من أين أتى الحلبيون باسم “بستان كليب” الذي يطلق على أحد أحياء مركز المدينة ؟
يُطلق أهالي حلب على الحي الملاصق لساعة باب الفرج بمركز المدينة اسم “بستان كليب” (بكسر اللام)، وهو واحد من الأحياء التجارية والصناعية الهامة والمشهورة في المدينة.
واعتقد معظم من سألهم تلفزيون الخبر عن سبب تسمية “بستان كليب” بهذا الاسم، بأنه نسبةً لتواجد الكلاب فيها بكثرة قديماً، لتنتقل تلك التسمية من جيل لآخر دون معرفة أن لفظ “الكليب” ليست اسم البستان الحقيقي، ولا علاقة له بالكلاب أصلاً، بل جاء من اللهجة العامية الحلبية.
ويُعرف عن اللهجة الحلبية أنها تحوّل كل ألف إلى ياء في معظم الكلمات، وليس جميعها، كباب جنين الذي أصله باب جنان أو قبيوات (طبخة) والتي هي قباوات، وما إلى ذلك من كلمات.
ومنه فإن “بستان كليب” هو الاسم الذي تحول باللهجة العامية الحلبية من اسم “بستان كل آب”، أما أصل ومعنى كل آب فاختلفت الروايات حولها، إلا أن أقربها اثنتان اجتمع عليها المؤرخون.
وتقول الرواية الأولى إن المنطقة قديماً كانت بستاناً يجتمع فيه المزارعون وتجار المواشي في كل شهر آب من العام، في سوق شعبي للبيع والشراء.
وسبب اختيار هذا البستان هو لكثرة الأشجار التي كانت موجودة في البستان والتي تقي من حر شهر “آب اللهاب”، ليكون المكان الأنسب لافتتاح سوق شعبي كبير بفصل الصيف.
أما الرواية الأخرى فتقول أن لا علاقة لشهر آب أو الكلاب أو حتى السوق بتسمية البستان، فأصل كلمة “كل آب” هي فارسية وعبارة عن كلمتين، “كل” أو “كول”، وتعني الورد، و”اب” وتعني الماء، ومنه فإن معنى اسم البستان هو “ماء الورد”.
والمقصود بـ “ماء الورد”، بحسب المؤرخين، أن البستان كان يعرف عنه بأنه خاص بزراعة الورد ومليء بها، وتلك الورود هي التي تستخدم في صناعة “مربى الورد” آنذاك.
وبالنتيجة فإن الخطأ الشائع حالياً هو بالاعتقاد أن اسم الحي بالأصل هو “بستان كليب”، إلا أن اسمه الحقيقي هو “بستان كل آب”، لتتحول باللهجة العامية الحلبية إلى “كلاب” وصولاً للتسمية الحالية “الكليب”.
وفا أميري – تلفزيون الخبر