ما الذي حدث في جرمانا؟

قد يبدو السؤال بسيطاً لدرجة الإجابة بأنه “حدث أمني وانحل” تمر مرور الكرام في ظل الأحداث الأمنية المتلاحقة خلال الأيام الماضية، وأغلبها كان نتيجة “تجاوزات” أو “عناصر غير منضبطة” في ظل تصعيد على مواقع التواصل الاجتماعي بالغالب لا يتناسب وحجم الأحداث على الأرض.
ووفق عدة مصادر محلية لتلفزيون الخبر، فإن الخلاف بدأ في ساحة السيوف ونشب شجار بين مجموعتين، الأولى من سكان المدينة، والأخرى من خارج المدينة وكانت غير مسلحة، تطور الشجار واستخدم فيه السلاح الأبيض وانتهى بطعن أحد أبناء المدينة، وتم إسعافه إلى مشفى المجتهد لخطورة إصابته، وفي المشفى وقع عراك بين ذوي المصاب المتوترين أصلاً ومجموعة من الأمن العام تم استدعاءها وفق الإجراءات المتبعة، الأمر الذي انتهى بتوقيف ذوي المصاب.
وتتابع المصادر، أنه بعد فترة من الحادثة، دخل عنصر من الأمن العام إلى المدينة، فحدثت مشادة مع عناصر الحاجز من شبان المدينة المتوترة نتيجة ما جرى، وزاد التوتر كمية الشحن الكبيرة عبر السوشيال ميديا، وتطورت المشادة إلى إطلاق نار أدى إلى وفاة عنصر الأمن العام.
“إسرائيل” تدخل على الخط
بعد وفاة عنصر الأمن العام، ارتفع التوتر وتدخل الأمن العام لضبط الوضع، وقام بنشر عدة حواجز، بالتوازي مع عقد لقاءات بين ممثلي السلطة والمجلس الروحي في جرمانا.
ووصل وفدان من مشايخ السويداء إلى جرمانا، وفد برئاسة الشيخ سليمان عبد الباقي ووفد آخر برئاسة الشيخ ليث البلعوس، واللذين يتمتع كلاهما بعلاقات جيدة مع السلطات السورية.
وبطبيعة الحال، ارتفع التوتر والشحن، وخاصة على السوشال ميديا، ولم تضيع “إسرائيل” الفرصة، حيث تدخلت بتصريحات نقلتها وسائل الإعلام العربية، عن استعدادها للتدخل في جرمانا لحمايتها.
قوبل التصريح “الإسرائيلي” باستنكار ورفض من الجميع تقريباً، (ما عدا الذباب الإلكتروني طبعاً) ، ودفعت قائد حركة رجال الكرامة الشيخ ليث البلعوس للخروج والقول عبر “التلفزيون العربي” “لسنا بحاجة إلى وصاية خارجية ونسعى لأن تكون سوريا موحدة”.
ونفى “البلعوس” وجود اشتباكات مع الأمن العام، قائلاً أن “الاشتباكات في جرمانا لم تكن مع قوى الأمن العام وبدأت بشجار شخصي” مؤكداً حينها أن “الأوضاع تتجه إلى الحل في جرمانا بريف دمشق”.
وبالفعل، هدأت الأحداث في وقت متأخر من الليل، وفشل “الذباب الإلكتروني” في حلقة جديدة عنوانها جرمانا، كما فشل في حلقات القرداحة وجبلة قبلها، على أمل عدم حدوث تجاوزات تعطي ذرائع لرفع التوتر، وانجرار الأمور إلى الفوضى.
تلفزيون الخبر