فلاش

مدينة الحب والحياة .. إذا غنى شباب سلمية ع “ الروزانا “

سلمية مدينة ذات تركيب اجتماعي خاص، لا يستطيع الناظر اليها كمدينة فهم طبيعة الحياة فيها، وليفهمها المرء ، يجب عليه أن ينظر لها كـ”حالة” استثنائية، للعديد من الأسباب الاجتماعية والتاريخية والتراكم الثقافي والسياسي لدى أبنائها .

في هذه المدينة المليئة بالتفاصيل، جانب يتعلق بروح سكانها الميالين للفرح والحب والسلام، رغم طبيعتهم القاسية، والذين يحيونه بعدة وسائل بسيطة، بسهرة ليلية مع العائلة أو الأصدقاء، أو “نفس أركيلة “، أو بشرب “كاس” في احدى المطاعم أو الحانات .

فمع اقتراب المساء يبدأ الشباب بالتخطيط لسهرة اليوم، والتي ستشكل عبء على دخلهم اليومي، إن لم تكن محسوبة التفاصيل، وعدد “السهيرة” ملائم لتقسيم الحساب على الجميع .

“الروزانا” هي إحدى الأماكن العزيزة على قلوب شباب المدينة، والتي تشكل لهم ملاذاً للتخطيط المريح، ولنسيان التعب والهموم التي ترافقهم خلال كل يوم، فما من شاب تقريباً زار هذه الحانة الا وتركت فيه أثراً لبساطتها وتشابهها مع شخصية سكان هذه المدينة .

يقول مهدي عواد، مدير “الروزانا”، منذ ستة سنين، وصاحب “النفس الطيب” بالطبخ، لتلفزيون الخبر “نحن في مدينة شبه فقيرة، وتحب الفرح، وانا أحترم حب الشباب لهذا المكان واعتبرتهم ندمائي، لأنني مثلهم أحب هذا الجو الحميمي والأخوي، وللحفاظ على هذه الحالة حافظت على الأسعار التي تناسب دخل معظم الشباب” .

ويتابع مهدي “من خلال عملي في هذا المجال اكتسبت المرونة بالتعامل، ومعرفة شعور من يشرب الكاس فأغلبهم حساسين وطيبون وكرماء وطبعا قد حصدت الكثير من الأصدقاء من خلال هذا المكان” .

مع اقترابك من باب “الروزانا” تبدأ بسماع الموسيقى العراقية القديمة، وكأن سعدون الجابر، أو حميد منصور والياس خصر يهمون باستقبالك، ومع أول خطوة داخل الباب، ترمي كل همومك خارجاً وتبدأ برمي السلامات وتبادل التحيات مع كل من يجلس على الطاولات الخشبية، هذا ما قاله غيث، أحد رواد “الروزانا” .

ويقاطع أحمد، حديث صديقه غيث قائلاً “شعور الفرح هو الخيار الوحيد لديك هنا، وكأنه أحد المقبلات المفروضة عليك، فعلى تلك الطاولة صديق الطفولة، وهناك صديق الدراسة، وبالخلف أولاد عمي وأقربائي، هنا ضمن عدة أمتار تجتمع كل المدينة” .

الفرح هو ليس مجرد شعور يأتي نتيجة لسببٍ ما، إنما هو خيار يستطيع الإنسان المضي تجاهه، ولعل بعض المجتمعات أتقنت صناعة الفرح من العدم، بأبسط الإمكانات، فمن يشعر بأن الياس خضر سيقوم باستقباله في إحدى الأماكن، لا بد له أن يشعر بأن هذه الحياة رغم صعوبتها قابلة لتترك مساحة فيها لصناعة الفرح .

يزن شقرة _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى