العناوين الرئيسيةموجوعين

1000 معتقل قُتلوا في مطار المزة العسكري.. تحقيق لمنظمات حقوقية يكشف مقابر جماعية في المطار

أصدر “المركز السوري للعدالة والمساءلة” بالاشتراك مع “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا” تحقيقاً استقصائياً عن استخدام مطار المزة العسكري لتعذيب وإخفاء السوريين في المطار أثناء النزاع بعد عام 2011.

 

وقال التقرير، الذي اطلعت عليه وكالة “رويترز” بصورة حصريةّ قبل نشره، أنّ أكثر من ألف سوري لقوا حتفهم أثناء الاحتجاز في مطار المزة العسكري، بوسائل مختلفة بين الموت إعداماً أو قتلوا تحت التعذيب أو سوء المعاملة.

 

ويتتبع التقرير الوفيات إلى سبعة مواقع يُشتبه أنها مقابر جماعية مرتبطة بالمطار، إذ حدد المركز السوري للعدالة والمساءلة الفترات الزمنية التي يُرجّح أنّ ثلاثة منها استخدمت لدفن المعتقلين.

 

وحدد المركز، وفقاً للتقرير، مواقع المقابر باستخدام مزيج من شهادات الشهود وصور الأقمار الصناعية والوثائق التي أصبحت متاحة بعد سقوط النظام في المزة وفي منشآت أخرى أدارتها المخابرات الجوية وكيانات الحكومة السابقة والتي شاركت في نقل المعتقلين والرفات البشرية، وتوصل إلى أن بعض المواقع كانت على أرض المطار، وبعضها الآخر كان في مختلف أنحاء دمشق، منها مقبرة في نجها.

 

وصرّح شادي هارون، أحد معدّي التقرير لـ”رويترز”: أنه كان من بين الأسرى، إذ تم اعتقاله لعدة أشهر بين عامي 2011 و 2012 بتهمة تنظيم الاحتجاجات، وأكمل أنه أُجبر على الإدلاء باعترافات لا أساس لها تحت ضغط التحقيقات اليومية والتعذيب الجسدي والنفسي.

 

ويتابع “هارون” في وصفه لمعاناة زميل له في الزنزانة: ” جرح صغير في قدم أحد المعتقلين نتيجة الضرب بالسوط الذي تلقاه تحت التعذيب، تُرك دون تعقيم أو علاج لعدة أيام، تحول تدريجياً إلى غرغرينا وتفاقمت حالته حتى وصل الأمر إلى بتر القدم كاملة”.

 

ولم تكتفِ المنظمات بالوثائق التي حصلت عليها، فأجرت مقابلات مع 156 ناج تعرضوا جميعهم للتعذيب حسب التقرير، وثمانية أعضاء في المخابرات الجوية، وتضمنت شهادات بعض هؤلاء الضباط تفاصيل الأحداث حتى سقوط النظام.

 

وقال وزير الداخلية أنّ هذا الاكتشاف لم يفاجئهم، وذكر أن أكثر من 100 ألف مفقود في سجون نظام الأسد لم يخرجوا خلال أيام التحرير في أوائل كانون الأول.

 

إجمالي المعتقلين الذين قُتلوا في المعتقل

 

قال المركز السوري للعدالة والمساءلة أن تقديره لإجمالي عدد المعتقلين الذين قتلوا في مطار المزة العسكري وصل إلى 1154 معتقلاً بين عامي 2011 و 2017 وفقاً لمجموعتي بيانات لاستخبارات القوات الجوية سُربت في مجموعة “فيسبوك” تراقبها المنظمة بعد انهيار النظام وتحققت منها.

 

ولا يشمل التقدير الأشخاص الذين أعدموا من قِبل محكمة ميدانية عسكرية أقيمت داخل حظيرة، وبحسب الإفادات تم إعدام الضباط والجنود رمياً بالرصاص، بينما تم شنق المدنيين.

 

ومن النتائج النهائية التي توصل لها التقرير، أن مطار المزة العسكري أصبح جزءاً من منظومة الإخفاء القسري التي وسعها النظام بعد عام 2011، إذ يُرّجح أن أكثر من 28 ألف شخص اعتُقلوا في المطار خلال النزاع.

 

يُذكر أن محمد العبدالله، المدير التنفيذي للمركز السوري للعدالة والمساءلة SJAC وهي منظمة حقوقية مقرها الولايات المتحدة، يقودها سوريون وتموّلها حكومات أوروبية حتى تجميد تمويلها الأخير من قبل إدارة ترامب، نشر على حسابه الشخصي على فيسبوك تأكيد للتحقيق الذي نشره المركز بالاشتراك مع جمعية رابطة معتقلي سجن صيدنايا، والذي نشرته ” رويترز بدورها”، رداً على تشكيك بعض المواقع والصفحات بصحة الرواية حرصاً على مشاعر أهالي المعتقلي وصحة المعلومات وفقاً لـ”العبدالله”.

 

ونوّه إلى أنه تم العمل على التحقيق لمدة عام كامل قبل سقوط النظام، وتأكدت هذه المعلومات بعد الاطلاع على صور الأقمار الصناعية والوثائق في مطار المزة العسكري، بعد سقوط النظام في 8 كانون الأول 2024.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى