هل تعلم أن تزيين الشجرة عادة وثنية ؟ .. إلى ماذا ترمز شجرة الميلاد وزينتها؟
مع بداية شهر كانون الأول من كل عام، وفي جميع أنحاء العالم، تبدأ أجواء “عيد الميلاد” بفرض نفسها بجماليتها وألوانها في الشوارع والبيوت وعلى الشرفات والمحال التجارية، مذكرة بميلاد رسول السلام والمحبة، جامعة بين حميمية الشتاء بثلجه وبرده، ودفء العيد بأضوائه وطقوسه، وأهمها الشجرة التي ترتبط بالعيد.
وعلى مر السنوات، لم يعد تزيين شجرة السرو ليلة الميلاد، حكراً على الطوائف المسيحية، بل أصبح طقسا يحتفل فيه الكثير من السوريين، بعيدا عن دلالته الدينية، فهي مناسبة للفرح، وانتشرت شجرة وزينة الميلاد في كل الشوارع والبيوت وساحات المدن في سوريا.
وعادة تزيين الشجرة هي عادة سابقة للمسيحية، ومرتبطة بعبادات وثنية كانت تكرم الشجرة، وكانت منتشرة خاصة في ألمانيا، لذلك لم تحبذ الكنائس في القرون الوسطى عادة تزيين الشجرة.
وحولت رموزها فيما بعد الى رموز مسيحية، وألغيت منها بعض العادات كوضع فأس، ثم انتقلت هذه العادة الى باقي الدول الأوروبية ومنها إلى مختلف دول العالم.
وترمز الشجرة، وكل نوع من انواع زينتها، إلى شيء مرتبط بقصة الميلاد، دون أن يكون هناك ارتباط مباشر بين الشجرة بحد ذاتها وبين الميلاد، سوى الفكرة التي يتنقالها البعض عن كون المغارة التي ولد فيها المسيح كانت في غابة من السرو.
شجرة السرو أو الصنوبر شجرة دائمة الخضرة، والأخضر يرمز الى الشباب والأمل ويعد أكثر الألوان غزارة في الطبيعة، واختيرت الشجرة ذات الأوراق الأبرية المتجهة نحو الأعلى لترمز الى الصلوات المتجهة نحو السماء.
أما اللون الأحمر في الزينة فيعتبر اللون الأول للعيد، ويستخدم للتذكير بدم المسيح الذي سفك، “فالمسيح أعطى حياته وسفك دمه من اجل ان نحصل على الحياة الأبدية”، حسب المعتقدات .
أما النجمة التي تزين أعلى الشجرة المخروطية، فتضفي عليها جمالا ورونقا خاصا، وتعتبر “الرمز السماوي للوعد، فالله أرسل المخلص للعالم، ونجمة بيت لحم كانت علامة الوعد، لأنها قادت المجوس الى مكان ولادة المسيح، ويقال أن لكل شخص في العالم نجمة تمثل الامل للانسانية.
أما الشموع التي توضع حول الشجرة ، فتمثل تقدير الانسان للنجمة، وفي كثير من البيوت تضاء الشموع لتمثل “نور الله”، أما الآن فتستخدم أكثر منها الأشرطة الضوئية لذكرى ميلاد المسيح.
أما شخصية “سانتا كلوز”، أو “بابا نويل”، فتقول الأسطورة أن الشخصية تعود لقديس اغريقي يدعى”نيكولاس”، وعرف بكرمه حيث صرف ثروته على مساندة الفقراء.
وكان هذا القديس من عادته ترك كيس من الذهب داخل الجوارب، التي تعلق على المدخنة لتجف. ولازالت العادة بأن تترك الجوارب الى جانب الشجرة لتوضع فيه الهدايا للأطفال.
أما “الجرس” الذي يحمله “سانتا”، فيرمز الى الفرح والبهجة، فهو يبشر بالعيد ويحمل في طياته حنيناً يترك الارتياح في النفس.
وتقول الرواية أن المسيح استعمل الجرس للعثور على “الخروف الضال”، ويعني أن “الجرس سيدق لكل شخص أيضاً ليجد طريقه للأب (الراعي الصالح)، ويرمز الى الهداية والرجوع”.
تلفزيون الخبر