“عيد الحب” أو “الفالنتاين” كيف يحتفل به السوريون ؟
غطى اللون الأحمر الأسواق، وملأت الهدايا المحلات التجارية، أما إعلانات الحفلات فانتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي هنا وهناك، إنه “عيد الحب” أو “الفالنتاين” كيف يحتفل به السوريون؟.
وقالت ريم فتاة في الثلاثين من عمرها لتلفزيون الخبر “رغم أنني مخطوبة، إلا أنني لا أحب الاحتفال بهذا العيد، لأن فكرة ربط الحب بيوم محدد غير مقنعة، لكن نتيجة أنه أصبح عيد ككل الأعياد، لابد من مداراة الشريك ولو بهدية بسيطة أو احتفال متواضع”.
وقال زياد 28 عاما لتلفزيون الخبر “أحب الاحتفال بعيد الحب، لأنني أجده فرصة للفرح والاهتمام بالشريك، لذلك أجد الخروج في هذا اليوم وتبادل الهدايا مناسبة مهمة وإيجابية، بصرف النظر عن مدى دقتها أو تاريخها أو أصولها”.
وكان لعامر 25 عاما، رأي آخر فقال لتلفزيون الخبر إن “الاحتفال بعيد الحب أصبح أمراً مبالغاً به، كما أنه تحوّل إلى مظاهر كاذبة بعض الشيء، حيث يسعى الشريكان إلى شراء أغلى الهدايا وأثمنها للتعبير عن حبهم، بينما أجد أن الهدايا المعنوية كفيلة بنقل المشاعر وإيصالها بطريقة أصدق”.
وأضاف “كما أن البعض يستغل هذه الفرصة لنشر صور الهدايا الثمينة على “فيسبوك” أو “انستغرام”، حيث تنتشر “ستوريات” بصور الهدايا والأزهار و الدبب الحمراء وغيرها، ما يُفقد العيد معناه الحقيقي”.
وقال علي شاب مغترب في بلجيكا لتلفزيون الخبر “زرت العديد من الدول الأوروبية، ورأيت أن جميعها يحتفل بعيد الحب ويرسلون بطاقات المعايدة لبعضهم مكتوب عليها”saint valentin”.
وتابع “كما أنهم يتبادلون الهدايا وغالباً ما تكون هدايا بسيطة تحمل قيمة معنوية أكثر منها مادية، كقوالب الشوكولا أو الأزهار، عكس الاحتفال بالدول العربية التي غالباً ما تكون فيها هدايا “الفالنتاين” باهظة الثمن”.
وأضاف “في هولندا بلاد “التوليب” يستعد أصحاب المحال التجارية لهذا اليوم، فهو الموسم الأكثر ازدهاراً، كما يتم تصدير “التوليب” إلى دول الجوار ألمانيا وفرنسا وبلجيكا”.
وتحتفل العديد من بلدان العام بعيد الحب في 14 شباط، بحيث بات ظاهرة شبه عالمية، يتم فيها تبادل الأزهار وكافة أنواع الهدايا بين الأحبّاء، كلها تتم باسم القديس “فالنتاين” الذي ترجع إليه تسمية “عيد الحب”.
و تقول إحدى الأساطير إن “فالنتاين كان كاهناً خدم خلال القرن الثالث في روما، عندما قرر الإمبراطور “كلوديوس الثاني” أن الرجال العزّاب يمكن أن يخدموا أفضل في الجيش من المتزوجين، بالتالي قرر حظر الزواج على الشباب”.
وبحسب الأسطورة ” قرر “فالنتاين” أن هذا المرسوم غير عادل، وتحدى قرار “كلوديوس” واستمر في إكمال طقوس الزواج سراً للشباب، حتى تم اكتشاف أمره وعلم الإمبراطور بالخبر، فأمر بقتله على الفور”.
و لكن أساطير أخرى تقول إن “فالنتاين” الذي كان مسجوناً قام بإرسال أول تحية حب، لابنة السجّان الصغيرة السن التي هام بها عشقاً، والتي كانت تزوره في الحبس”.
وقبل أن يُنفذ عليه حكم الإعدام، قام بتسطير رسالة هُيام إلى تلك المحبوبة، بعنوان “من فالنتينك”، وهي الطريقة التي لا تزال مُستعملة إلى اليوم في شكل بطاقات الحب التي يتبادلها المحبون.
ولكن رغم كل تلك القصص، تظل حقيقة “فالنتاين” و”عيد الحب” شبه غامضة إلى اليوم، برغم أن هذه الشخصية باتت واسعة الشعبية في أوروبا منذ العصور الوسطى، كرمز من رموز الرومانسية.
وفي حين يعتقد البعض أن “عيد الحب” يُحتفل به في منتصف شباط، للاحتفال بالذكرى السنوية لوفاة أو إعدام الكاهن “فالنتاين”، لكن ثمّة رواية أخرى تقول أن اختيار هذا اليوم، جاء ليوافق عيد “اللوبركاليا” أو “Lupercalia”
و”اللوبركاليا” هو مهرجان سنوي كان الرومان يقيمونه في الخامس عشر من شهر شباط تكريماً “للوبركوس” أو “آلهة الحقول والقطعان” بغية ضمان الخصب للناس والقطعان والحقول.
سها كامل – تلفزيون الخبر