عن الثلج في التراث و الثقافة الشعبية
يتخذ الثلج معياراً للصفاء والبياض ويُضرب به المثل، و تشبّه به الوجوه البيضاء والقلوب الصافية فُيقال “أبيض مثل الثلج”، كذلك يُقاس فيه كل شي بارد فيُقال “أبرد من الثلج”.
وعن الثلج في الموروث والثقافة الشعبية، قال الباحث التاريخي حيدر نعيسة لتلفزيون الخبر “يندر أن يمر الشتاء دون أن تشهد جبال اللاذقية تراكم للثلوج، لا سيما جبل “النبي يونس”، و”جبل النبي متى” بالقرب من منطقة صلنفة، وجبل الأقرع و جبل كسب”.
وأضاف نعيسة “كما للانسان فِراش للنوم، للثلج فِراش أيضاً، و هو ما يسمى “القصرمل” أو “فَرشة الثلج” وهي المادة التي تتساقط في أول الثلج، وتكون مقدمة له”.
وأوضح نعيسة أن “القصرمل عبارة عن حَبّ هش ناعم بحجم حبات البَرد أو الذرة البيضاء، لكنها أخف وزناً منها، ويُقال في المثل الشعبي “وقت اللي صار قصرمل .. الثلج ما كان يحل”.
وتابع نعيسة “من المعلوم أنه لا صوت للثلج، وعندما يتساقط الثلج يخف الصوت والصدى في أوانه، و يقول المثل الشعبي “أول تلجة سم وتاني تلجة دم وتالت تلجة كول ولا تهتم”.
وأردف نعيسة “ويُقال أيضاً “الثلج خميرة الأرض”، كونه يساعد على إنبات الحَب في الأرض كما تفعل الخميرة فعلها في إنضاج العجين، فالثلج يفتت التربة ويسهّل حركة الجذور فيها”.
وعن الثلج في الثقافة الشعبية بين الباحث التاريخي حيدر نعيسة لتلفزيون الخبر “الثلج دواء شعبي معروف للحروق الناتجة عن النار أو الماء المغلي، وكان الأجداد يمسحون مكان الحروق بماء الثلج الذائب”.
وعن الأمثال الشعبية التي وصفت الثلج، قال نعيسة “يقول المثل الشعبي “بيدوب الثلج وبيبان المرج” للدلالة على أنه لا يوجد شي يُخفى، ويٌقال “لا تستعجلوا الثلج بآدار ياما نفضناه عن الغمار ” ويقصد أنه ربما يتساقط الثلج في الصيف ومواسم الحصاد”.
وفي عالم الإعلام والسياسة يشيع مصطلح “كرة الثلج ” للدلالة على الشائعات التي تُضخم الحدث، وهي الكرة التي تكبر كلما ابتعدت ومضى عليها الزمان والمكان.
وبدأ الباحث حيدر نعيسة رحلته بالبحث في الموروث الشعبي منذ سنين، ليصدر موسوعة “التراث الشعبي في اللاذقية”، ولديه كتب مطبوعة، منها “صور ريفية من اللاذقية”، و”من أساطير الشجر”، و”ألغاز شعبية”، و”إطلالات ساحلية”، و”عين علي” وغيرها.
سها كامل – تلفزيون الخبر