نهضت من تحت الركام.. التجربة السنغافوريّة
تُعتبر التجربة السنغافورية في التنمية ما بعد الحرب دراسة حالة موثقة جيداً في التحوّل الاقتصادي بعد استقلالها عن بريطانيا وانفصالها عن ماليزيا في عام 1965، إذ واجهت سنغافورة تحدياتٍ اقتصادية كبيرة، بما في ذلك نقص الموارد الطبيعية وصغر حجم السوق المحليّة.
ومع ذلك، تمكّنت سنغافورة من تطوير اقتصادها بسرعة لتصبح واحدة من أكثر الدول ازدهاراً في العالم، بفضل التخطيط الاستراتيجي والاستثمار في رأس المال البشري وتحرير التجارة.
كانت الحرب العالمية الثانية صراعاً عالمياً بدأ في عام 1939 وانتهى في عام 1945، شاركت فيه العديد من الدول بهدف السيطرة على أوروبا وآسيا.
وخلال هذه الفترة، تعرّضت سنغافورة لاحتلال اليابانيين من عام 1942 إلى عام 1945، ما أدّى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المدينة.
بعد الحرب، وجدت سنغافورة نفسها في مواجهة تحديات اقتصادية ضخمة. لكنها، بفضل حكومة قويّة وفعّالة، تمكّنت من وضع استراتيجيات تنموية تستهدف القطاعات الأساسية مثل التعليم والبنية التحتية.
بالإضافة إلى ذلك، شكّلت القوى العاملة الماهرة والمتعلّمة أساساً قوياً لتكيّف سنغافورة مع الظروف الاقتصادية المتغيّرة باستمرار.
وفّرت الحكومة بيئة تجارية مشجّعة للاستثمار الأجنبي والتجارة، وهو ما ساعد على جذب الاستثمارات وتنمية الاقتصاد.
كما ساعد الموقع الاستراتيجي لسنغافورة في تسهيل التجارة والاستثمار مع الدول المجاورة ومع العالم.
تُقدّم التجربة السنغافورية عدة دروس للدول الأُخرى التي تسعى لتطوير اقتصادياتها. من أبرز هذه الدروس أهمية التخطيط الاستراتيجي والاستثمار في القطاعات الرئيسية، وتطوير قوى عاملة ماهرة ومتعلّمة، وخلق بيئة تجارية تشجّع الاستثمار الأجنبي والتجارة، والاستفادة من الموقع الاستراتيجي للدولة لتسهيل التجارة والاستثمار.
من خلال هذه الخطوات المتكاملة، استطاعت سنغافورة أن تتحوّل من دولة تُعاني من تحدياتٍ اقتصادية ضخمة إلى واحدة من أكثر الدول ازدهاراً في العالم. تقدّم تجربتها نموذجاً يُحتذى به للدول التي تسعى لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.
تلفزيون الخبر