“الشرع يريد تحويل دمشق خلال عام إلى سويسرا”.. من كواليس لقاء الشرع مع البحرة وجاموس
قال قائد الإدارة السياسية الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، إنه “يريد تحويل دمشق خلال عام إلى سويسرا”، ليرد “البحرة” بأن “إزالة أنقاض مخلّفات الحرب تحتاج سنتين على الأقل، في حال توفّر الدعم والآليات من قبل المجتمع الدولي، عدا عن تحديات أُخرى مثل الكهرباء والطاقة وغيرها الكثير”، وفق ما نشرت ”المدن” من كواليس اللقاء.
ونقلت “المدن” عمّا أسمته “مصدر مطلع” أن “قائد الإدارة السياسية الجديدة في سوريا طلب من رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة، ورئيس هيئة التفاوض بدر جاموس، حل الائتلاف والهيئة، وأصرّ على أن الدعوة للمؤتمر الوطني الشامل ستكون لأفراد وليس لكيانات”، فيما ردّ الجانبان أن “حلّهما لا يكون بكبسة زر”.
وأعلن المكتب الإعلامي في الائتلاف عن لقاء، جمع البحرة وجاموس من جانب، والشرع من جانب آخر، الأربعاء الماضي، وصفه بـ”الإيجابي والجيد”، وذلك للمرة الأولى منذ الإطاحة بنظام الأسد قبل أكثر من شهر، وسط توترات وحساسيّة مبطنة بين الجانبين، خلال الفترة الماضية.
وقال المصدر إن اللقاء بالفعل كان “إيجابياً” مع “الشرع”، لكن تخلله بعض النقاط الخلافية، لافتاً إلى أن “الاجتماع استمر لساعتين و 40 دقيقة تقريباً، وأتى بوساطة تركية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين”.
وأوضح المصدر أن “الشرع لم يكن يرغب باللقاء، كما أن البحرة وجاموس لم يطلبا ذلك، إلى أن أتى اتصال بهما من مكتب الشرع يعلمهما برغبة الأخير لقائهما، وذلك قبل ساعات من عزمهما مغادرة دمشق بعد أكثر من أسبوعين على وجودهما فيها”.
وأشار المصدر إلى أن “الاجتماع حضره فقط الشخصيات الثلاثة، ولم يكن يريد الائتلاف أو الشرع الإعلان عنه، لكن الائتلاف اضطر لذلك بعد تسريبات كثيرة ومغلوطة”، وفق “المدن”.
وذكر المصدر أن “الشرع كان ممتعضاً من لقاءات البحرة وجاموس الاجتماعية مع شخصيات دينية واجتماعية في المحافظات السورية، وكذلك من اللقاءات السياسية مع وفود دولية مثل قطر وتركيا والسعودية والدول الأوروبية وغيرها ممّن زارت دمشق، والتقت بالشرع”.
ووجّه “الشرع” خلال الاجتماع للشخصيتين سؤالاً حول ما إذا كان القصد من تلك اللقاءات هو خلق مسار موازٍ لإدارته الجديدة؟، إلّا أن البحرة وجاموس أكّدا أن تلك الاتهامات “غير صحيحة”.
وأكدا (البحرة وجاموس) بأنهما “لم يأتيا إلى دمشق لمنافسته على كرسي الحكم، أو الحصول على منصب معيّن، إنما لمساعدته ودعمه مع حكومته في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا”، وشددا على أن “لا مطامع شخصية لهما في هذا الصدد، ولم يريدا من تلك اللقاءات خلق حالة من الصدام”.
وطلب “الشرع” من البحرة وجاموس حل الائتلاف وهيئة التفاوض، ليرد عليه البحرة بأن الائتلاف مكوّن من أجسام وهياكل سياسية ومجتمعية وثورية، وحلّها لا يكون بـ”كبسة زر”، مؤكداً أنه “بمجرد عقد المؤتمر الوطني الشامل وتشكيل الهيئة التأسيسية، سيُحل الائتلاف من تلقاء نفسه، لانتهاء دوره”.
وسأل “الشرع” كلّاً من البحرة وجاموس عن سبب عدم اعتراف الائتلاف وهيئة التفاوض، به وبحكومته، ليردا أن “المؤسستين ليستا جهات خارجية ليمنحوه اعترافاً أو يحجبوه”.
وأكدا أن “الائتلاف وهيئة التفاوض مكونان سوريان، وفي الخندق نفسه معه ومع الحكومة الجديدة وفي المسار نفسه”، وأضافا أن “المؤسستين وفي جميع بياناتهما، أكدتا على دعمه ودعم حكومته الجديدة، بما في ذلك خلال كلمة جاموس في مجلس الأمن الدولي، بعد أيام من الإطاحة بالأسد”.
يُذكر أن البحرة وجاموس عرضا على الشرع وضع كل خبرات الائتلاف وهيئة التفاوض التي تم اكتسابها خلال سنوات الثورة تحت تصرفه.
بالإضافة إلى مساعدته على التحرّك العربي – الإقليمي- الدولي بشكلٍ أسرع وأكبر، واللقاء مع وفود دولية للمساهمة في رفع العقوبات عن سوريا، ومنحه الغطاء الشرعي خلال هذه المرحلة الحساسة، باعتبار أن هناك تحديات كبيرة وحلّها لن يكون بالأمر السهل.
تلفزيون الخبر