العناوين الرئيسيةمجتمع

اخصائي يوضح كيفية التعامل مع غيرة الطفل من قدوم مولود جديد للمنزل

تثير غيرة الطفل من قدوم أخيه الجديد للمنزل من المواضيع التي تثير قلق الأهل حول كيفية التعامل معها، للحفاظ على تربية صحية في المنزل وعلاقة جيدة بين الأخوة.

 

وقال الأستاذ في قسم الإرشاد النفسي والصحي بكلية التربية في جامعة تشرين الدكتور فؤاد صبيرة، لتلفزيون الخبر، أن “الغيرة هي حالة إنفعالية معقدة تتضمن مشاعر ممتزجة بين الخوف والغضب والشعور بالخذلان، ويكون ذلك بسبب مشكلات مصحوبة بتغيرات فزيولوجية يشعر بها الطفل عند فقدانه للاهتمام وللامتيازات التي كان يحصل عليها”.

وتابع “صبيرة” أن “الغيرة لا تحدث فقط في العلاقات العاطفية والوجدانية، بل يمكن أن تكون داخل الأسرة الواحدة، مثلاً علاقة الأخوة مع بعضهم البعض، وخاصةً عندما يتنافسون على اهتمام ومحبة الأبوين”.

 

وأكمل “صبيرة”: “إذ تشتكي الكثير من الأمهات والآباء من تغير ملحوظ وواضح لسلوك أطفالهن ذلك بعد قدوم مولود جديد للمنزل، فتزداد السلوكيات السلبية لدى الطفل، بالإضافة لملامح الغضب والانزعاج والتمرد على الأسرة”.

 

“ويمكن تفسير غيرة الطفل من الناحية النفسية على أنها حالة طبيعية وضرورية وهي إثبات إلى بداية وعي الطفل بذاته، وإن اختبار الطفل لمشاعر جديدة يعد فرصة هامة له للتعرف على طبيعة العلاقات الوجدانية، وتنوعها وتغيرها”، وفقاً “لصبيرة”.

 

وأضاف “صبيرة”: “فالطفل بعد أن كان محور العناية والاهتمام من قبل الوالدين، أصبح الآن بعد ولادة الطفل الجديد في الدرجة الثانية، ومن الطبيعي أن يترتب على ذلك وجود بعض التناقضات على صعيد المشاعر والأحاسيس”.

 

وبين “صبيرة”، أن “الطفل لا يوجد لديه وعي كافٍ بتلك الأحاسيس ومن الممارسات والتصرفات التي يبديها الطفل بهدف جلب الأنظار إليه ضرب ومحاولة إيذاء المولود الجديد، ومطالبته النوم في سرير ذلك المولود، ورفض الذهاب للروضة أو للمدرسة، والتبول اللإرادي، وفقدان الشهية نحو الطعام، وغيرها”.

 

وحول سلوك الوالدين قال “صبيرة”: “يعد السلوك المتسرع المتبع لوالدي الطفل، والذي لا يراعي حساسية الطفل المفرطة خلال فترة قدوم المولود الجديد سبب أساسي في تنامي هذه الغيرة، إذ تتشكل لدى الطفل شكوك بمكانته تجاه والديه”.

 

وزاد “صبيرة”: “وفي الكثير من الأحيان تكون تصرفات الأهل مع الطفل هي سبب رئيسي في تبني تلك الأفكار الخاطئة، مثل انشغال الوالدين الواضح بالمولود الجديد وتقصد إبعاده عن الطفل، بالإضافة للتعنيف الجسدي أو اللفظي، والتهديد المستمر لحرمانه من الأشياء المحببة لديه، في وقت يكون كل شي للمولود الجديد”.

 

ولعلاج غيرة الطفل أوضح “صبيرة” أنه “يجب العمل أولاً على تعديل أفكاره وتصوراته الخاطئة المتشكلة بعد ولادة الوليد الجديد، والعمل على تحفيزها تدريجياً، ويكون ذلك من خلال القيام بالعديد من الأشياء منها أن هذا المولود الجديد هو ليس أخوك فقط بل صديقك، ويجب أن تشارك في تربيته والاهتمام به”.

 

وتابع “صبيرة”: “ويكون ذلك من خلال اختيار ملابسه، واللعب معه، وإحضار أغراض الوليد الجديد اليومية إلى الأم وتقديم الهدايا له وإخباره أنها من مرسلة له من الوليد الجديد، وتشجيعه على التحدث أو الغناء معه، وأن محبتهم له تزداد كل يوم”.

 

وكما لابد من تشجعيه على التعبير عن نفسه وعن مشاعره، وأن يعتاد على المصارحة فيما يفكر به وما يراه من وجهة نظره، ومن الممكن السماح للطفل بحمل أخاه ولكن تحت إشراف ومساندة الأهل، لأن ذلك يلعب دوراً إيجابياً في تحقيق الرضا النفسي لدى الطفل ويجعله أكثر ثقة و قرباً من كل أفراد الأسرة”، وفقاً للدكتور “صبيرة”.

 

وأشار “صبيرة” إلى أن “ظاهرة الغيرة عند الطفل قد تمتد حتى لمراحل عمرية لاحقة، لذلك على الأهل إذا ما لاحظوا على أطفالهم علامات الغيرة، أن يبحثون عن أسبابها و سبل معالجها حتى لا تؤثر مستقبلا على صحة أطفالهم النفسية”.

 

بشار الصارم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى