ما هو اضطراب الهلع المرافق لفئة كبيرة من الشباب السوري؟
لا تمر ليلة منذ سنتين، ويستطيع فيها الشاب الجامعي “ياسر”، صاحب 24 عام، النوم بهدوء أو الجلوس وحيداً لفترة طويلة، إلا وأفكار الموت أو الخوف من الجلطة ترافقه، فأغلب أعراضها تظهر فجأة وكأن الموت يدنو .
“ياسر” عرض مشكلته على طبيب قلبية، والذي قال له “قلبك متل قلب الحصان، ما فيك شي”، ولكن “ياسر” لم يقتنع لأن أعراض الجلطة بقيت ترافقه، بحسب وصفه.
وقال “ياسر”، لتلفزيون الخبر “بعد ذهابي لطبيب القلبية، وتأكيده على صحة قلبي، تحدثت مع بعض من أصدقائي عن مشكلتي، وهنا اكتشفت حقيقة هذه الأعراض” .
وتابع “ياسر” حديثه “استغربت حينها أن عدد كبير منهم، لديه نفس هذه الأعراض، وقاموا بنفس الفحوصات، ليوجههم أطباؤهم إلى أخصائيين نفسيين، فالمشكلة نفسية وليست بجسدية” .
وأضاف “مشكلتي التي تخلصت منها بعد حوالي أسبوع، من زيارتي لطبيب نفسي، كانت تسمى، اضطراب الهلع، والذي يظهر لعدد كبير من الأسباب كنت أملك معظمها، كالتوتر والخوف من المستقبل، والضغوط الكبيرة” .
وتحدث الطبيب النفسي، يوسف فاعور، لتلفزيون الخبر، عن هذه الحالات قائلاً : “تسمى هذه الحالة اضطراب الهلع، والذي تبلغ نسبته العالمية بين 1,5 % حتى 4%” .
وشرح الطبيب فاعور، عن أعراض هذا المرض قائلاً “تأتي الأعراض على شكل جسدي، (تسرع نبض – خفقان – ضيق بالتنفس)، مع خوف من الجنون أو الموت” .
وأضاف فاعور “تأتي الأعراض على شكل نوبات، وبين هذه النوبات يبقى هناك خوف دائم من تكرارها، لذلك شعور الخوف والتوتر يرافق أغلب المصابين بهذا الاضطراب” .
وأشار يوسف إلى أن “الحروب هي نوع من أنواع الصدمات، وتأتي أحياناً كعامل مُطلِق لاضطرابات أخرى، وكأنها الشرارة التي توقد هذه الاضطرابات، وخاصة عند الذين يعانون من مشاكل نفسية سابقة أو تراكم ضغوط” .
ونوه الطبيب إلى أنه “من الممكن أن تزيد الحرب نسبة الاصابة بهذا الاضطراب إلى الضعف ليصل إلى 8 %”، مشيراً إلى أن “العمر المثالي لبدء اضطراب الهلع هو في أواخر العشرينات” .
وعن العلاج، قال يوسف لتلفزيون الخبر، إنه “من الضروري أن يكون العلاج تحت إشراف أخصائي نفسي، ويقسم العلاج إلى قسمين (دوائي _ وعلاج نفسي معرفي سلوكي)” .
وأردف فاعور “لاحظنا أن بعض الأطباء كالقلبية والداخلية، يقولون للمريض بعد فحصه والتأكد من سلامته، إن المشكلة نفسية “ما فيك شي”، وهذا أمر خاطئ، لأن عليهم توجيهه للاستشارة النفسية كي لا تتفاقم الحالة، وخاصة أنه مرض ويجب علاجه” .
يشار إلى أن اضطراب الهلع مختلف عن الاكتئاب، والذي يتمثل أحياناً بأعراض جسدية، مثل (آلام جسدية عامة ـ صداع وغيرها) وانخفاض في المزاج وفقدان المتعة بالحياة ومن الممكن أن يصل إلى الانتحار .
وتبلغ نسبة انتشار الاكتئاب العالمية ما بين 5% حتى 10 % ويمكن أن ترتفع في الحرب التي تعد كعامل مُطلٍق إلى 20 %، بحسب منظمة الصحة العالمية.
الجدير بالذكر أن أغلب الشباب السوري أدرك أهمية الخدمة النفسية، وخاصة بعد سنين من الحرب والضغوط، التي بات التغلب عليها ضروري لاستمرار حياتهم بشكل طبيعي .
يزن شقرة – تلفزيون الخبر