العناوين الرئيسيةسوريين عن جد

عامان على الفراق وبعدك عالبال يا حسن حايك 

ودع تلفزيون الخبر، قبل عامين، الزميل الصحفي حسن الحايك، الشاب الحمصي الجميل، الذي وافته المنية في 23 أيلول 2022، عن عمر ناهز 37 عاماً، إثر أزمة قلبية.

 

رحل حسن بشكل مفاجئ وباكر، وبالرغم من ذلك ترك أثراً لا يُنسى في قلوب وأعمال زملائه .

 

عُرف حسن بخفة ظله، واستثنائيته في التقاط التفاصيل، وتبسيطه لأقسى القضايا، ومحاولاته الطويلة لتقديم رسالة خاصة، لاسيما فيما دوّنه عن الكتاب والموسيقيين برقة وخفة.

 

انضم حسن لأسرة تلفزيون الخبر سنة 2020، وخلّف إضافة إلى مواده الصحفية المهنية، مواقف وذكريات كثيرة يرويها زملاؤه في العمل.

 

تسترجع لين السعدي، حضور حسن، الذي كان “كنسمة خفيفة تهون الأمور أياً كانت حدتها علينا حتى تهون، يتهكم على أصعب المواقف، يلاطف الجميع، وينسج لنا بطريقته حكايا رقيقة عن الفن والشعر والموسيقى، كأن ما كتب لم يقرؤه سواه، وهكذا ترك في كل من عرفه بصمة من روحه لا يمحوها غيابه مهما طال”.

 

ويستذكر جعفر مشهدية، الحديث الأخير مع حسن عن أم كلثوم وصلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم، والذي كان يهرب في النقاش معه من تعقيدات الحياة، “وهو الذي بقي حتى ساعاته الأخيرة بيننا، حمصياً أصيلاً، وصحفياً هارباً من زمن آخر، وأحلام مؤجلة لمشروع ثقافي حال الموت دون تحقيقه”.

 

ويعود عمار ابراهيم، إلى ذكرى اللقاء الأول مع حسن، “كان محور الحديث عن الأصالة وعصر التفاهة، أهمية الكتاب والكلاسيكيات الفنية في مواجهة ما نعيشه اليوم من ابتذال وفوضى بصرية وسمعية”.

 

ويتابع عمار: “لساعتين وأكثر يقرأ حسن ويستعير ويشبه ويحكي، دون أن يغفل سلامات كثيرة لأهالي الحي، وهكذا بقينا ننتظر مواده طويلاً دون أن يخطر على بال أحدنا أن نشرب قهوة مرة حداداً على روحه، لن تكون أشد مرارة من فقدانه”.

 

من جانبها، تقول مدير التحرير فرح يوسف ”كان حسن زميلاً مثالياً، تميز باللطف والقوة، وجسد العمق والبساطة في آن معاً. حمل في قلبه شغفاً كبيراً نحو العمل، وكان لمزاجه العالي انعكاس في كل زاوية عني بها من زوايا العمل في مؤسستنا”.

 

وتتابع فرح “كان فقده مؤلماً، ليس فقط لما كان له من أثر واضح على كل من عمل معه، بإنسانيته وهدوء انفعالاته، وتوجيه أفكاره وطاقته، نحو الإنسانية دوماً! وليس فقط لأن رحيله المفاجئ ترك فراغاً في قلوبنا وفي مسيرتنا الصحفية، حيث كان يحمل على عاتقه طموحات وأحلام ندر وجودها في ظل الظروف المحيطة، بل لأن قصر عمر حسن المهني لم يمنعه من ترك بصمة واضحة، حيث كان دائماً في طليعة المبادرات والأفكار الجديدة التي أسهمت في إضافة بُعد مختلف للعمل، يصعب استبداله والاستعاضة عنه”.

 

ويؤكد مدير التلفزيون ورئيس التحرير عبدالله عبد الوهاب أن “الصحافة مهنة إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون أي شيء آخر، وهي مهنة مسكونة بالحلم والإنجاز والتغيير، وجل ما كسبته في هذه الحرب كان هذه المجموعة من الحالمين في تلفزيون الخبر”

 

ويتابع عبد الوهاب “ كان حسن إنساناً حقيقياً ولا أدري أي توصيف يمكن أن يقدم معنى إضافياً على صفة الإنسان، كان نقياً، صادقاً، ذكياً، حساساً، مرحاً، منتمياً، مخلصاً، موسوعة متنقلة من المعلومات، كان استثنائياً بكل ما تحمل الكلمة من معنى”

 

ويختم رئيس التحرير “رحل حسن مبكراً تاركاً غصة في القلب، فقلبه المتعب توقف واستراح إلى الأبد و”العترة” على قلوبنا نحن، رحل مثلما رح محمد الضاهر وعمران،رحمهم الله جميعاً ربما فعلا استراحوا”

 

أخيراً وليس آخراً

 

يا صديقنا .. سنبقى نعمل بكل قدراتنا، أفراداً،ومؤسسة، مخلصين لرؤيتك، لإحساسك وأثرك المديد، كما لو كنت معنا في كل خطوة على الطريق الذي بات أكثر وعورة.

 

فليبق إرثك، الفكرة والروح، مصدر إلهام لجميعنا، وإشارة دلالة على طريق قد تضيع البوصلة في مفارقه أحياناً، فتبقى شارات الدلالة، سنداً للتائهين فيه.

 

فريق العمل في تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى