الصيادلة و”الفراطة” .. من لصقات الجروح إلى ظروف الزهورات وصولاً للبسكويت والخوف الخوف من التحاميل
اعتاد السوريون عبر تاريخ تعاملهم مع الصيادلة في سوريا على سوء العلاقة بين “الفراطة” ومعظم دروج نقود الصيدليات التي يقصدونها، لدرجة بات يظن البعض أن “الفراطة زعلانة” من الصيدلي والصيدلانية على حد سواء.
وفي الوقت الذي فقد فيه المواطن السوري الأمل من عودة الحرارة إلى العلاقة بين الصيادلة و”الفراطة” كان يثق كل الثقة من العلاقة الودية التي تصل إلى “صلة القرابة” بين الصيادلة ولصقات الجروح الطبية وحبوب السيتامول.
لكن حتى هذه العلاقة اهتزت اليوم فالزبون الذي كان يخرج من الصيدلية مع عدة لصقات جروح حسب كمية الفراطة المفقودة من الصيدلاني، أصبح أمام بدائل جديدة لا تخلو من الفن والذوق الإبداع والفائدة الطبية في نفس الوقت.
فمع تقدم الدراسات في علم الأدوية و المركبات الكيميائية وطريقة تفاعلها مع الأجسام تطور تفاعل الصيادلة السوريين مع “الفراطة”.
وتطورت بدورها العلاقة بين الصيدلاني والزبون والفراطة إلى: ظروف زهورات.. ظروف شاي أخضر.. مليسة ضد المغص.. بابونج ضد الرشح .. زعتر بري ضد نزلات البرد .. أو حتى بسكوتة مغطسة بالشوكولا لتعديل المزاج.
ولم يعد مستغرباً اليوم أن يعيد إليك الصيدلاني “ظرف زهورات” بدلاً من “اللصقة الطبية” كما حدث مع أحد المواطنين الذي روى لتلفزيون الخبر هذه الحادثة أو أن يعيد بسكويت من النوع الرخيص كما حدث مع مواطنة أخرى .
حيث أعاد أحد الصيادلة في دمشق “ظرف زهورات” بدلاً من 15 ليرة للمواطن الذي احتج على استبدال اللصقات الطبية بالزهورات ليس لأنه يحتاج اللصقات لجروحه الكثيرة بل لأنه لا يشرب زهورات أساساً.
لكن يبدو أن نقيب الصيادلة في سوريا محمود الحسن يحب شرب الزهورات، حيث استقبل سؤال مراسل تلفزيون الخبر حول الحادثة بضحكة من القلب وقال: “سيتغير الظرف قريبا”ً.
وأكد الحسن أنه “طرح هذا الموضوع قبل أسبوعين خلال اجتماع مع وزير الصحة تركز حول تثبيت الأسعار الجديدة للأدوية ومنع التلاعب والشطب على العبوات”.
وكشف أنه “سيتم حل مشكلة فقدان “الفراطة” بحذفها من الأسعار الجديدة للأدوية خلال فترة لن تتجاوز شهرين بحيث تُلغي قضية ارجاع اللصقات الطبية أو أية أدوية أخرى بدلاُ من “الفراطة”.
وأوضح نقيب الصيادلة أنه ” لن يكون في أسعار الأدوية الجديدة أية كسور من فئة خمس ليرات أو عشر ليرات كما سيتم تغيير كل الأسعار القديمة والزام كل شركات الأدوية بطباعة الأسعار الجديدة على كل عبوة”.
وتابع حسن ” هناك لجان مشتركة بين نقابة الصيادلة ووزارة الصحة تستقبل الشكاوي على التلاعب بالأسعار الجديدة، و قد تصل المخالفة إلى تحويل الصيدلاني لمجلس تأديبي في حال تزوير أو شطب السعر على العبوة”.
ومع وعد نقيب الصيادلة بحذف الكسور من فئة “خمس ليرات وعشر ليرات” في أسعار الأدوية الجديدة، يتساءل السوريون هل تنشأ مشكلة جديدة في علاقة الصيادلة مع الخمسة وعشرين ليرة أو الخمسين ليرة؟
وتخوف البعض من حالة الزعل بين الصيادلة والخمسين ليرة يعود إلى الاشتباه بنشوء علاقة جديدة وقوية ومدمرة بين الصيادلة و التحاميل الخافضة للحرارة .
