العدو “الاسرائيلي” يقتحم الأقصى مجدداً .. نظرة على أبرز تدنيسات الاحتلال للمسجد
اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى من جهة “باب المغاربة”، لاستفزاز الفلسطينيين وسط تشديد أمني حولهم، بحسب وكالة “معا” الفلسطينية.
ويحفل المسجد الأقصى بتاريخ طويل من الاقتحامات التي دنس من خلالها مستوطنون “إسرائيليون” الأرض المباركة لدى مختلف الديانات الإبراهيمية، مثيرين حفيظة الفلسطينيين عموماً والمقدسيين خاصة، فغدا الأقصى شهيداً على اشتباكات وانتفاضات ورفض مستمر، ضد قوى الطغيان.
حيث سُجل منذ احتلال المسجد الأقصى في نكسة 1967 أكثر من 60 اقتحام وثقتها وكالة “وفا” للأنباء، عدا عما هو غير مسجل، وتضمنت الاقتحامات “رفع العلم “الإسرائيلي” على قبة الصخرة، حرق المصاحف، إدخال المتفجرات والقنابل عليه، وإقامة شرائع يهودية فيه”.
ويضاف إلى ما سبق “إقامة حفل زفاف ابن راب مستوطنة صهيونية داخل المسجد الأقصى، إطلاق النار العشوائي على المصلين، وحرمانهم من الدخول إلى المسجد خلال ساعات معينة من النهار، إضافة إلى السماح باستباحته كلياً من قبل القوات الصهيونية من خلال عمليات الحفر والتهويد المستمرة”.
وحُرق المسجد الأقصى في 21 آب 1969 من قبل مستوطن استرالي الأصل يدعى “دينس مايكل روهان”، عندما أشعل النار في المصلى القبلي بعد اقتحامه المسجد من جهة “باب الغوانمة”، بمادة شديدة الاحتراق.
وقطع الصهاينة الماء عن المسجد وتقصدت حينها سيارات الإطفاء “الإسرائيلية” التأخر في الوصول إلى المسجد حتى وصلت سيارات فلسطينية من رام الله والضفة قبلها، فهب الفلسطينيون بالطرق البدائية والفردية لإخماد الحريق، مما زاد من الخسائر.
والتهمت النيران جزءاً من واجهات المسجد الأقصى وزخارفه وقطع أثرية فيه كمنبر المسجد النادر الذي أتى به صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب عام 1187، محراب “زكريا” ومسجد “عمر”، مقام “الأربعين”.
وأحرقت النيران ثلاثة أروقة من أصل سبعة، ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، مطلع سورة “الإسراء” الفسيفسائي، إضافة إلى أجزاء أخرى استلزمت سنوات لإعادة ترميمها.
ويعد اقتحام 28 أيلول عام2000 من قبل أرائيل شارون، زعيم المعارضة “الإسرائيلية” حينها، وأحد رؤساء وزراء العدو، الشرارة التي أدت لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي سميت “انتفاضة الأقصى” لاحقاً، وأدت لنشوء مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال داخل المسجد.
وقام “شارون” بالتجول داخل ساحات المسجد، مصرحاً أن “الحرم القدسي” سيبقى منطقة “إسرائيلية”، مما أثار استفزاز الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين والجنود الصهاينة، وقُتل سبعة فلسطينيين وجُرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 جندياً “إسرائيلياً”، لتشهد بعدها مدينة القدس مواجهات، امتدت فيما بعد لمدن الضفة الغربية وقطاع غزة.
وغدا الطفل الشهيد “محمد الدرة”، رمزاً للانتفاضة الثانية، الذي استشهد في 30 أيلول عام 2000 وهو يحتمي بحضن أبيه وراء برميل اسمنتي في شارع “صلاح الدين” جنوب قطاع غزة.
ووصل التدنيس مع الاحتلال إلى تركيب بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى في 14 تموز 2017، لتفتيش الفلسطينيين الداخلين إلى المسجد، ومنع من أرادوا الدخول، والإقدام على الاعتقالات التعسفية بحق المرابطين والمرابطات.
وحصل في اليوم نفسه وللمرة الأولى، إغلاق المسجد الأقصى كلياً ومنع إقامة الصلاة فيه، أو رفع الأذان، وتشديد الطوق الأمني “الإسرائيلي” حوله، مما دفع الفلسطينيين إلى اتخاذ قرار عدم الدخول إلى المسجد، إلا بعد إزالة البوابات الإلكترونية.
وأُزيلت البوابات الإلكترونية في 25 تموز 2017، بعد الاحتجاجات التي اجتاحت مدينة القدس كاملة، مما أدى إلى استشهاد عدد من المقدسيين، ومقتل ثلاثة جنود صهاينة.
وشهد المسجد الأقصى خلال عام 2019 فتح “باب الرحمة” المغلق منذ سنة 2003، من قبل المصلين عقب صلاة الجمعة في 25 شباط، عقب تركيب الاحتلال سلاسل حديدية تحيط الباب كإجراء تهويدي جديد، قبل أسبوع من فتحه.
وتجدد اقتحام المسجد الأقصى المبارك من قبل 200 متطرف يهودي، مطلع آذار الماضي بعدما وجهت منظمة “جبل الهيكل” دعوات للاقتحام مع جهات يهودية متطرفة أخرى، بهدف ما أسمته “حماية باب الرحمة من إعادة سيطرة المسلمين عليه”، وتحويل المصلى إلى كنيس يهودي، وفق ما ذكرته وكالات أنباء فلسطينية، وعالمية.
الجدير بالذكر أن “دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى” أصدرت بداية العام الجاري إحصائية تبين أعداد المستوطنين المقتحمين لساحات المسجد الأقصى.
وبحسب الإحصائية فإن “30 ألف مستوطن اقتحم المسجد الأقصى خلال عام 2018، بنسبة 17% زيادة عن 2017، علماً أن الأرقام لا تشمل قوات الاحتلال مما يعني أن العدد من المحتمل وصوله إلى أضعاف مضاعفة مما هو عليه.
ويواصل الاحتلال منع المصلين الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى حيث لا يسمح لغير أبناء القدس المحتلة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بدخول المسجد كما يمنع في كثير من الأحيان من هم دون ال50 عاماً من دخوله.
ولا يكف الاحتلال عن التدخل في عمل دائرة الأوقاف الإسلامية من خلال منعها من تنفيذ أعمال الصيانة والترميم في الأوقات المناسبة وعرقلة مهامها والتضييق على موظفيها واعتقالهم.
ويستمر الاحتلال بإبعاد المقدسيين خارج مدينتهم وخاصة في الأحياء المحيطة بالمسجد الأقصى، التي تشكل حزام أمان ودفاع عن الأقصى، إضافة إلى استهداف حراس الأقصى والمصلين والمرابطين فيه بالتنكيل والتضييق والاعتقال والإبعاد كما أغلق الاحتلال عشرات المؤسسات والهيئات الفلسطينية العاملة في القدس والأقصى.
يشار إلى أن المَسجد الأَقصى يمتد على كاملِ المِساحةِ المُسورة الحاوية للمسجدِ القبلي أو مسجدَ قُبة الصَخرة والأورِقة والسَّاحات وغيرها والواقعَةِ في الزّاوية الجنوبيَة الشَرقية مِن مَدينة القُدس القَديمة المُسورة البَلدة القديمة.
و تبلغ مساحته مائة وأربعاً وأربعين دونماً، أي ما يعادل نحو سدس مساحة البلدة القديمة، وتبلغ أطوال أَسواره: 491م من الغرب، و462م مِن الشرق، و310م من الشمال، و281م من الجَنوب، ما يُعطي هذه الأسوار شكلاً مُضلعاً.