميَّة التي تركت طابعها على جميع مشاغل الفسيفساء في الشمال السوري خلال الاحتلال البيزنطي، وذلك بحسب دراسة عن “اكتشاف لوحة فسيفساء في كفر طاب” لأحمد الغريب.
ووثقت المديرية العامة للآثار والمتاحف 710 مواقع ومبان أثرية تعرضت للتخريب نتيجة الحرب في سوريا، وتراوحت الأضرار بين التخريب الجزئي، والاندثار أو التهدم الكامل، منها 54 موقعا في ادلب و227 موقعا في حلب.
وقدر مدير الآثار والمتاحف محمود حمود عدد القطع التي هربت خارج البلاد “بما لا يقل عن مليون قطعة، وذلك قياساً إلى توثيق وتحليل الصور التي تم توثيقها والتقاطها للمواقع الأثرية بعد تحريرها”.
وأكد حمود، في حديث لأحد المواقع شهر حزيران الماضي أن “عشرات الهكتارات نُقبت وكان الحفر في كل مكان، ومن كل موقع خرجت آلاف القطع الأثرية”.
وأشار حمود إلى ان ” هذه المواقع تعرضت للنهب والتخريب والتنقيب غير الشرعي والتجريف، إضافة إلى تزوير القطع الأثرية وبيعها في تركيا ولبنان وبلدان أخرى”.
يشار إلى أن عدد المواقع الأثرية في محافظة إدلب يبلغ 760 موقعاً أثرياً تعود لحقب زمنية مختلفة، كما وتضم محافظة إدلب مواقع أثرية مسجلة على قانون التراث العالمي، إضافة للمدن المنسيّة والبالغ عددها 40 قرية أثرية تشكل خمس (باركات) مسجلة في قوائم التراث العالمي.
تلفزيون الخبر