رحيل الموسيقار “يوسف ايشو” عرّاب الأغنية الآشورية في سوريا
رحل الموسيقار الآشوري “يوسف إيشو” ابن محافظة الحسكة، بعد صراع طويل مع المرض في مدينة دمشق.
وترك الراحل خلفه إرثاً موسيقياً ضخم في مجال الموسيقى و الألحان الجزراوية الآشورية و العربية
و يعتبر الموسيقار “يوسف إيشو” المعلّم الكبير كونه أعطى للتراث الغنائي حيويته بالحفاظ عليه.
لكن وللأسف لم تسلّط الأضواء عليه رغم أعماله الكثيرة، والمميزة في مجال إحيائه للتراث الغنائي، فهو خميرة إنشاء المواهب الفنية في منطقة الخابور خاصة، والجزيرة السورية عامة.
و الراحل هو من مواليد بلدة “تل تمر” غرب الحسكة 1958م ، درس في مدارسها، ثم التحق بالمعهد الموسيقي بدمشق، لحبه وعشقه للموسيقا منذ طفولته، له أكثر من 250 لحناً لأغاني آشورية وعربية .
وترك الراحل “يوسف إيشو” بصمته في تلحين مسرحيات غنائية كـ “الطوفان” من تأليف الأستاذ “أبدل أبدل” وملحمة “جلجامش” باللغة الآشورية من إعداد الكاتب والشاعر “أوديشو ملكو”.
وللراحل “يوسف إيشو” أكثر من أربعين مقطوعة موسيقية منها “أورمي”، “أشور والسلام” و “موسيقا الخليقة”.
و تأثّر الراحل بالموسيقا والألحان الشرقية بشكل عام، في البداية تأثر بالألحان والأغاني الآشورية الفلكلورية والكنسية، ثم العربية والتركية واليونانية والهندية، حيث تناول الأغاني التراثية الآشورية في الأمسيات الغنائية.
و قام بجمعها وتنقيح كلماتها وكتابة النوتة الموسيقية لألحانها، لتتوضح معالم الألحان ومقاماتها، بوضع مقدمات موسيقية لها لتقدم بأسلوب جديد ومحبب .
وبعد تخرجه من المعهد الموسيقي بدمشق عام 1980، وإتباعه عدد كبير من الدورات بمجال التأليف والتوزيع الموسيقي في مدينتي حلب ودمشق، أشرف على النشاطات الفنية والموسيقية لرابطة ريف الحسكة لأكثر من عشر سنوات .
و كُلًُف بعدها بالإشراف الموسيقي لمهرجان الشبيبة المركزي الذي أقيم في الحسكة عام 1998 م، والتي اعتبرت انطلاقته الفعلية في مجال الفن والموسيقا، كما تم تكليفه بالإشراف الموسيقي على مهرجان الفنون الشعبية الأول بمدينة الحسكة.
و شارك في دورة الوفاء الكروية في الحسكة عام 1999 كرئيس للجنة الموسيقية بتأليف وتلحين موسيقا وأغاني الافتتاحية والختام للدورة .
و أشرف أيضاً على التأليف الموسيقي لمهرجان الفلاحين القطري، ومهرجان الطلائع المركزي في الحسكة، في عام 2000.
وشارك في مهرجان الأغنية السورية السابع، الذي أقيم في محافظة حلب، بأغنيتين الأولى باللغة الآشورية بعنوان “شيخاني” أداء الفنانة “شميرام صومي”، والثانية باللغتين السريانية والعربية بعنوان “أورنينا” أداء الفنانة “أيلونا دنحو”.
وفي عام 2004 سافر إلى “إيران” وشارك في مهرجان تموز في مدينة “أورمي”، وقدّم هناك مقطوعة موسيقية بعنوان “أورمي” التي ألفتها خصيصاً للشعب “الأورمي”.
أما في عام 2002 فقام بتأليف وتلحين أغاني للعرس الجماعي الذي أقيم في منطقة “مغلوجة” بمناسبة رأس السنة الآشورية، ولحّن موسيقا وأغاني افتتاحيات مهرجانات الأغنية الآشورية لأعوام 2002 – 2003 – 2004 .
عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة