عادات وطقوس عيد الأضحى المبارك في بعض البلدان العربية
يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم، في اليوم العاشر من ذي الحجة بعيد الأضحى المبارك، حيث يؤدي الملايين منهم صلاة العيد في الجوامع والساحات، ومن ثمَّ يقومون أول أيام العيد بذبح أضاحيهم وتبادل الزيارات والتهاني.
وعلى الرغم من أنَّ فرحة العيد واحدة بين المسلمين في شتى بقاع الأرض، إلا أنَّ طقوس الاحتفال به تختلف من دولة لأخرى ومن مكان لآخر.
“العيدية” و “حلويات العيد” من أهم طقوس العيد في سوريا، ورغم ظروف الحرب التي يعاني منها السوريون، مازالت عادات عيد الأضحى لدى معظم الأهالي موجودة.
وتختلف طقوس عيد الأضحى في سوريا بين محافظة وآخرى، وبحسب الوضع المادي لكل أسرة، ومازالت بعض الأسر المقتدرة تذبح الأضاحي أول أيام عيد الأضحى المبارك.
ويحرص معظم السوريين، على ذبح الأضاحي في أول أو ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وتوزع اللحوم على العائلات المحتاجة.
وخلال أيام العيد تبدأ الأمهات بتبادل حلويات العيد، خاصة المعمول و حلاوة الجبن و السكاكر، التي ينتظرها الأطفال، كما ينتظرون ثيابهم الجديدة.
ويسمى عيد الأضحى في سوريا بـ “العيد الكبير” لأنّ مدته تزيد عن عيد الفطر بيوم واحدة، حيث أن مدته أربعة أيام، يبدأ من يوم العاشر من ذي الحجة، وينتهي في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.
وينتظر المصريون عيد الأضحى المبارك بفارغ الصبر، و يطلقون عليه أيضاً اسم “العيد الكبير” وكذلك “عيد اللحمة”.
ويسمى “عيد اللحمة” لأن جميع البيوت تتناول اللحمة في معظم أيام العيد، و خصوصاً في اليومين الأول و الثاني.
كما يرى المصريون أن “عيد الأضحى وقت مناسب لإتمام أفراحهم, فتقام الكثير من احتفالات الخطبة و الزواج خلال أيام العي”د.
ويحرص العديد من المسلمين في فلسطين، لا سيما من يُسمَح لهم بدخول القدس المحتلة بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المُشرفة، فيتوافد المصلين من مدينة القدس وضواحيها، وسكان المناطق المحتلة على أبواب المدينة العتيقة.
وتحتفل الجزائر على طريقتها الخاصة بعيد الأضحى المبارك، حيث يقوم الجزائريون بتنظيم مصارعة «الكباش» أو الخرفان قبل حلول عيد الأضحى مباشرة.
و يتصارع الكبشان بالروؤس وسط جموع من المتفرجين ويفوز الكبش الذي يُجبر الآخر على التراجع بأعلى سعر لأنَّه قوي.
وفي المغرب تحتفل بعض المدن والقرى في المغرب بعيد الأضحى من خلال عادة تراثيَّة تسمى «بو جلود»، وهو عبارة عن شخص يختاره أهل المنطقة لارتداء جلود الأضاحي، حيث يلف نفسه بسبعة منها حول جسده كله.
ثمَّ يطوف على أهالي القبيلة أو القرية لجمع ما تجود به أياديهم من المال أو من جلود الأكباش، كل ذلك وسط احتفالات موسيقيَّة غنائيَّة شعبيَّة.
وفي البحرين، عندما تشرق شمس عيد الأضحى المبارك، يسرع الأطفال للاحتفال بطريقتهم الخاصة وهم يرتدون اللباس التقليدي ليلقوا الـ«حية بيه» في أقرب ساحل أو نبع التي يسميها البعض «الضحيَّة».
و”الضحية” عبارة عن إناء من سعف النخل فيه رمل وشعير يسقى يومياً ويعلق في فناء المنزل إلى أن ينبت الشعير. ويردد الأطفال وهم يلقون “الضحيَّة” أهازيج مثل “يا حيتي حييتك، غذيتك عشيتك، وليلة العيد قطيتك”، أي رميتك.
وتشتهر باكستان خلال أيام عيد الأضحى بتزيين الأضاحي المعروضة للبيع، وذلك حتى تتميَّز عن البهائم التي تباع في الأيام العاديَّة، فنجدهم يقومون برسم نقوش جميلة بالحناء على فرو الخرفان والأبقار والجمال، بينما يقوم بعضهم الآخر بربط الحبال الملونة عليها وإلباسها القلائد الجميلة والأجراس.
وفي الصين، ما أن يفرغ مسلمو الصين من أداء صلاة العيد حتى يبدأوا في ممارسة لعبة «خطف الخروف»، التي تمثل أحد أهم مظاهر الاحتفال هناك.
وتقوم اللعبة على امتطاء رجل جواده وينطلق بأقصى سرعة صوب الهدف المنشود وهو الخروف ليلتقطه بسرعة وبراعة من دون أن يسقط من جواده.
و بعدها يفعل ذلك ثاني وثالت لتنتهي اللعبة بإعلان فوز من استغرق أقل وقت في عمليَّة اختطاف الخروف.
وبعد الفوز يجتمع الذكور من الأسرة لقراءة الأدعية والآيات القرانيَّة لمدَّة خمس دقائق، ثمَّ يقوم كبير الأسرة بذبح الخروف وتقسيمه.
تلفزيون الخبر