تلفزيون الخبر يرصد عصابة ” قمار ” في دمشق تجني الملايين من جيوب ” الحالمين ” في وضح النهار
تمكن مراسل تلفزيون الخبر في دمشق من رصد إحدى العصابات التي تمارس لعبة “القمار بورق الشدة” أو ما تسمى “الكحلا” في شوارع دمشق وتقوم بإيهام الناس بتحقيق أرباح خيالية عبر ممارسة ألاعيب احتيالية مخالفة للقانون في وضح النهار.
ويقوم أحد أفراد العصابة بإيهام الضحية بربح مبالغ من خلال إغرائه بسهولة الربح عبر المراهنة على ثلاث أوراق “شدة” وهو مايسمى في عرفهم “سحب الزبون” الذي يوصف بـ “المدسم” عبر إثارة فضوله حول عملية المراهنة التي تقام بشكل مباشر أمامه.
وعلى رصيف شارع الثورة بدمشق، وتحديداً في موقف ميكرو مساكن برزة يتم “سحب الزبون” عبر مراهنة وهمية ومتفق عليها بين صاحب ورق الشدة وأحد أفراد العصابة الذي يربح مبلغاً من المال أمام الضحية ما يشجعه على الإقدام والدخول في اللعبة و “الوقوع في الفخ” الذي يحضّر له.
وعندما يبدأ الضحية باللعبة يتم تقديم “طعم” له في أول جولة أي يسمح صاحب الورق للضحية بربح مبلغ كبير في البداية ما يزيد القناعة لديه بسهولة تحقيق أحلامه التي “غطّاها الغبار” كما تضيق المسافة بينه وبين “فرصة عمره” التي انتظرها منذ سنين وجاء وقت حصادها.
وتبدأ تعابير الفرح والسرور بالظهور بين ثنايا تجاعيد وجه الضحية فيشعر بأن وقوفه هذا سيكون الأخير في موقف باصات النقل الداخلي، ومشواره هذا سيكون مشوار الوداع لأرصفة سوق الخجا وازدحام سوق الحميدية متناسياً تماماً أنه يقف مباشرة مقابل باب سوق الحرامية.
وبعد أن تفعل الأحلام فعلها في رأس الزبون ينتقل تلقائياً إلى الجولة التالية فيزيد مبلغ الرهان مع تشجيع أفراد العصابة المتخفين على شكل متفرجين، وهنا يتم “الانقضاض على الضحية” وتبدأ سلسلة الخسارات.
وفي حال كان المراهن ذكياً يقوم بالانسحاب من اللعبة لكن العصابة غالباً ما تكون أذكى حيث تقدم له ربح صغير أي تجدد “الطعم” في حال فكر بالانسحاب و معظم “المخدوعين” يتابعون اللعب بهدف تعويض الخسائر حتى يدفعون كل ما بجعبتهم.
و تقوم اللعبة على توزيع ثلاث أوراق شدة على الأرض بينها ورقة “جوكر” وعلى المراهن أن يحزر ورقة الجوكر من بين الأوراق ويقوم صاحب الورق “خفيف اليد” بتغيير مكان الجوكر بحركة سريعة لا يلحظها المراهن مهما كان “نبيهاً”.
وتعتمد العصابة على الأشخاص الذين يقصدون وسط المدينة لإتمام أعمالهم أو استلام وإرسال الحوالات من مكاتب تحويل الأموال وقد تصل أرباح العصابة في اليوم الواحد إلى 100 ألف ليرة وأحياناً تزيد عن ذلك حيث يقومون بتقسيم العمل بين المراقبة والحماية تحاشيا للشرطة وعناصر الأمن.
أحد أفراد العصابة يرتدي “معطفاً مموهاً” للتمويه على عمله غير القانوني ويقوم بمنع الاقتراب من مكان عملية المراهنة لمنع تجمع الناس ولفت الأنظار ويعتبر أفضل وقت لعمل العصابة بين الساعة 9 صباحا و12 ظهراً أما أفضل الزبائن هم المسافرون أو القادمون من محافظات بعيدة أو الذين يزورون العاصمة للمرة الأولى.
لكن ماذا إن تمكن المراهن من معرفة ورقة “الجوكر” في كل جولة وربح المبلغ العالي ؟ بالتأكيد لن يربح أي شخص أي ليرة من عملية الرهان وذلك إما بإجباره على متابعة اللعب حتى خسارة كل أمواله أو بالترهيب من قبل العصابة التي تجتمع عليه وتمنعه من التحرك قبل أن يعيد الأموال برضاه أو بغير رضاه.
مصدر في الأمن الجنائي أكد لتلفزيون الخبر أنه “يتم التشدد على هذه الأفعال التي تدخل في نطاق القمار والاحتيال والتي يعاقب عليها القانون ويتم ملاحقة من يقوم بها ولاسيما في الطرقات واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم”.
وتنشط العصابة في شوارع البحصة والثورة ومنطقة المرجة وسط دمشق وتتألف من ستة أشخاص لكل شخص مهمة بين المراقبة والتشجيع على اللعب ومنع التجمهر ويقوم زعيم العصابة باتخاذ قرار إنهاء اللعب والانصراف عند استشعار أي خطر أو عند نهاية النقود مع الضحايا.
أما المخدوعون من الحالمين بالغنى والثراء على الطرقات والأرصفة فلا يبقى لهم بعد خسارة أموالهم سوى إضافتها إلى خساراتهم السابقة وإعادة “ألبوم” أحلامهم إلى مكانه الطبيعي والبحث عن مساحة قدمين في أحد باصات النقل الداخلي للعودة إلى البيت.
كيان جمعة – تلفزيون الخبر