“عدسة سلام” يختتم نشاط “مخيم عشرة” لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع
لينتهي النشاط بحملة إعلامية سيتم إطلاقها قريبا، تعنى بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع السوري، وستعرض على مختلف المنصات الإعلامية.
وقال بشار مجدلاوي، أحد مؤسسي فريق “عدسة سلام”، ومدير العمليات في المخيم، لتلفزيون الخبر، إن “المخيم ضم عشرين شخصاً (10 إناث، 10 ذكور)، منهم 10 أشخاص من ذوي الإعاقة، و10 أشخاص من غير ذوي الإعاقة، بعد تقدم 1213 شخص، للمشاركة في المخيم، يتلقون 14 ساعة تدريبية لمدة 20 يوماً”.
وعن آلية الاختيار بيّن مجدلاوي أن “تم اختيار 200 شخص للاختبار، منهم 70 شخص من المتقدمين، تمت مقابلتهم بشكل شخصي، لاحقاً اختير المشاركين، وهم من عشرة محافظات سورية (دمشق، ريف دمشق، السويداء، درعا، حمص، اللاذقية، طرطوس، حماه، حلب، الحسكة)”.
وأوضح مجدلاوي أن “المخيم يتطلع إلى خلق حالة مجتمعية تعزز مفهوم الدمج في المجتمع، ويعمل على تحقيق الهدف العاشر من أهداف التنمية المستدامة، والذي ينص على “الحد من عدم المساواة داخل البلدان وفيما بينها”.
وتابع مجدلاوي “تولدت قناعة لدى المشاركين خلال المخيم مفادها أن “الشخص سواء كان على كرسي مدولب أو لم يكن، وباستطاعته استخدام مهاراته العقلية فلا فرق بينهم”.
وقالت المشاركة في مخيم “عشرة”، إيناس حورية (32 عاماً)، لتلفزيون الخبر، حول مشاركتها “خفت في بداية الأمر من عدم تقبل الفئتين لبعضهم البعض، ثم بعد بدء المخيم، عشنا حالة من الاندماج جميلة جداً، إضافة إلى الفائدة من المعلومات والتجارب التي قمنا بها خلال المخيم”.
وأضافت حورية “أتمنى إيصال صوت ذوي الاعاقة وأن نغير من واقعهم لو بجزء صغير حالياً، وبآخر كبير مستقبلاً، والتعريف بهم، حيث أن المجتمع بشكل عام لا يعي أي شيء عن هذه الفئة، التي تعاني كثيراً في وصول التعليم إليها، لاسيما وأن الكثير منا لديه طموح وأهداف في الحياة”.
وذكر المشارك ذو الفقار كوسا، لتلفزيون الخبر أن “فكرة المخيم جديدة عليّ خاصة وأنها تسعى للدمج بين أشخاص ذوي إعاقة وأشخاص من غير ذوي الإعاقة، في ظل قلة تواصل أو عدم تواصل نهائي إلا في اأاماكن العامة، وهي المرة الأولى التي استطعت فيها التعرف على خبرات ومهارات يتمتع بها مجتمع كان مغلق كلياً بالنسبة لنا”.
وعن تجربته روى كوسا أنه “احتار في بادئ الأمر من كيفية تعامله مع شخص من ذوي الإعاقة، لعدم إثارة أي حساسية أو إرباك أي شخص، خاصة وأنها المرة الأولى التي أقيم فيها مع شخص لديه إعاقة من نوع معين، لكن بعد أقل من يومين، كانت الأمور في منتهى السلاسة والتفاهم”.
وأضاف كوسا “فكرة المخيم لامستني من الداخل، خاصة وأني مررت بظرف صحي في وقت سابق غير حياتي، لذا تملكتني الرغبة بالتواصل مع مجتمع ذوي الإعاقة وأتعلم منهم كيف تأقلموا مع حياتهم منذ مدة طويلة، أستفيد من تجربتهم، ومن الممكن أن يستفادوا من تجربتي القاسية”.
وتحدث ياسر وردة (23 عاماً)، أحد المشاركين في المخيم، لتلفزيون الخبر أنه “بالرغم من أنه من ذوي الإعاقة، إلا أنه تعلم بعد المخيم، كيف ينظر إلى شخص آخر من ذوي الإعاقة بطريقة مغايرة عما كانت لديه”، حيث يؤمن وردة أن “كل شخص لديه ما يستحق أن يخرج من داخله، من مهارات ومواهب”.
وتابع وردة أن “التوعية القانونية بالأفراد ذوي الإعاقة أمر في غاية الأهمية، لأن منهم من لا يعرف حقوقه في المجتمع المهمش له، وآخرون يعلمونها لكنهم لا يدرون كيف يحصلون عليها أو يطالبون فيها في حال غيابها”.
يذكر أن “عدسة سلام” مشروع تأسس في 2015 هدفه التدريب والتأثير في الهوية البصرية الخاصة بالمجتمع السوري، بدأ من خلال ورشات تعنى بصناعة الأفلام التسجيلية، ومدد نشاطه لثلاث محافظات سوريّة في العام التالي.
وعمل الفريق سنة 2017 ضمن ورشة عمل امتدت 45 يوماً، في محافظتي دمشق وريفها، تدرب 15 مستفيد من ذوي الإعاقة على مهارات التصوير والتصميم وصناعة الحملات، وفي عام 2018، أقام الفريق ورشة لعشر سيدات في محافظة اللاذقية تعنى مخرجاتها بيوم المرأة العالمي، ليكون المخيم في 2019 آخر إنجازات الفريق.
لين السعدي – تلفزيون الخبر