كاسة شاي

الحب الذي روى ظمأ مدينة.. ماذا تعرف عن قناة العاشق ؟

في مكان قريب من مدينة السلمية، تمكنت بعثة أثرية من اكتشاف بقايا قناة مياه رومانية عمرها 2000 سنة ليتضح أن قصة “قناة العاشق” التي رواها التاريخ لم تكن مجرد حكاية.

وبحسب ما نقلت سابقا وكالة “سانا” روى رئيس جمعية العاديات في مدينة السلمية، علي كلول،أسطورة عن قصة حب عاشها أمير منطقة سلمية، في القرن الأول الميلادي، مع ابنة ملك منطقة أفاميا، التي تبعد عن إمارته 80 كم.

وقال كلول “كان هذا الحب كان من قبل الأمير فقط، أي من طرف واحد، فتقدم لخطبة الأميرة، فاشترطت عليه أن يجر مياه الري من عين الزرقاء، الغنية بالمياه في منطقته، إلى مدينتها أفاميا، التي كانت شحيحة المياه، حتى تقبل به زوجاً”.

وتابع كلول “وبسبب شدة حبه وتعلقه بالأميرة، قبل الأمير بالشرط، وعمد إلى توظيف كل إمكانيات إمارته وعمالها لشق قناة يصل طولها إلى 150 كم، أخذت شكلاً متعرجا وهندسيا متقنا”.

ووصف كلول القناة قائلا “تم بناء القناة كلها بالحجر البازلتي المنحوت بشكل فني ومتقن، لتنقل المياه من مدينة سلميه، التي ترتفع 475 م عن سطح البحر، الى أفاميا التي ترتفع 308م”.

وبحسب ما نقلت مواقع متعددة، عن رئيس البعثة الوطنية للتنقيب عن الأثار حينها، ابراهيم شدود، “تم اكتشاف قناة العاشق مصادفة حين كان “بلدوزر” يعمل على حفر أحواض لمحطة معالجة المياه المالحة في المنطقة، فظهرت حجارة بازلتية وقواطع حجرية أثرية”.

وأوضح شدود “يدل البناء المتقن على مهارة وبراعة، فبالإضافة للجمال، طليت القناة بمادة القصرمل غير النفوذة للماء، وهي عبارة عن سراديب ضيقة ملحقة بفجارات مسقوفة كي لا تختلط المياه النقية بمياه السيول، كما بني على القناة حوالي 12 جسرا”.

وأشار شدود إلى أنه “ظهر منها حتى الآن حوالي ستين متراً، بارتفاعات متباينة، وبعرض متفاوت يصل إلى حوالي مترين ، وهي تسير من عين الزراقاء غربا وتمر بالأراضي الشمالية لقرية تلدرة”.

وأضاف شدود “تتابع القناة سيرها حتى تعبر سفوح جبل علي كاسون في قرية أم طويقية، ثم تدور حول جبل زين العابدين قرب حماه لتصل الى افاميا وحماماتها”.

وذكر شدود أيضا أن “القناة تعرضت لزلزال قوي عام 1157، وجدد بناؤها في القرن العاشر الميلادي، ثم جرى تحويلها من قبل السلاطين الايوبيين لتروي مدينة حماه ومناطق الجروف شمال المدينة”.

وبالعودة لقصة الحب، تختلف الروايات على نهايتها، فتقول بعض المصادر أنها تكللت بالزواج، فيما تذكر مصادر أن المياه تأخرت في الوصول الى افاميا، وانتهت القصة نهاية حزينة بالنسبة للعاشق.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى