كيف يحافظ الصائم على نظام الحمية (الدايت) خلال شهر رمضان ؟
يتعرض الكثير من الصائمين في بداية شهر رمضان إلى اضطراب في نظام الجسم الغذائي، وازدياد الرغبة في تناول كميات أكبر من الطعام، ما يزيد احتمالات زيادة الوزن وتراكم الدهون في الجسم بدلا من خسارتها، فكيف يمكن الاستفادة من الصيام لاتباع حمية صحية والحفاظ على الوزن الطبيعي والجسم الرشيق؟.
وقال الدكتور جورج المعلم الاختصاصي في الثقافة البدنية وعلم الغذاء لتلفزيون الخبر إن “شهر رمضان مناسبة مهمة للاستفادة القصوى من نظام الحمية إذ أن الصيام بحد ذاته يعتبر حمية إلهية على اعتبار أن المعدة تبقى خاوية لمدة تصل إلى 15 ساعة أو أكثر، وذلك يخلص الجسم من السموم ويساعد على إحراق الدهون وتجديد الخلايا التالفة من خلال إحراق الفضلات الضارة في الدم للحصول على الطاقة اللازمة للقيام بالحركة اليومية”.
وأضاف الدكتور المعلم “عند الإفطار يجب عدم الإفراط في تناول الطعام بل من الطبيعي أن يبدأ بكأس من الماء أو أكثر ثم القليل من السعرات الحرارية عن طريق حبتين أو ثلال من التمر ويفضل للحمية تناول موزة متوسطة الحجم، وبعد قليل صحن شوربة دافئة وذلك لتهدئة الجهاز الهضمي ويفضل أن تكون عبارة عن خضار طازجة”.
وتابع المعلم “يعتمد نظام الحمية على الخضار والألياف بشكل اساسي فيجب أن يتناول الصائم وجبة تحتوي مجموعة من الألياف (خضار- أوراق داكنة الخضرة – الفواكة)، وذلك لاحتوائها على حمض الفوليك أو b9 الهام جدا للجسم.
وأكمل الدكتور “يجب أن نضع بالحسبان أهمية وجود المعادن وخاصة (البوتاسيوم والمغنيزيوم والكالسيوم) كونها تحافظ على الشوارد داخل الجسم ولاسيما في الطقس الحار ولأهمية هذه المعادن للقلب والشرايين ونحصل عليها من المكسرات والبقول والأوراق النباتية ذات اللون الداكن الخضرة والخضروات ذات الزيوت العطرية مثل ( النعنع الطرخون الرشاد البقدونس الخس)، أما الكالسيوم كما يعرف الجميع فأهم مصادره الحليب ومشتقاته”.
وأضاف المعلم “خلال الإفطار علينا أن نتناول وجبة صغيرة من الكربوهيدرات أي النشويات (أرز – بطاطا – معكرونة) بحيث لا تتعدى 150 غرام (أي زبدية صغيرة) ثم بعد قليل تناول وجبة من البروتين سواء الحيواني مثل اللحوم بأنواعها (حمراء أو بيضاء) أو النباتي مثل ( الفول – الحمص -العدس الخ..).
وأكد الدكتور المعلم على “أهمية عزل البروتين عن الكربوهيدرات”، مضيفا “تناول وجبة الكربوهيدرات أي الأرز أو البطاطا ثم تناول وجبة البروتين مثل اللحوم والبقول يعطينا احساس بالشبع أكثر وأيضا بهذه الطريقة تحدث عملية في الجسم نسميها الحرق الناقص للمعايير الغذائية من بروتين ودهون ونشويات وذلك يساعد على هبوط وزن الجسم”.
وأشار مدرب اللياقة السابق للمنتخبات الوطنية إلى أنه “يفضل أن يكون البروتين الحيواني قليل الدهون قدر الامكان، وعدم استعمال الدهون ( السمن والزبدة ومشتقاتها) في تحضير الوجبات وأيضا التخفيف من الزيت والاستعاضة عنه بخل التفاح حوالي 3 ملاعق”.
أما بالنسبة للسحور، أوضح المعلم “يجب الإكثار من البروتين والتقليل من الكربوهيدرات (النشويات) بشكل كبير مثل تناول الألبان ومشتقاتها وأن تكون قليلة الدسم إذا أمكن، ويوجد في الأسواق بعض هذه الألبان خالية الدسم أو قليلة الدسم وذلك لأن حرق البروتين يستهلك زمن قدره من 4 إلى 6 ساعات وهذا يعطينا احساس بالشبع لفترة أطول في اليوم التالي”.
وأكد المعلم “ضرورة الامتناع قدر الامكان عن تناول الأملاح والتوابل والمنكهات بأنواعها خلال السحور”.
ولفت المعلم إلى ظاهرة التخيل وهي “حالة تصيب الصائم بعد هذه الفترة من الانقطاع عن الطعام فيتخيل أنه سوف يتناول كم هائل وكبير من المعايير الغذائية المتنوعة وهذا خاطئ جدا وعلى العكس تماما يجب أن يعرف الصائم سواء كان متبع لحمية أو لا أن الصوم بحد ذاته عبارة عن حمية كونية للحفاظ على الجسم البشري وفقا لكل عقيدة وكل دين”.