العناوين الرئيسيةرياضة

ذهب الناشئين لم يمسح “ذل” خروجنا أمام كوريا وميانمار .. “نحن من يضع العصي في العجلات” 

حصد منتخبنا الوطني للناشئين لقب بطولة غرب آسيا الحادية عشرة بعد تغلبه على نظيره السعودي بركلات الترجيح 9/10 علماً أن الوقت الأصلي للمباراة انتهى بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما.

 

وارتجفت قلوب الجماهير السورية خلال متابعتها لضرباء الترجيح التي دوماً ما كانت تعاندنا على مستوى جميع الفئات العمرية إلا أن الحظ هذه المرة ابتسم لنا وقرر مداواة جراح السوريين بحصد لقب البطولة.

 

وانتشرت عبارات المديح والتهنئة لأبطالنا الصغار مرفقة بٱمال من الجماهير باستمرار هؤلاء المقاتلين على ذات الوتيرة عند انتقالهم للفئات الأعلى.

 

وتمكنت الكرة السورية على مدار تاريخها من تكوين فرق ومنتخبات محترمة على مستوى الفئات العمرية تحقق إنجازات نوعية قياساً بالمُقدرات المتاحة، لكن المعضلة كانت تظهر عند انتقال الناشئ نحو مرحلة الرجال التي تحتاج لتقنيات فنية وإدارية ومالية وكروية عالية لطالما غابت عن كُرتنا ما يعرقل استمرار تطور اللاعبين.

 

وعلى الرغم من الصدمة الكبيرة التي تلقتها الجماهير السورية بعد خروج منتخبنا للرجال “المُذل” من تصفيات مونديال 2026 إلا أنها قدمت كل طاقتها للتفاعل بإيجابية مع خبر التتويج ودعم اللاعبين والكادر الفني واضعة على “الجرح ملح” كُرمى لعيون الناشئين.

 

ولكن لم يستطع السوري النظر بأريحية للنصف الممتلئ من الكأس لأنه وكما يقال “شاهد هذه المسرحية سابقاً” بكل فصولها وحكاياتها وأبطالها حتى أن يمكن أن يسرد لك ما تبقى من حلم هؤلاء الناشئين دون انتظار رؤية منجزهم على الأرض.

 

ويمتلك الجمهور السوري تاريخاً مميزاً من “الخيبات الرياضية” قديم بمستوى قِدم الكرة في بلادنا فمنذ بدايتها وهو “موعود” و”عمره ما شافش معاها فرحة” واستمر في ذلك حتى أنه “مشي على الأشواك” بعد تصفيات مونديال 2017 إلى أن أصبح “سواح” في دنيا المنتخبات بعد كارثة التصفيات الأخيرة.

 

وإذا ما حاولنا تتبع عملية قتل الأحلام الكروية خلال الحقبة الحديثة يمكننا البدء مع بطولة غرب ٱسيا للرجال 2012 التي حصدها منتخبنا مؤسساً لحلم بمنتخب قوي قادر على مقارعة الكبار واستمر العمل على هذا الحلم حتى تبلوره بجيل 2017 دون أي مقدرات حقيقية للنجاح سوى الحلم.

 

وشكل جيل 2017 منعطفاً مهماً في تاريخ كُرتنا على صعيد اللاعبين والمُنجز والوجع حيث أنتج لنا كوكبة من اللاعبين برزت بشكل ساطع على مستوى ٱسيا كُلها وتمكنت من إتعاب كبار المنتخبات والاقتراب من حلم التأهل للمونديال لولا “العارضة”.

 

أما على صعيد الوجع فكان لهذا المنتخب حكايات، ربما لم تخلص فصولها حتى تاريخنا الحالي، من التخبطات الإدارية التي تبعت مباراة استراليا إلى نكبة أمم ٱسيا 2019 و”بعثة الأطفال” التي مثلتنا في المحفل القاري لتضع النهاية بشكل قاتل في قلوب الجماهير لحلم لم يستمر ليكبر.

 

وفي بطولة العرب عاد الأمل ثم تم وأده خلال تصفيات 2022 وتكرر الأمر ذاته بعد كأس ٱسيا 2023 وما تلاها من تدمير للكرامة الكروية السورية من بوابة ميانمار وكوريا الشمالية خلال التصفيات نحو مونديال 2026.

 

ولم تكن تلك الكارثتين أثقل من غيرهما فقط على صعيد المنتخب بل شكلت قطيعة وخيبة و”كسرة خاطر” للجماهير وجعلتهم يعيدون التفكير بكل ما جرى ليروا أن أحلامهم كانت تكبر على “التطبيل” لأتفه المنجزات وإظهارها وكأنها تشبه وصول المغرب لنصف نهائي المونديال الماضي وكيف كنا كل مرة نقع في فخ التأمل بجيل ناشىء ثم نُصدم بعد تحقيقه منجز صغير بأنه خيبة أمل جديدة.

 

لم أستطع هذه المرة سوى أن أضع “العصي بالعجلات” ليس لعد احترام جهود الناشئين بل محاولة استباقية لمخاطبة الاتحاد الحالي ومن سيليه بأن التطبيل القادم لمنجز البطولة سيضيع جيل الناشئين الحالي المُبشر وعليه يجب تغيير أسلوب التعامل وإلا لا يفرق “كوبر” عن “لانا” عن “المعلول” عن غيره فلن يحيي العظام الميتة في كُرتنا سوى الإدارة السليمة.

 

جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى