في اليوم العالمي له .. أثر ثقافة التطوع على سوريا سلباً وايجاباً
يحتفل العالم في الـ 5 من كانون الأول بمناسبة يوم التطوع العالمي من كل عام، وتعتبر سوريا من البلدان التي نشطت فيها ثقافة التطوع بشكل ملحوظ خلال السنوات السابقة.
وتنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي عدد كبير من الصفحات التي تعود لفرق تطوعية ومؤسسات ومنظمات تعنى بالعمل المجتمعي والتطوعي، وتظهر النشاطات والمبادرات والمشاريع التي تنفذها هذه الفرق في أغلب المحافظات السورية.
ولعل العمل التطوع بشكله الحالي في سوريا شكل في كثير من الأحيان حالة جدل واسعة بين من يراه ضرورة طبقت بشكل انساني جميل، وبين من يراه أداة استغلت طاقة الشباب.
تقول ميرم محمد، المتطوعة في إحدى الفرق التطوعية بدمشق، لتلفزيون الخبر “وجود يوم عالمي للتطوع هو دليل على أهمية وجود كل شخص بالحياة، كل شخص قادر على العطاء والتغيير وإحداث الفرق، هذا اليوم دائماً ما يذكرنا بأدوارنا وواجباتنا ببناء المجتمع وتحفيزه على التقدم”.
وشكلت الأزمة السورية حافز كبير لظهور الفرق التطوعية، وتحفيز المجتمع على تبني ثقافة التطوع ضمن اختصاصات متنوعة كالتوعية والإغاثة والأعمال الخدمية، وأحدثت فرقاً في كثير من الأحيان بالتعاون مع الجهات الحكومية.
وترفض راما أحمد، المتطوعة في إحدى الفرق، مقولة “التطوع حالة جديدة في المجتمع السوري”، وتعتبر أن “التطوع هو ثقافة موجودة في جذور البلد، في قلب كل مواطن.
وأوضحت أحمد أن “أجدادنا كانوا يتبادلون الطعام مع جيرانهم “السكبة” خلال المناسبات، ويساعدون من يحتاجهم، ويفرحون لفرح الفرد ويحزنون لحزنه، ضمن عادات وتقاليد افتقدها المجتمع السوري حالياً”.
وحول الأثر الذي تركته ثقافة التطوع في المجتمع السوري، قالت مها زيود، الناشطة في إحدى الفرق التطوعية، أن “ثقافة التطوع دخلت بكثافة خلال الأزمة، وبالتأكيد أحدثت فرقا، لأنها ربطت الشباب من مختلف الأعمار بالبلد بشكل أكبر، وحفزتهم على تقديم خبراتهم على جميع المستويات بدون مقابل”.
وتابعت زيود قائلةً “في جميع البلدان التي شهدت أزمات على اختلافها كان الشباب المتطوع هو العامل الذي حول الألم إلى أمل، وأعاد للمدن والبلدات والأحياء الحياة من جديد، وأسس لمنظومة عمل أخلاقية أهدافها تنصب في أهمية تأسيس مجتمع صحي قادر على قيادة البلاد من جديد”.
وحول الأثر السلبي الذي تركته ثقافة التطوع في المجتمع السوري، قال (لؤي.س) “صحيح أن المنظومات التطوعية العاملة في البلد أحدثت فرقا ايجابيا في بعض الأحيان، إلا أنها في الحقيقة لا تتناسب مع مستوى الدعم الذي قدم لهذه الفرق على المستوى المادي، وأنا هنا أتساءل عن الرقابة التي تطبق على المنفذين خصوصاً على المستوى الإغاثي”.
ويختلف رأي الناشط المجتمعي بشار ديوب قليلاً حول أثر الفرق التطوعية في المجتمع السوري، فيعتبر أن “ثقافة التطوع مازالت قليلة في مجتمعنا، فالشعب السوري ككل عرف من التطوع الجانب الإغاثي بنسبة كبيرة، وباقي الجوانب بنسبة أقل”.
ونوه ديوب إلى “وجود بعض النقاط الإيجابية التي تحسب للفرق العاملة تطوعاً، موضحا أنه “على المستوى الخدمي، قدمت الفرق التطوعية جهود جيدة وأحدثت تغيير في مناطق عديدة كمنطقة المزة 86، التي تعتبر منطقة سكن عشوائي، حيث تشكلت حالة تعاونية مثمرة بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني والمحلي”.
يذكر أن الأمم المتحدة اختارت 5 كانون الأول من كل عام لشكر جميع المتطوعين حول العالم على جهودهم المبذولة، والتوعية حول أهمية العمل التطوعي وتكريس الجهود للنهوض بالمجتمع.
سامر ميهوب – تلفزيون الخبر