بوظة بكداش” إرث تراثي في دمشق القديمة لم تستطع الحرب أن تغير ملامحه

تعرف بوظة بكداش، كإحدى المعالم الراسخة في سوق الحميدية القديم في دمشق، ورغم ظروف الحرب وارتفاع الأسعار، وما تعرضت له دمشق القديمة من قذائف، قللت حركة الناس في المنطقة، بقى مطعم بوظة بكداش إرث تراثي لا يمكن لأي زائر لسوق الحميدية إلا أن يدخل ويزوره.

و يمكن للزائر أن يشاهد الأعداد الكبيرة للناس التي تملأ مطعم بوظة بكداش في سوق الحميدية، تتناول البوظة العربية التي عرف بها منذ تأسيسه كأول مطعم يبيع البوظة والمثلجات في دمشق منذ العام 1895.

وقال أحمد بكداش ، ابن صاحب مطعم بكداش ، لتلفزيون الخبر “رغم ظروف الحرب حافظ مطعم بوظة بكداش على زبائنه ورواده، وحاولنا رغم ارتفاع الأسعار الحفاظ على المحل بأسعار مقبولة، ويستطيع أي مواطن دخول المحل وتناول البوظة”.

وأوضح “ارتفاع الأسعار وفقدان بعضها كالفستق الحلبي الذي أصبح سعره مرتفعاً، وكمياته قليلة، حاولنا الاستعاضة عنه بالفستق العادي، وأدخلنا البوظة المدقوقة العادية ليستطيع المواطن شرائها الى جانب البوظة العربية التي يبلغ سعر الصحن منها 400 ليرة”.

وأضاف “مع بداية الحرب انخفض مردود المطعم المادي كثيراً نتيجة قلة الاقبال والخوف من القذائف، الا اننا لم نغلق المطعم ولا يوم، واستمر بتقدم البوظة بأسعار مقبولة تناسب الجميع”.

وقال محمد حموي ، أحد العمال في المحل ، لتلفزيون الخبر” الاقبال على البوظة مازال كبيرا، ومازلنا نصنعها بنفس الطريقة، ونستخدم نفس الأدوات، البوظة المدقوقة، والبوظة العربية التي نضيف اليها القشطة والسحلب والفستق الحلبي”.

وتابع “بعد السنة الخامسة من الحرب اعتاد الناس على الظروف الحالية، وعادت الحركة الى اسواق دمشق القديمة، ومازال مطعم بوظة بكداش ممتلئ بزواره”.

يشار إلى أن مطعم بكداش الشهير في سوق الحميدية بدمشق أسس عام 1895 أي قبل حوالي 117 سنة ، وبعد أن أطلع الحكومة العثمانية على فكرة صاحبه، قررت الأخيرة دعمه بإرسال وفد حكومي رفيع المستوى عند افتتاح محله، وحقق بكداش شهرة واسعة ليس في سوريا بل في البلاد العربية والغربية.

سها كامل – تلفزيون الخبر