سوريون يهربون من الرواتب الشحيحة في أربيل إلى استغلال أصحاب المطاعم في بغداد
يختار بعض الشباب السوريين إربيل وجهة للسفر لسهولة الحصول على الفيزا والإقامة مقارنة مع باقي الدول، وغالباً ما تكون محطة مؤقتة لخيارات آخرى يسلكونها بحثاً عن حياة وعمل أفضل، مثل التوجه لبغداد أو الحصول على إقامة في إحدى الدول الأوروبية.
الهروب إلى بغداد
يقول بشر (37 عاماً) لتلفزيون الخبر إن غالبية السوريين في إربيل يحاولون المجيء لبغداد لأن الرواتب هنا مرتفعة وفرص العمل أقوى، لكنهم يجدون صعوبة في الحصول على الإقامة لذلك يختارون طرق التهريب “.
ويتابع بشر (الذي يعمل في أحد مطاعم بغداد منذ خمس سنوات) أنه “يوجد سيارات خاصة في أربيل (جيمسات) مستعدة دائماً لتهريب الأفراد إلى العراق بتكلفة 300 دولار على الشخص مع ضمان الوصول الآمن”.
ويكمل بشر، وهو الأب لأربعة أطفال في سوريا، أن: “العمل في بغداد بعد القدوم تهريباً من آربيل يجب أن يكون في مطعم مع سكن قريب لأن شرطة بغداد دائمة التجوال بحثاً عن السوريين القادمين بشكل غير قانوني لتغريمهم وإعادتهم لبلدهم”.
ويضيف بشر أن “طريق التهريب يستغرق بين 9 و10 ساعات عبر سيارات خاصة غالباً تكون مؤمنة لمن يدفع مبلغ 300 دولار والمخاطر الأكبر تكون في بغداد بسبب عدم إمكانية التجوال أبداً ، والتنقل يكون من العمل للسكن بشكل مباشر”.
الطريق حسب المال
من جهته يقول زين (30 عاماً) لتلفزيون الخبر، إنه، “عند الوصول لإربيل، يعترض طريقنا شباب ورجال يرغّبون السوريين بالهروب لبغداد مستغلين وضعنا وحاجتنا لرواتب مرتفعة، حيث تتراوح الرواتب في مطاعم بغداد بين 1300 و3000 دولار أي ضعف رواتب إربيل”.
ويتابع زين الذي أقام في آربيل 3 سنوات ثم عاد لسوريا، أنه “يمكن الهروب لبغداد بمبلغ أقل من 300 لكن عبر طريق محفوف بالمخاطر، حيث علينا أن نختبئ في باكاج السيارة أو بين المواشي حتى الوصول لبغداد”.
ويبين زين أنه “قد يستغرق الطريق حوالي 12 ساعة ونحن مختبئين بين الغنم والماعز كي لايرانا أحد وتتم إعادتنا لإربيل أو تسليمنا لشرطة بغداد”.
ويضيف زين “حاولت مغادرة إربيل أكثر من مرة لبغداد لكن دائماً ماكانت تصلنا أخبار عن البحث عن السوريين الهاربين فيها وإعادتهم لسوريا بعد سجنهم مع دفع غرامات، لذلك كنت أتراجع رغم قلة الرواتب فيها مقارنةً ببغداد”.
على كف عفريت
تحدث علي (28 عاماً) لتلفزيون الخبر عن الوضع في بغداد بعد القدوم من إربيل، حيث “لايمكن للسوري القادم عن طريق التهريب أن يتحرك خارج نطاق عمله أو سكنه بسبب انتشار الشرطة العراقية، كما أنه يتعرض للاستغلال من قبل صاحب العمل، فغالباً مايهدده بفضح أمره أمام الشرطة”.
وأوضح علي (طالب اقتصاد) أنه: “بعد القبض على السوري القادم بشكل غير قانوني من قبل الشرطة العراقية، تقوم بسجنه ثم تعيده إما لإربيل أو سوريا في حال كان يملك ثمن تذكرة طيارة، أما في حال عدم امتلاكه يتم وضعه في ديرالزور ثم يتابع براً باتجاه بلده”.
وأشار علي إلى أن “رواتب العامل السوري في بغداد منخفضة بالنسبة للعمال الآخرين لكنها أفضل من رواتب إربيل بكثير، كما أن عدد ساعات العمل أقل، ولايوجد فيها عوائق اللغة والانتماء الموجودة في إربيل”.
وزاد علي بأن “الحياة في بغداد متعبة بسبب الحجز والخوف الذي نعيش فيه، وكأننا على كف عفريت، في أي لحظة يمكن ترحيلنا أو سجننا ودفع كل مانملك من مال، لكن لاخيارات أخرى أمامنا سوى التحمل والصبر”.
اللجوء إحدى الخيارات
تنتشر في إربيل عدد من العائلات السورية المسيحية والتي تبحث عن فرص للسفر إلى أستراليا بعد تقديم طلب لجوء عبر الأمم المتحدة.
تقول سميرة (45 عاماً) لتلفزيون الخبر، أنها غادرت سوريا لإربيل للتمكن من الذهاب لأستراليا عبر تقديم ملف لجوء تشرح فيه “الوضع الصعب وعدم القدرة على العيش في سوريا”.
وتكمل سميرة أن “ملف اللجوء غالباً ما يستغرق وقتاً طويلاً مما يجبرنا على العمل برواتب قليلة بإربيل أو صرف مانملك من مال، ولايسعنا سوى الانتظار لأنه في حال العودة لسوريا يلغى طلب اللجوء بالكامل بسبب تعارضه مع أسباب طلب اللجوء”.
ويرى بعض السوريين أن أفضل الخيارات بعد تجربة البقاء في إربيل أو الهروب لبغداد وانتظار اللجوء هو العودة لسوريا وتحمل الوضع الاقتصادي الصعب ومتاعب الحياة لكن بحياة كريمة.
بشار الصارم – تلفزيون الخبر